
المكان: ستوكهولم – السويد.
الزمان: 7 سبتمبر 2002.
مع دقات الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تبدأ شوارع ستوكهولم في التخلص من كل الازدحامات المرورية، ولا يظهر في الأفق إلا قلة من محبي السهر، والذين ظهر بينهم لمرات قليلة الأسطورة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش.
كان زلاتان شابًا يبلغ 21 عامًا فقط، ولكنه منذ الصغر شخص متقلب المزاج، ومن الصعب السيطرة عليه، لا سيما إذا ظهر غير راضٍ عن نفسه كلاعب كرة.
وصل زلاتان ستوكهولم متأخرًا في هذه الليلة برفقة صديقيه أولوف ميلبيرج ولارس لاجيرباك في سيارة تاكسي، وكان مزاج السلطان في أسوأ أحواله بعدما انتهت مباراة السويد ولاتفيا في تصفيات كأس العالم بالتعادل السلبي.
كان إبرا عادة يعاني في النوم بعد المباريات، خاصة إذا لعب بشكل سيئ، فالأخطاء دائمًا ما تزعجه، ولذلك قرر التجول في المدينة رفقة الأصدقاء، ثم الذهاب إلى "ملهى ليلي".
دخول إبرا لهذه الأماكن في أوقات متأخرة لم يكن من عاداته، لذلك كان لا يخطط للبقاء هناك طويلًا، إلا أن عقب وصوله بفترة قصيرة ظهرت فتاة تحاول جذب الانتباه في المكان، وبدأ بعض الشباب يحاولون إثارة الفوضى حولها.
بدأ زلاتان يتحدث مع أصدقائه: "أنا دائمًا أملك ميزة خاصة وهي أن الفوضى تبحث عني في أي مكان".
ضحك أصدقاء إبرا، ثم واصل النجم السويدي الحديث وهو يشاهد الفوضى باستمتاع: "أنا لا أقلق من الشباب السيئين. نحن نشبه بعضنا".
ابتعدت الفتاة عن محيط إثارة الفوضى وبدأت تتقرب من الطاولة التي يجلس عليها إبرا وجلست بجانبه واضعة يدها على رأسه، ثم ظهر شخص يدعي أنه شقيقها من الخلف وقام بدفع زلاتان.
لم يكن الغرور صفة اكتسبها إبرا بعد الكبر، ولكنها سمة كبرت معه بمرور الوقت، إلا أنه كان أذكى من أن يقحم نفسه في معركة بهذا المستوى.
بدأ أبرا يحدث نفسه "لا أحد يمكنه العبث معي"، ولكن سرعان ما قام أحد الأصدقاء بدفع شقيق الفتاة، والآخر دفع مثيرة الفوضى، وهنا قرر زلاتان عدم دق طبول الحرب، لا سيما أنه يأتي إلى هذا المكان للمرة الأولى، ولذلك فهو لا يعرف أجواء الصراعات هناك، خاصة إذا كان أحد الأطراف هو لاعب شهير.
شعر زلاتان لوهلة بأنه يتواجد في مكان مريب ويعج بالقذارة، ولذلك بعدما ثارت فوضى جديدة حاول إبرا الخروج ولكنه كان لا يعرف المكان جيدًا ليجد باب الخروج ولذلك انتهى به المطاف في دورة المياه، ثم عاد إلى الطاولة مرة أخرى، لعله يتذكر من أين دخل هذه المتاهة.
بدأ زلاتان يفكر أن شيئًا ما سيحدث هنا، وسيصبح هو بطل فضيحة جديدة، لا سيما بعد أدائه في المباراة وتحقيق السويد لنتيجة سيئة.
ظهر فجأة رجل أمن واقترب من إبرا، وهمس في أذنه: "المدير يريدك أن تخرج من هنا".
جن جنون زلاتان، وصاح في وجه الرجل: "هذا ما أريده أيضًا أيها الخنزير".
قاد مسؤول الأمن زلاتان إلى خارج الملهى، وكانت الساعة قد تخطت الرابعة صباحًا.
في صباح اليوم التالي حدث ما يخشاه زلاتان، حيث إن صورته في الملهى باتت غلافًا للصحف الكبرى في السويد، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، واتهمه بالتحرش بالفتاة التي أثارت الجدل.
التقى إبرا بأصدقائه في اليوم التالي، وفور أن شاهدهم صاح بكل غضب: "هل قرأتم ما نشر؟ تحرش! إنهم الإعلام ثائر ضدي وكأنني قتلت 7 أشخاص".
قد يعجبك أيضاً



