كرة القدم آخر الركب!

لك أن تتخيل عزيزي القارئ بأن بسباق ال100 متر ينطلق متسابق ما قبل المتاسبقين الآخرين ويفوز ويدع ذلك لتقدير الحكم!

صورة آخرى تخيل مباراة كرة سلة والكرة تخرج بشكل متكرر خارج الملعب وينتج عن ذلك ضياع 20 ثانية من المباراة والحكم لم يكترث لها! 

بكرة القدم تحصل قرارات مثل تلك وأكثر ونحن نردد عبارات مثل (تقدير الحكم، أخطاء بالتقدير، لم يلاحظ، وغيرها ..).

أكتب هذه الأسطر بعد تطبيق تقنية الفيديو ال (VAR) لمدة ثلاثة مواسم و لا يبدُ أن هناك الكثير سعيدين بالتقنية، نعم ساعدت التقنية من تقليل عدد كبير من الأخطاء لكن لازال هناك عددا كبيرا من الأخطاء الكارثية تقع بكل الدوريات.

هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أن صناعة كرة القدم صناعة مليارية ينفق عليها مليارات الدولارات سنوياً وتذر كذلك أرقامًا تحوي على نفس العدد من الأصفار. 

فلماذا إذن لم تدخل التكنولوجيا لكرة القدم إلا بوقت متأخر و بشكل محدود!.

بينما نرى أن الألعاب آخرى أقل شعبية وأقل ثروة تتمتع بثورة تكنولوجية أكبر من كرة القدم لا أملك جوابا على هذا السؤال وسأترك للقارئ محاولة التفكير في ذلك! 

السؤال الثاني والمهم من وجهة نظري هل تقنية الفيديو (VAR) كافية؟ هل حلت مشاكل كرة القدم؟ برأيي لا ! 

تقنية الفيديو تتدخل في حالات محددة يدعي مشرعوها أنها الحالات المهمة بالمباراة مثل (صحة هدف، كارت أحمر مباشر، ضربة جزاء) فقط! 

لا تدخلات إضافية لتقنية الفيديو على قرارت الحكم!

كرة القدم لعبة جميلة ومعقدة وذكية وكل تفصيل فيها مهم فالكارت الأصفر المبكر المستحق لمدافع شرس على سبيل المثال سيغير من طريقة لعبه طيلة المباراة خشية كارت أصفر ثانٍ ثم طرد! ناهيك أن التقنية لا تتدخل بحالات الإنذار الثاني حتى الذي يستوجب طرد لاعب ما وهذا ما يؤثر على سير أي مباراة، خطأ صحيح على مشارف منطقة الجزاء ولدى الفريق المستفيد لاعب يجيد تنفيذ الضربات الحرة لكن الحكم لم ينتبه له! التقنية لا تتدخل!.

أكرر ما ذكرته سابقاً كل تفصيل مهم وله وزنه باللعبة الأغنى والأجمل والأكثر شعبية.

التقنية تم الاستثمار فيها بكافة ملاعب العالم تقريباً ما هو مطلوب حسن استغلالها، برأيي بأن تتعدى المجالات المحدودة التي حصرت فيها إلى أكثر من ذلك ما دامت الفكرة هي إعطاء كل ذي حق حقه.

كما يجب برأيي أن تكون السلطة العليا بالقرار لطاقم ال(VAR) وليس حكم الساحة الذي قد يتسبب تقديره بأخطاء كبيرة كما شاهدنا مراراً فحكم الساحة بشر وهذا البشر قد يتأثر بعوامل عدة منها (الإجهاد البدني، الذهني، أصوات الجمهور، احتجاجات اللاعبين وغيرها ..) بينما لجنة الخبراء ويجب أن تكون لجنة خبراء الجالسة بغرفة الVAR ليس لديها أي نوع من هذه الضغوط كما أن إحالة القرار إلى خبراء ال VAR سيقتصد بالوقت كثيراً فالقرار سيأتي للحكم بالمايكروفون عوضاً عن الذهاب لشاشة و إضاعة قليل من الوقت و كثير من الحماس .

أنا و مثلي العديد من عشاق كرة القدم يودون برؤية عشقهم متقدماً لا متخلفاً يودون برؤية كرة قدم عادلة و جميلة بكافة تفاصيلها كرة قدم في المقدمة بالبورصة و بالتكنولوجيا على حدٍ سواء.