إعلان
إعلان

"كأس القارات".. نقطة البداية لانطلاق مونديال الأندية

KOOORA
07 ديسمبر 201610:46
image

يفخر عشاق الكرة القدامى بأنهم شهدوا - حسب تعبيرهم - العصر الجميل للعبة، في تلك الأيام لم يكن هناك وجود للقنوات الفضائية والإنترنت، واعتاد محبو الكرة على مشاهدة المباريات المهمة على الشاشة الصغيرة، ومتابعة ما تبقى من أحداث مهمة عبر نشرات رياضية شكلت وجبات دسمة لكل من شاهدها.

ومن الأحداث الكروية التي يتغنى هؤلاء بأنهم عاصروها وتابعوا تفاصيلها، تلك المباراة السنوية التي كانت تجمع بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية على صعيد الأندية والتي كانت تسمى بكأس القارات "إنتركونتينينتال".

وتستعد اليابان لاستضافة النسخة رقم 13 من بطولة كأس العالم للأندية، بعد مرور 12 عاما على إقامة النسخة الأخيرة من مباراة كأس إنتركونتينينتال، تلك المباراة كانت الفرصة الوحيدة لمتابعة صراع ممتع بين عملاقي القارتين الأشهر في عالم اللعبة، حيث كان يتواجه سنويا بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا، مع بطل كأس ليبرتادوريس في سباق لنيل الكأس الملقبة بـ"كأس تويوتا" نسبة إلى الشركة اليابانية لصناعة السيارات التي كانت الراعي الرسمي والرئيسي للمباراة منذ العام 1980.

وحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم على رعاية هذه المباراة السنوية، لكنه أراد تطويرها وتوسيع نطاقها، خصوصا مع مطالبات من قارات آسيا وافريقيا وأميركا الشمالية وأوقيانيا للحصول على دور لها في بطولة عالمية، الأمر الذي أنهى مشوار كأس القارات، وجعلها مجرد ذكرى سعيدة لمن عاصرها.

تبنى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فكرة إقامة كأس القارات للأندية بدعم من نظيره الأميركي الجنوبي في العام 1960، وكانت تجمع بطلي القارتين في مباراتي ذهاب وإياب على أن تقام مباراة ثالثة في حالة التعادل (حينها لم يعترف المنظمون بعامل فارق الأهداف)، وفاز ريال مدريد الاسباني بالنسخة الأولى من الكأس بعد التعادل مع بينارول الأوروجوياني 0-0 ذهابا والفوز عليه 5-1 في مدريد، وأطلق نادي العاصمة الاسبانية على نفسه لقب بطل العالم وهو الأمر الذي عارضه الاتحاد الدولي (فيفا) بحجة عدم مشاركة أبطال من القارات الأخرى، مؤكدا أن بوسع ريال مدريد استخدام مصطلح "بطل كأس القارات".

في العام التالي أصبح بينارول الأوروجوياني أول بطل للكأس من أميركا الجنوبية بعد خسارته أمام بنفيكا البرتغالي 0-1 وفوزه عليه في مونتيفيديو 5-1، ليتم الاحتكام إلى مباراة فاصلة على ستاد سينتيناريو الشهير الذي شهد فوز أصحاب الأرض على بطل أوروبا 2-1، وتعملق النجم البرازيلي بيليه ليقود فريقه سانتوس للفوز باللقب مرتين متتاليتين العامين 1962 و1963 بتخطي بنفيكا وميلان الإيطالي على التوالي.

ومرت مباراة كأس القارات في أواخر الستينيات بمشاكل متعلقة بقرار الفرق البرازيلية بالاعتذار عن عدم المشاركة في كأس ليبرتادوريس نتيجة للعنف الذي تمارسه الفرق الأخرى بحقها، إضافة إلى استياء البرازيليين من ممارسات الخصوم الأوروبيين الخشنة بحق لاعبي منتخب "السامبا" في نهائيات كأس العالم 1966.

كما أن البرازيليين عارضوا فكرة اللعب في بلدان مثل الأرجنتين وأوروجواي نتيجة لشغب الملاعب الذي كان عادة ما يؤدي إلى أحداث مؤسفة على المدرجات.

وبالفعل كانت شكوك البرازيليين في محلها، حيث خسر سلتيك الأسكتلندي اللقب أمام راسينج الأرجنتيني بعد مباراة طرد منها 4 لاعبين من بطل أوروبا، وساهمت الأعصاب المتوترة والتصرفات الهمجية للاعبي استوديانتيس الأرجتنيني في خسارة مانشستر يونايتد الإنجليزي في العام التالي، لكن الحادثة الأعنف حصلت العام 1969 عندما تعرض لاعبو ميلان للضرب والتهديد والإهانة من قبل لاعبي وجمهور استوديانتيس، ووصل الأمر إلى إصابة لاعب الفريق الإيطالي نيستور كومبين الأرجنتيني الأصل بكسر في عظام الوجنتين والأنف بعد أن وصفه الجمهور ولاعبو الفريق الخصم بالخائن.

ورغم محاولاته لوضع قوانين صارمة للبطولة، أكد الاتحاد الدولي أنه ليس بوسعه التحكم في أنظمة بطولة ليست من تنظيمه، واقترح مشاركة بطلي آسيا وأميركا الشمالية في بطولة واحدة، وهي فكرة لم تلق قبولا.

واستمرت سلسلة المشاكل العنيفة لتؤثر على أحداث البطولة حتى وصل الأمر إلى إهمالها من قبل جمهور الاوروبي، حيث لعب فريق مالمو السويدي على ملعبه في مواجهة أولمبيا الباراجوياني أمام 500 متفرج فقط، الأمر الذي دعا صحيفة "أل موندو ديبورتيفو" الاسبانية لوصف البطولة بـ"كلب لا مالك له".

وبعد أن باتت البطولة مهددة بالإلغاء، تدخلت شركة "تويوتا" اليابانية المصنعة للسيارات لإنقاذها، واقترحت إقامة مباراة واحدة بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية في اليابان مقابل أن يتعرض أي فريق يعتذر عن عدم المشاركة إلى عقوبات رادعة بإشراف الاتحادات القارية.

وأقيمت المباراة للمرة الأولى في اليابان العام 1980، وانتهت بفوز ناسيونال الأوروجوياني على نوتنجهام فورست الإنجليزي، ولم تفز الفرق الأوروبية اللقب في ذلك العقد إلا في ثلاث مناسبات عن طريق يوفنتوس الإيطالي وبورتو البرتغالي وميلان، وفي تلك الفترة حاول الإتحاد الإنجليزي تنظيم مباراة مشابهة بعدما حصل على التمويل اللازم إلا أن الإتحاد الأوروبي عارض الفكرة.

وفي تسعينيات القرن الماضي سيطر الأوروبيون على الكأس (7 ألقاب مقابل 3 لأميركا الجنوبية)، وبعد قرار الاتحاد الدولي بإقامة كأس العالم للأندية سنويا، أقيمت مباراة كأس القارات للمرة الأخيرة العام 2004 حيث حمل بورتو الكأس على حساب أونس كالداس الكولومبي.

في المحصلة، فازت 5 فرق باللقب 3 مرات وهي بوكا جونيورز الأرجنتيني (1977 و2000 و2003)، وميلان الإيطالي (1969 و1989 و1990)، وناسيونال الأوروجوياني (1971 و1980 و1988)، وبينارول الأوروجوياني (1961 و1966 و1982)، وريال مدريد الاسباني (1960 و1998 و2002)، وتحمل الفرق الأرجنتينية الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بكأس "إنتركونتينينتال" برصيد 9 ألقاب، مقابل 7 ألقاب إيطالية، وتتفوق فرق أميركا الجنوبية برصيد 13 لقبا مقابل 12 لفرق أوروبا.

ويعتبر المدرب الأرجنتيني المعروف كارلوس بيانكي الوحيد الذي فاز باللقب 3 مرات (مرة مع فيليز سارسفيلد، ومرتين مع بوكا جونيورز).

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان