
كما هو الحال دائما، الجميع مستعد ومتحفز للغاية لمتابعة نسخة جديدة من كلاسيكو الأرض الذي يجمع برشلونة حامل لقب الليجا، ومنافسه ريال مدريد، وسيكون هذه المرة على ملعب الملكي في العاصمة مدريد.
يدخل فرسا الرهان هذه المرة، ساحة الصراع على الفوز الذي سيضمن لأحدهما الصدارة، ويمنحه شرارة الانطلاق نحو منافسة حقيقة على لقب يبدو أن الفوز به سيكون صعب المنال، نظرا لظروف الفريقين، وعدم استقرارهما فنيا، والحالة الغريبة التي اصابتهما معا بخسارة العديد من النقاط، والتأرجح بين الصدارة والوصافة منذ بداية الموسم.
المتصدر الحالي برشلونة، يدخل المواجهة وهو مثقل بأربع خسائر ومثلها أيضا بالتعادل، أفقدته 20 نقطة كاملة مع نهاية الجولة 25، ولا يمر ريال مدريد الوصيف الحالي بحال أفضل بخسارته مرتين وتعادله في 8 مباريات، وفقدانه 22 نقطة، ورغم ذلك فهو في المركز الثاني بفارق 10 نقاط عن أتلتيكو مدريد صاحب المركز الثالث.
ما سبق يؤكد أن الفريقين يمران بحالة غير مسبوقة من التراجع، جعلت الفرق الطامحة بالثبات في الليجا أو بمراكز الوسط، تتحكم في مسار الصدارة، التي تتأرجح بين الغريمين، كلما انتصر أحدهما وخسر أو تعادل الآخر، وبالتالي فإن الكلاسيكو بحد ذاته لن يكون هو المؤشر على تحقيق اللقب في نهاية المشوار.
برشلونة المتصدر يعاني في الموسم الحالي حالة عجيبة من التناقض، فرغم قوته الهجومية الهائلة التي أثمرت عن 62 هدفا خلال 25 مباراة وبمعدل يصل إلى 2.5 هدف تقريبا في المباراة الواحدة، يمتلك واحدا من أضعف دفاعات الليجا، بعد أن تلقت شباكه 29 هدفا، بمعدل يزيد عن هدف واحد في كل مباراة.
القوة الهجومية للبارسا ما زالت محفوظة بحضور النجم الأول ليونيل ميسي الذي يتربع على صدارة الهدافين بـ 18 هدفا وبفارق 5 أهداف عن مهاجم الريال كريم بنزيما، ولعل الحضور الذهني والبدني لميسي هو ما يصنع الفارق دوما للفريق الكتالوني، نظرا لعدم تقديم المهاجم الجديد جريزمان المستوى المأمول، وإصابة المهاجم الصريح الوحيد في الفريق سواريز الذي توقف عند 11 هدفا قبل الإعلان عن إصابته وغيابه طويلا، إلى جانب تكرار إصابات ديمبلي الذي انتهى موسمه مبكرا، وعدم استقرار الموهبة الشابة فاتي.
على الجانب الآخر، يمر ريال مدريد بحالة من ضعف الاتزان في قوته الهجومية، التي ما زالت تعاني منذ رحيل كريستيانو رونالدو، وعدم جلب مهاجم صريح لتعويضه، حيث فشلت جميع الحلول الترقيعية من جانب مدربه زيدان، في تعويضه بكريم بنزيما، ومن ثم محاولات إعادة اكتشاف ماريانو دياز التي باءت بالفشل، ومن بعدها منح جاريث بيل مزيدا من الثقة لكن ذلك أيضا لم يفيد، كما أن توظيف الصفقة الجديدة هازارد لم تفد الفريق بسبب الإصابة التي غيبته كثيرا وقد يمتد غيابه الجديد لنهاية الموسم.
حلول زيدان البديلة بالبرازيلي فينيسيوس لم تجد نفعا نظرا لطبيعة اللاعب التي لا تتناسب مع كونه مهاجما صريحا، حتى أن اكتشافه الجديد رودريجو لن يفيده بالكلاسيكو بعدما تعرض للطرد بمبارة فريق الشباب، ولعل كل ذلك سيصب في مصلحة دفاع برشلونة الذي قد يجد سهولة أكبر في التعامل مع مهاجمين يمتازون بقدرات صانعي الألعاب أكثر من كونهم مهاجمين صريحين قادرون على تهديد شتيجن، وهو ما حدث بالفعل في لقاء الذهاب الذي انتهى سلبيا على الكامب نو رغم سيطرة الريال ورجوح كفة القوة لديه خلال المواجهة.
يبقى أمل برشلونة قائما في قدرة ميسي على قيادة فريقه من جديد نحو الانتصار على الملعب الذي شهد تالقه خلال العقد الأخير، وقد يكون للصفقة الجديدة بريثويت دور في أول كلاسيكو يخوضه في حياته، خاصة بعدما أظهر وجها قويا في الدقائق القليلة التي خاضها بمواجهة إيبار ومساهمته في هدفين من الخماسية النظيفة.
الناحية المعنوية قد تكون متناقضة نوعا ما، فريال مدريد صاحب الأرض لم يعرف طعم الانتصار في المواجهات الثلاثة الأخيرة، بتعادله مع سيلتا فيجو على أرضه بهدفين، ثم خسارته خارج الديار أمام ليفانتي بالليجا، وخسارته الموجعة أمام ضيفه مانشستر سيتي بدوري الأبطال 1-2، في المقابل حقق برشلونة فوزا كبيرا على إيبار بخماسية في الليجا، ثم عاد من مواجهة نابولي الصعبة بتعادل بطعم الفوز، وهو ما يعد دافعا مهما له لاستكمال مشوار الليجا نحو اللقب الجديد.
إذا الصورة الحالية للفريقين تقول إنها قد تشهد سيطرة مدريدية وامتلاكا لمنطقة الوسط، ودفاع برشلوني يعززه بانطلاقات سريعة ومحاولة إيذاء أصحاب الأرض بمهارة فردية أو تسديدة من خارج المنطقة تحسم اللقاء، الذي قد يكون خارج التغطية نظرا لعدم تأثيره الكبير على حسابات اللقب الجديد.
قد يعجبك أيضاً



