إعلان
إعلان

"كأنه جوارديولا".. ثورة ألونسو تتحدى نفوذ نجوم الريال

حسين حمدي
29 أكتوبر 202508:52
Atletico de Madrid v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images

تعيش غرفة ملابس ريال مدريد حالة انقسام مبكرة منذ تولي تشابي ألونسو القيادة الفنية للفريق، إذ أثارت الثورة التي قادها المدرب الإسباني لتغيير سلوكيات اللاعبين وطريقة عمل الجهاز الفني توترات داخلية مع بعض النجوم، رغم النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق في الليجا ودوري أبطال أوروبا.

ووفقا لموقع "ذي أتلتيك" شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدا في التوتر بين ألونسو وبعض اللاعبين، الذين أبدوا استياءهم من أسلوبه الصارم والتغييرات الجذرية التي فرضها منذ توليه المسؤولية في الصيف، ما أدى إلى شعور بعضهم بعدم الاحترام والحرية المحدودة داخل الملعب.

شرارة أولى

وأكد أن الشرارة الأولى للخلافات لم تكن مجرد غضب فينيسيوس جونيور عند استبداله في الكلاسيكو، بل نتيجة تراكمات أعمق تعود إلى اللحظة التي بدأ فيها ألونسو تنفيذ إصلاحاته داخل النادي، إذ وجد غرفة ملابس اعتادت على ممارسات لا يراها مناسبة لفريق يسعى للمنافسة على كل الألقاب، بعد أربع سنوات تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.

عند وصوله في يونيو/حزيران الماضي، أبلغ ألونسو لاعبيه بأن الجميع مطالبون بالركض والعمل بجهد أكبر عندما تكون الكرة بحوزة الخصم، وأنه لن يضمن أحد مكانه في التشكيلة من دون الالتزام بتلك القواعد. وقد جاءت أولى اختباراته في كأس العالم للأندية، حيث ودّع الفريق البطولة بهزيمة قاسية 0-4 أمام باريس سان جيرمان في نصف النهائي.

بعدها، وخلال فترة الإعداد في أغسطس/آب الماضي، عقد المدرب اجتماعا حاسما مع قادة الفريق لوضع مجموعة من القواعد الجديدة التي تنظّم الحياة داخل غرفة الملابس، وشملت الانضباط في المواعيد، والالتزام بأقصى درجات الجدية في التدريبات.

وبحسب أحد المقربين من الجهاز الفني: "ألونسو يسعى لفرض انضباط أكبر في الحياة اليومية داخل النادي، مع تنظيم أدق للمواعيد، وزيادة العمل في الصالة الرياضية، وإقامة جلسات فيديو جماعية وفردية".

لكن تلك التغييرات لم تلقَ ترحيبا من الجميع، إذ تحدّثت مصادر عدة عن حالة من الإحباط بين بعض اللاعبين المخضرمين الذين شعروا بأنهم فقدوا جزءا من حريتهم داخل الملعب، معتبرين أن طريقة ألونسو الصارمة تختلف تماما عن نهج أنشيلوتي المرن.

وقال أحد المصادر: "هذا الفريق فاز بالكثير دون الحاجة لهذه القواعد، لذا عندما فُرضت عليهم، بدأوا في الشكوى. هذا أمر طبيعي، خاصة بالنسبة للنجوم الذين كان من المستبعد نهائيا المساس بهم (في عهد أنشيلوتي)".

كما أشار مصدر آخر إلى أن الفريق "انتقل من مدرب لم يكن يشارك كثيرا في التدريبات إلى مدرب يعيشها كأنه لاعب إضافي". فيما رأى بعض اللاعبين أن ألونسو يبدو متحفظا وصعب الوصول إليه، بعكس أنشيلوتي الذي كان قريبا من الجميع.

وقال أحد المقربين من أحد نجوم الريال الكبار: "إنه يتصرف كما لو كان بيب جوارديولا، لكنه في النهاية يبقى تشابي".

تغييرات جذرية

وشملت تغييرات ألونسو تقليص عدد الأفراد المسموح لهم بالتواجد خلال التدريبات والمباريات، إذ يسعى المدرب لتوفير بيئة أكثر تركيزا وخصوصية. كما قلّص دخول العائلات والوكلاء إلى مناطق معينة من منشآت التدريب، بعدما كان الأمر شائعا في عهد أنشيلوتي.

وطلب ألونسو أيضا الحفاظ على السرية داخل الفريق، خصوصا فيما يتعلق بالتشكيلات، بعد أن كانت تتسرب للإعلام قبل المباريات، حيث اختبر ذلك بنفسه حين أعلن تشكيله الأول في كأس العالم للأندية، ليتفاجأ بتسريب مشاركة جونزالو جارسيا، ما جعله يغيّر سياسته تماما منذ ذلك اليوم.

ويضم طاقم ألونسو الفني المساعد سيباستيان باريّا، والمعد البدني إيسمايل كامينفورتي، والمحللين ألبرتو إنسيناس وبينات لابايين، وجميعهم يحظون بتقدير كبير داخل النادي.

وقد أثارت منهجية كامينفورتي، القادمة من تجربة سابقة في برشلونة، دهشة الطاقم القديم في مدريد، ما فرض على الجميع التكيف مع أفكار جديدة أكثر حداثة وانضباطا.

نقطة تحول

ويؤكد الجهاز الفني أنه بحاجة إلى الوقت، مدركا أن عملية التحول التي بدأها تتطلب الصبر قبل أن تكتمل نتائجها، لكن تصدر ريال مدريد للدوري الإسباني وسيره بثبات في دوري الأبطال يمنحهم دعما إضافيا، خاصة بعد الفوز الأخير في الكلاسيكو على برشلونة بنتيجة 2-1.

وكان الفوز في الكلاسيكو بمثابة نقطة تحول لألونسو، إذ خفّف الضغط الكبير الذي عانى منه بعد خسارته الثقيلة 2-5 أمام أتلتيكو مدريد الشهر الماضي، والتي أعادت الشكوك حول قدرته على قيادة الفريق في المباريات الكبرى، بعد الهزيمة 0-4 أمام باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية.

وشعر ألونسو وجهازه الفني حينها أن أي تعثر جديد أمام يوفنتوس أو برشلونة أو ليفربول قد يُعرّضهم لما وصفوه بـ"البطاقة الصفراء" من إدارة النادي. لكن الفوز على يوفنتوس 1-0 ثم على برشلونة 2-1 جعل ريال مدريد يتصدر الليجا بفارق خمس نقاط عن حامل اللقب، قبل مواجهة ليفربول في دوري الأبطال، بعد أن حقق العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات.

ورغم التوترات الداخلية، فإن بعض اللاعبين يرون في تلك المرحلة فرصة للتطور، إذ أشادت مصادر من داخل ريال مدريد بمرونة ألونسو التكتيكية واعتماده على المداورة للحفاظ على جاهزية الجميع، فضلا عن ثقته في الشباب مثل دين هويسين (20 عاما)، وألفارو كارّيراس (22 عاما)، وفرانكو ماستانتونو (18 عاما).

كما يُشيد الجهاز الفني بتطور أردا جولر وتألق كيليان مبابي، الذي ساهم بـ 18 هدفا في 13 مباراة هذا الموسم بعد أن أثار موسمه الأول بعض المخاوف داخل النادي.

ومع استمرار النتائج الإيجابية، يدرك ألونسو أن بعض لحظات التوتر لا يمكن تجنبها في نادٍ بحجم ريال مدريد، لكنه يعلم أيضا أن نجاحه في السيطرة على غرفة الملابس سيحدد شكل علاقته مع الفريق على المدى الطويل، في رحلة محفوفة بالضغوط داخل قلعة البرنابيو.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان