
رغم البداية المثالية لبرشونة هذا الموسم، إلا أني أرى أرقامه الدفاعية خادعة، في ظل الإصرار الغريب على الدفع بجيرارد بيكيه أساسيا حتى الآن، بعد مستواه في الفترة الأخيرة.
صحيح أن بيكيه يملك تاريخا كبيرا، لكن يجب الاعتراف بحقيقة أن صاحب الـ30 عاما لم يعد ذلك المدافع الصلب الذي أمّن ظهر برشلونة في الحقبة الذهبية لبيب جوارديولا، أو الذي ساعد المنتخب الإسباني على التتويج بكأس العالم وبطولة اليورو.
لن أرجع بذاكرتي طويلا للوراء كي أسترجع هفوات بيكيه، التي لا يرتكبها الناشئون، فقط يكفي الإشارة إلى لقطتين توضحان المستوى الذي وصل إليه صاحب القميص رقم 3.
اللقطة الأولى في مباراة خيتافي بالجولة الرابعة من الليجا، عندما تلاعب المهاجم خورخي مولينا ببيكيه بكل سهولة، وتوغل من الناحية اليمنى في طريقه للمرمى، فما كان من المدافع الدولي إلا أن أمسك بقميص منافسه ليسقطه أرضا ويحصل على بطاقة صفراء، لقطة أظهرت بوضوح أنه لم يعد قادرا على مجاراة سرعة الخصوم.
اللقطة الثانية هي لقطة هدف إيبار الوحيد في مباراة السداسية، حيث هرب من خلفه سيرجي إينريش وحول كرة عرضية متقنة إلى داخل الشباك، بينما تباطأ هو في التغطية، وفشل في اعتراض طريق الكرة، أو حتى مضايقة المهاجم عند التسديد.
ويبدو أن المدافع، المعروف بمهاجمة الغريم ريال مدريد والحكام على "تويتر"، بات "قصف الجبهات" مهارته الوحيدة، وعلى إرنستو فالفيردي ومسؤولي برشلونة إدراك ذلك قبل فوات الأوان.
فبيكيه، في رأيي، تحول إلى قنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر في أي مباراة بأخطاء كارثية، قد تُضيع الألقاب على البارسا في أوقات حاسمة من الموسم.
إذن كيف يكون بيكيه بهذا المستوى، وبرشلونة يحقق أرقاما دفاعية جيدة منذ بداية الموسم؟
الإجابة في 3 نقاط، أولها جهود الفرنسي صامويل أومتيتي، ذلك الشاب الذي يتمتع بالسرعة والقوة البدنية التي تمكنه من تغطية أخطاء بيكيه، ورغم صغر سنه، إلا أنه اكتسب الخبرة سريعا، وهو ما يفسر أيضا اعتماد ديديه ديشامب عليه في منتخب الديوك بشكل أساسي، إلى جانب تألق الألماني أندريه تير شتيجن في الفترة الأخيرة.
النقطة الثانية أن البارسا لم يواجه حتى الآن فريقا قويا، يستطيع تهديد مرماه واستغلال ثغرة بيكيه، حتى يوفنتوس خاض مباراته في كامب نو منقوصا من خدمات عناصر مهمة، أفقدته نجاعته الهجومية التي تظهر في الكالتشيو.
أكاد أجزم أن برشلونة سيعاني كثيرا عندما يواجه منافسين أقوياء في الليجا ودوري الأبطال، معاناة كالتي ظهرت أمام ريال مدريد في مباراتي السوبر الإسباني، وكان بطلها بيكيه، وشهر أكتوبر/ تشرين الأول سيكون الاختبار الأصعب.
ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الطريقة الهجومية التي يلعب بها برشلونة، والتي تضمن له الاستحواذ على الكرة معظم الأوقات، تعد سببا رئيسا في تقليل الضغط على بيكيه وزملائه بالدفاع.
لذلك فإن الاعتماد على خافيير ماسكيرانو، رغم تقدمه في العمر، إلى جانب أومتيتي في قلب الدفاع هو الحل الأمثل في الوقت الحالي، مع الوضع في الاعتبار أن التعاقد مع مدافع جيد في يناير/ كانون الثاني بات ضرورة ملحة.
قد يعجبك أيضاً



