كيف أفسد جريزمان ميركاتو برشلونة؟

يطلق على فترة الانتقالات الشتوية (الميركاتو الواقعي)، لأنه يأتي في وسط الموسم، بعدما يدرك كل فريق احتياجاته الواقعية، ولذلك يتم التعاقد مع لاعبين لسد هذه الثغرات.

وما تحدثنا عنه بشأن الميركاتو الشتوي، يمكننا أن نطبقه على حالة برشلونة خلال الموسم الحالي، بعد أن ظهرت حاجة الفريق للتعاقد مع مدافع ومهاجم على الأقل خلال انتقالات يناير/كانون ثان.

ويمر برشلونة بفترة من عدم الاستقرار بعد تغيير الجهاز الفني للفريق، برحيل إرنستو فالفيردي والتعاقد مع كيكي سيتين، بالإضافة إلى خسارة صدارة الليجا لصالح الغريم التقليدي ريال مدريد.

ثغرات برشلونة

بالنظر إلى وضع برشلونة في الدور الأول، سندرك أن الفريق يعاني من أزمة دفاعية واضحة، لا سيما بسبب أخطاء الثنائي الذي يلعب في قلب الخط الخلفي منذ بداية الموسم (جيرارد بيكيه وكليمنت لينجليت).

وبعد أن حاول سيتين حل المشكلة فور قدومه بمنح الثقة لصامويل أومتيتي على حسابه لينجليت، لم يتحسن الوضع وظلت المشكلة قائمة لدى البارسا، بل زادت بعد انتقال جان كلير توديبو إلى صفوف شالكه.

وعلى مستوى الهجوم، فإن الفريق كان يسير بوضع جيد مع الثلاثي ميسي وجريزمان وسواريز، لكن تظهر الأزمة في البدلاء، لأن عثمان ديمبلي كثير الإصابات، أما أنسو فاتي لا يزال صغيرًا ومحدود الخبرات ولا يمكن الاعتماد عليه أساسيًا في عدد كبير من المباريات.

وجاءت الضربة الموجعة لهجوم البارسا بعد أن تعرض سواريز لإصابة وخضوعه لعملية جراحية ستبعده عن الملاعب لفترة تصل إلى 4 أشهر.

ميركاتو بلا صفقات

لم يعقد برشلونة أي صفقة هجومية أو دفاعية خلال الميركاتو الشتوي لدعم الفريق الأول، وهو ما يهدد حلم جماهير البارسا بتحقيق الثلاثية (الليجا وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا).

ورغم وجود أسباب كثيرة للفشل الكتالوني في الميركاتو، إلا أن العقبة الرئيسية كانت قانون اللعب المالي النظيف، لأن برشلونة سيعد مهددًا بالتعرض لعقوبات إذا أبرم أي صفقة صخمة ماليًا.

وهذا السبب الذي جعل برشلونة يبحث عن ضم مهاجم بصيغة الإعارة فقط، مع الرفض التام لوضع بند بإلزامية الشراء قبل 30 يونيو/حزيران المقبل، لأن هذه الأموال ستمثل تهديدًا مستقبليًا للنادي.

وتعد الصفقة الرئيسية التي أبرمها برشلونة في الموسم الحالي وأفسدت خطته للتعاقد مع أي لاعب سوبر آخر، هي ضم جريزمان الذي جاء من أتلتيكو مدريد مقابل 120 مليون يورو في الصيف الماضي.

وكانت خطة برشلونة قائمة على تعويض أموال صفقة جريزمان، ببيع فيليب كوتينيو المعار إلى بايرن ميونخ، لكن الأخير أبلغ مسؤولي النادي الكتالوني مؤخرًا بأنه لن يُفعل بند الشراء النهائي.