
تحدث خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة، عن علاقته بالأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة البارسا ونجم إنتر ميامي.
وقال لابورتا في تصريحات أبرزتها صحيفة موندو ديبورتيفو "أحب أن أكون رئيسا للبارسا، وأستمتع بما أفعله. هناك كثيرون يمكنهم تولي المنصب والظهور بشكل جيد، لكني أحب برشلونة كثيراً، وعندما تمر أوقات صعبة، أشعر أن عليّ التدخل لمحاولة إنقاذ الوضع".
وأضاف "كانت علاقتي مع ميسي جيدة لسنوات طويلة، لكنها تضررت قليلاً بعد عدم تجديد عقده، ثم تحسنت لاحقاً إلى حد ما. نثق في أننا سنقيم له التكريم الكبير الذي يستحقه".
كما تحدث لابورتا عن مدرب الفريق، هانز فليك، قائلاً: "فليك هو مثل المصارع جلادياتور، يشبه راسل كرو في شخصيته. إنه اكتشاف رائع ومدرب كبير".
وتابع "فليك يتمتع بطيبة في التعامل، ولديه إحساس مميز رغم صرامته الألمانية. إنه شديد الانضباط ولا يحب تغيير الخطط، لكنه في الوقت نفسه حساس مع الجميع. أنا مرتاح جداً وسعيد بالعمل معه".
وأضاف لابورتا متحدثاً عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها رئيس برشلونة "يجب أن يكون مسؤولاً، صادقاً، لأن برشلونة لا يملك سوى كلمة واحدة. لا يمكنك أن تثق بالجميع، لكن عليك أن تجعل الناس يثقون بك، وذلك لا يتحقق إلا بالوفاء بما تقوله. وقبل كل شيء، يجب أن يحب برشلونة وجماهيره، وأن يضع مصلحة النادي فوق مصالحه الشخصية".
ولفت "يجب أن يكون رئيس برشلونة متفهماً في الكثير من الأمور. النادي شامل جداً ويقبل كل الأفكار والأيديولوجيات. برشلونة أكثر من مجرد نادٍ، لأنه يمثل كتالونيا وفي الوقت نفسه نادٍ عالمي. هذه هي عظمة برشلونة، أنه يحتضن الجميع".
كما اعترف لابورتا بطبيعته الحماسية، قائلاً "يجب أن أتحكم في اندفاعي لأنني شخص عاطفي. عندما أغضب أكون مثل زجاجة شمبانيا تنفجر، لكن غضبي لا يدوم طويلاً، ولست حاقداً. لا يمكن العيش بالحقد".
واختتم رئيس النادي حديثه بالحديث عن الأشخاص الذين يحيط نفسه بهم: "أعمل على تنسيق ذكاءات أعلى من ذكائي. أقوم بالاستماع لمن حولي، لمديرة مكتبي مانانا، التي أضع ثقتي المطلقة بها، ولزملائي في مجلس الإدارة وآرائهم، وأيضاً لأبنائي الذين كبروا وأصبح لهم رأيهم الخاص. كما يجب أن تدرك أنك تعرف أقل من المدرب أو المدير الرياضي... وهذا وعي ضروري".
مسيرة أسطورية لميسي مع برشلونة
وُلد ليونيل ميسي في روزاريو بالأرجنتين عام 1987، وبدأت حكايته مع برشلونة في عام 2000 عندما انضم إلى أكاديمية "لا ماسيا" وهو في الثالثة عشرة من عمره، بعد أن اكتشفه النادي خلال رحلة تجريبية قصيرة في إسبانيا.
ومنذ لحظة وصوله، أدرك المسؤولون، أنهم أمام موهبة استثنائية، إذ كان ليونيل ميسي يتمتع بسرعة مذهلة، وتحكم خارق في الكرة، وقدرة فطرية على المراوغة والتسجيل.
في عام 2004، ظهر ليونيل ميسي لأول مرة مع الفريق الأول تحت قيادة فرانك ريكارد وهو بعمر 17 عاماً، ليصبح أصغر لاعب يسجل هدفاً في تاريخ برشلونة آنذاك.
وسرعان ما أصبح جزءاً أساسياً من الفريق إلى جانب نجوم مثل رونالدينيو وإيتو، وبدأت ملامح أسطورة جديدة تتشكل في سماء كرة القدم الإسبانية والعالمية.
مع وصول المدرب الإسباني بيب جوارديولا عام 2008 إلى الفريق الأول، تحوّل ليونيل ميسي إلى قلب المشروع الكتالوني، وأُعيد توظيفه في مركز "المهاجم الوهمي"، مما جعله أكثر تأثيراً وفاعلية.
وقاد النجم الأرجنتيني، برشلونة، لتحقيق ثلاثية تاريخية في موسم 2008-2009، حيث فاز بالدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا، قبل أن يكرر الإنجاز في 2015 مع المدرب لويس إنريكي.
وخلال 17 موسماً مع الفريق الأول (2004–2021)، لعب ليونيل ميسي أكثر من 770 مباراة، وسجل 672 هدفاً وصنع أكثر من 300 هدف، ليصبح الهداف التاريخي للنادي.
وحصد ميسي مع برشلونة 35 لقباً، من بينها 10 بطولات للدوري الإسباني، و4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، و7 كؤوس للملك، و3 بطولات لكأس العالم للأندية.
ولم يكن ميسي، مجرد هداف خارق، بل كان أيضًا صانع ألعاب من طراز فريد، يجمع بين الرؤية والخيال والدقة في التمرير، إلى جانب قدرته الفريدة على حسم المباريات بمفرده، وشكل مجموعة ذهبية مع تشافي وإنييستا، وقاد برشلونة إلى ذروة التفوق الفني في الحقبة الحديثة.
رغم إنجازاته، لم تخلُ مسيرته من لحظات مؤلمة، أبرزها رحيله في صيف 2021 بسبب القيود المالية المفروضة على النادي، حيث ودّع بدموعه جماهير البارسا في مؤتمر مؤثر، ليبدأ بعدها مغامرة جديدة مع باريس سان جيرمان.
ومع ذلك، سيبقى ليونيل ميسي، رمزاً خالداً في تاريخ برشلونة، اللاعب الذي أعاد تعريف معنى الإبداع في كرة القدم، وصنع عهداً من المجد لن يُمحى من ذاكرة الكتالونيين والعالم.



