إعلان
إعلان

قصة كووورة: فان باستن.. وريث كرويف الذي دمرته الإصابات

KOOORA
30 أغسطس 202308:58
ماركو فان باستن

في عالم كرة القدم، هناك لاعبون يتركون بصماتهم الخالدة في تاريخ اللعبة، ويصبحون أساطير لا تنسى.

ومن بين هؤلاء الأساطير، يبرز بقوة اسم ماركو فان باستن، الهولندي الطائر الذي أبهر العالم بأهدافه الرائعة وبراعته أمام المرمى.

وفي هذه القصة السريعة، سنتعرف على 5 مشاهد مهمة في مسيرة فان باستن، وكيف أثبت نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في التاريخ: 

المشهد الأول: الشرارة الأولى 

الزمان: 3 أبريل/نيسان 1982

المكان: ستاد دي مير (الملعب السابق لأياكس)

كان فان باستن شابًا موهوبًا يحلم باللعب لأياكس أمستردام، نادي قلبه وموطن أسطورته المفضلة يوهان كرويف، وبعد أن انضم إلى صفوف الفريق الثاني لأياكس، انتظر فان باستن فرصته للظهور مع الفريق الأول، وجاءت تلك الفرصة في 1982، عندما اختاره المدرب آد دو موس، للجلوس على مقاعد البدلاء في مباراة نيميجن.

وشعر فان باستن بالحماس والتوتر في وقت واحد، فهو يشارك لأول مرة مع نجوم أياكس، ويشاهد كرويف من قريب، وعندما تقدم أياكس بهدفين نظيفين، دعاه المدرب للاستعداد للدخول بديلاً لكرويف.

cf67d478-7f5d-49ff-ae6b-76c93db12891

وفي تلك اللحظة، شعر فان باستن بأن حلمه يتحقق.. سيرتدي قميص كرويف ويلعب أمام جماهير أياكس.

ولم يخذل فان باستن، توقعات المدرب والجماهير، فقد سجل هدفًا رائعًا في أولى مشاركاته، وأظهر مهارات عالية في التحرك والتسديد.

وبعد نهاية المباراة، اقترب منه كرويف في غرفة الملابس، وقال له بابتسامة "ستذهب بعيدًا في عالم كرة القدم"، وكانت هذه الكلمات شهادة عظيمة من أحد أبرز رموز اللعبة. 

المشهد الثاني – المجد الدولي

الزمان: 26 يونيو/حزيران 1988

المكان: ملعب ميونخ الأولمبي

بدأ شبح الإصابة في النيل من فان باستن خلال موسم 1987-1988، لذا ذهب اللاعب مع هولندا إلى يورو 88، لكنه لم يكن ضمن الحسابات للمشاركة أساسيًا.

خسرت هولندا أولى مبارياتها أمام الاتحاد السوفيتي، ثم طالب كرويف (الذي تحول إلى ناقد كروي) بضرورة إشراك فان باستن أساسيًا، وبالفعل شارك نجم ميلان ضد إنجلترا وأحرز ثلاثية، كما أقصى الألمان في نصف النهائي بهدف قاتل.

وفي المباراة النهائية على ملعب ميونخ الأولمبي، بات فان باستن بطلًا شعبيًا في هولندا، حيث أصبحت الجماهير تطالبه بالثأر لها من الاتحاد السوفيتي، كما فتك بالألمان.

031ca65a-16fe-4708-90ae-cbe73d5c07d2

وشارك فان باستن هذه المرة من البداية وسبب إزعاجًا مستمرًا للدفاع السوفيتي، إلى أن جاءت الدقيقة 33 عندما نجح أسطورة ميلان في خداع خط دفاع المنافس بالكامل، وسرقة رأسية صنع بها الهدف الأول لرود خوليت.

وفي الدقيقة 57، نجح فان باستن في وضع بصمة تاريخية، بعدما سجل هدفًا غاية في الصعوبة والجمال من زاوية شبه مستحيلة، حيث تلقى عرضية زميله موهرن من أقصى اليسار، ليقابلها داخل منطقة الجزاء متطرفًا جهة اليمين بتسديدة مباشرة أبهرت العالم، بعدما مرت أعلى الحارس وسكنت الجهة العكسية في الشباك.

وكانت هذه البطولة التاريخية، سببًا في حصد فان باستن للكرة الذهبية، للمرة الأولى في مسيرته.

المشهد الثالث – إثبات الذات

الزمان: 24 مايو/آيار 1989

المكان: ملعب الكامب نو

بعد موسمه المتعثر الأول مع ميلان بسبب الإصابة والغياب لفترة طويلة، عاد فان باستن للانفجار في الموسم الثاني وقيادة الروسونيري بأهدافه الحاسمة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ستيوا بوخارست على ملعب الكامب نو.

ودفع أريجو ساكي مدرب ميلان، بفان باستن أساسيًا في خط الهجوم بجوار خوليت، وخلفهما روبرتو دونادوني وأنجيلو كولومبو.

كان "كامب نو" يحفل بأجواء هيستيرية من جماهير ميلان التي جاءت للاحتفال، وبالفعل سارت المباراة من طرف واحد فقط، إذ أن الروسونيري أهدر فرصًا بالجملة أمام المرمى أحدها من رأسية المهاجم الطائر.

d460684d-2a2a-4754-9752-202abbd8909c

وتقدم خوليت لميلان في الدقيقة 18 مستغلا كرة ردت من جسد الحارس أمام المرمى الخالي، قبل أن يستغل فان باستن في الدقيقة 27، هوايته في الطيران ويحلق أعلى دفاعات بوخاريست، ليضع رأسية صاروخية في الشباك.

وعقب 20 دقيقة، عاد فان باستن لمعاقبة بوخاريست بهدف آخر، وإنهاء أي أمل للرومان في العودة خلال المباراة.

وكانت هذه المباراة تتويجًا لموسم فان باستن الرائع، وشهادة كافية للحفاظ على الكرة الذهبية للعام الثاني على التوالي.

المشهد الرابع – قبلة الوداع

الزمان: 22 ديسمبر/كانون أول 1992

لم تكن موهبة فان باستن، تتعلق فقط بإحراز الأهداف، أو أنه كان يخطف الكرة الذهبية بسبب ألقابه الأوروبية، وكان عام 1992 خير دليل على ذلك، إذ عاش الهولندي الطائر، بطولة يورو صعبة.

وفشل فان باستن في تسجيل أي هدف في مباريات الطواحين الأربع ضد اسكتلندا والاتحاد السوفيتي وألمانيا والدنمارك، كما أهدر ركلة الجزاء التي كانت سببًا في وداع هولندا البطولة من نصف النهائي أمام زملاء العملاق بيتر شمايكل.

ورغم عدم زيارة الشباك في اليورو أو حصد بطولة قارية مع ميلان، إلا أن فان باستن نال قبلة الوداع من الساحرة المستديرة، على أدائه الذي لم يترجم إلى أهداف كثيرة أو بطولات أوروبية، حيث حصل على الكرة الذهبية للمرة الثالثة، بالإضافة إلى جائزة لاعب العام من الفيفا واليويفا ومجلة ورلد سوكر.

المشهد الخامس – وداع مؤلم 

الزمان: 26 مايو/آيار 1993

المكان: ملعب ميونخ الأولمبي

كان فان باستن، نجمًا لامعًا في سماء كرة القدم، ولكنه كان يدفع ثمن تألقه بالتعرض للإصابات المتكررة بكاحله في أوج فترات تألقه، كان يتحمل الألم ويواصل اللعب، ولم يستسلم لليأس.

c43f48b6-e7ec-4fa7-8037-60da63334aca

وبعدما وصل الروسونيري إلى نهائي أغلى البطولات الأوروبية، كان الهولندي الطائر يحلم بإهداء جماهيره الكأس، لكن المصير كان قاسيًا عليه، فخسر المباراة أمام مارسيليا، وخسر أيضًا فرصة العودة للملاعب. 

كان ذلك آخر ظهور لفان باستن في عالم الساحرة المستديرة، وكان عمره 28 عامًا فقط ويمتلك موهبة استثنائية، وحاول بكل جهده أن يشفى من إصابته، وخضع لعدة عمليات جراحية، لكن دون جدوى.. اضطر إلى إعلان اعتزاله الرسمي في عام 1995، وسط حزن عارم من عشاقه.

ولم تذهب تضحيات فان باستن سدى، فقد أثارت إصاباته الجدل حول قوانين اللعبة، ودفعت الاتحاد الدولي لإصدار قرارات تحمي المهاريين من التدخلات الخطيرة.

ولو أن فان باستن عاش في زمننا هذا، لاستفاد من التقدم الطبي في علاج إصابات الكاحل، وحطم الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف والظفر بالجوائز.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان