Reutersمشهد (1)
الزمان: ديسمبر/ كانون الأول 2017
المكان: باريس
كريستيانو رونالدو يعود إلى أحد الفنادق الفخمة في العاصمة الفرنسية، حاملا في يده الكرة الذهبية المتوج بها قبل ساعات فوق برج إيفيل، وبصحبته عائلته ووكيله جورج مينديز.
مينديز: مرحبا بعودتك يا صديقي، استرح الآن وألقاك لاحقا.
كريستيانو: لا، اعطني بعض الدقائق وسأمر عليك لمناقشتك في أمر ما.
مينديز: حسنا.. أنا في انتظارك.
نصف ساعة كانت كافية لعودة رونالدو إلى غرفة مينديز في الفندق، طارقا الباب قبل الدخول والابتسامة التي كانت مرسومة على وجهه في طريق العودة، قد فارقته بلا رجعة.
كريستيانو مازحا: حسنا.. فزت بالخامسة إذن!
مينديز: الشكر لله، فعلناها يا صديقي.
كريستيانو: ألم تلحظ ملامح وجه بيريز بعد الحفل؟
مينديز: لا، ماذا حدث؟
كريستيانو: لدي شعور بأنه لم يكن سعيدا، بل كان يحاول رسم ابتسامة مصطنعة، لكني أكاد أقسم بأنه لم يكن مرتاحا بداخله.
مينديز: ولماذا لا يكون مرتاحا ونجم ناديه يحافظ على الكرة الذهبية الثانية على التوالي.
كريستيانو: هو لا يكترث بذلك وأنت تعلم.. هذا الرجل بداخله شيء، وأخشى أن يكون ما أفكر فيه!
مينديز: ماذا تقصد؟ أتقصد الاتفاق الخاص بتمديد العقد ورفع الراتب؟
كريستيانو: نعم.. أشعر بأنه لم يكن يتوقع تتويجي بالجائزة، والآن بات في ورطة.
مينديز: دع الأمر لي ولا تشغل بالك، عليه أن يلتزم باتفاقه.
كريستيانو: صدقني لا يشغلني حتى لو ضاعف راتبي، فهذا الأمر لا يهمني.. ما يهمني فقط هو عهد الرجال بيننا، وأرى لمحة غدر في الطريق.
مينديز لم يعلق بأي إجابة وظل يفكر في كلمات كريستيانو رونالدو قبل أن يكمل اللاعب حديثه بعد لحظات.
كريستيانو: تخيل معي يا جورج لو كنت في برشلونة، هل تظن أنهم كانوا سيعاملونني مثل هذا الرجل؟ أم سيكسرون كل القواعد من أجلي ويقدرون وجودي معهم كما فعلوا مع ميسي؟
مينديز: لدي رأي في هذا الأمر وأنت تعرفه، وفي رأيي هؤلاء الناس في برشلونة ما هم إلا سفهاء، وبالفعل لو كنت معهم كانوا سيعاملونك بطريقة مختلفة، وربما كنت ستحصل على ضعف راتبك، لكنهم سيكونون على خطأ مثلما يفعلون الآن مع ميسي.
كريستيانو: كيف يكونون على خطأ وهم يقدرون أفضل لاعب لديهم؟.. هذا تقدير وليس سفه.
مينديز: لا، الأمور لا تقاس بهذا الشكل، فعندما أريد تقديرك، يجب ألا يتسبب هذا التقدير في زعزعة استقرار النادي ووضعه في ورطة مالية، وصدقني برشلونة سينهار قريبا بسبب العقلية التي يدار بها.
كريستيانو: تقول إن بيريز محق في عدم منحي راتب يضاهي ميسي منذ سنوات، وأنا اللاعب المتوج بالكرة الذهبية 5 مرات مثله، وفي ذات الوقت أتقاضى راتبا أقل من نصف راتبه!
مينديز: ليس محقا بنسبة 100%، لكنه أقرب للصواب.
كريستيانو: أوووه، صديقي جورج يقف الآن في صف الرئيس، تحول مفاجئ!
مينديز: لا، نحن هنا رفقة بعضنا وهذه مجرد مناقشة، لكن عند التفاوض، تعلم أنني في الجانب الذي تكون فيه دائما.
كريستيانو: أتدري لماذا جئت إليك الآن؟
مينديز: وفقا لهذا النقاش، يمكنني التوقع، تريد مني التحدث مع السيد فلورنتينو بشأن الاتفاق الذي أبرمناه سابقا.
كريستيانو: لا، بعد ما رأيته الليلة على وجهه، أؤكد لك أنه لن يلتزم به وسيحاول التنصل منه بأي طريقة ممكنة.
مينديز: لماذا هذا التشاؤم؟ اترك الأمر لي، وستحصل على ما تريد.
كريستيانو: قلت لك، لا يهمني المال، ولا أريد الحصول على زيادة في راتبي عنوة، فهدفي الأول هو تحسين صورتي فقط، كيف باللاعب المتوج بالكرة الذهبية آخر عامين أن يتقاضى راتبا أقل من نصف ما يحصل عليه منافسه؟!
مينديز: لكن ريال مدريد ليس سفيها مثل برشلونة.. عليك نسيان هذا الأمر للأبد، بيريز لن يزيدك سوى بمليوني يورو على الأكثر.
كريستيانو: لا يهمني ذلك الآن، ولهذا جئت إليك للتفكير في سيناريو أباغته به حال تملصه من الاتفاق.
مينديز: فيما تفكر يا رجل؟
كريستيانو: أفكر في قلب الطاولة عليه بالرحيل نهاية الموسم.
مينديز: هذا جنون.. ماذا تقول؟ أنت هناك ملك في مدريد، وبالتأكيد لن ترحل لأجل أمر كهذا.
كريستيانو: وددت لو سارت الأمور كما حلمت بالاعتزال هنا، لكني لا أريد الرضوخ لسياسة هذا الرجل وأهوائه، سأطلب الرحيل، وأؤكد لك أنه سيسعد بذلك حقا، فهو يتمناها منذ زمن.
مينديز: لا تحدثني حول هذا الأمر مجددا، دعك من هذا الجنون.
كريستيانو: لم آت إليك لمناقشتك في فكرة الرحيل، بل لأخبرك بها، لتكون على علمك بخطتي حال عدم تنفيذه اتفاقنا.
مينديز: وماذا بعد الرحيل؟ إلى أي ناد تريد الذهاب؟
كريستيانو: يوفنتوس.. أريد اللعب هناك في إيطاليا.
مينديز: لكن الأندية الإيطالية لديها سقف محدود في الرواتب، ولا يمكنهم جلب لاعب بقيمتك أو حتى من يحصل على راتب أقل منك.
كريستيانو: سنجد وسيلة ما، عليك فقط أن تضع هذا في حساباتك، إن لم يف الرجل بوعده، تحدث مع يوفنتوس، واترك الباقي لي.
مشهد (2)
الزمان: يناير / كانون الثاني 2018
المكان: منزل كريستيانو رونالدو
مينديز يجلس رفقة رونالدو في حديقة المنزل بعد جلستهما مع بيريز، التي أظهرت نوايا رئيس ريال مدريد التي كان يدركها اللاعب منذ أسابيع.
كريستيانو: قلت لك إنه ينوي الغدر، لهذا لن أطيل عليه الرد، تحدث مع يوفنتوس الآن وأطلعني على المستجدات.
مينديز: لقد تحدثت مع بعض المسؤولين هناك بالفعل، وتفاجأوا من الأمر، لكنهم رحبوا بشدة بالفكرة، لكنهم طلبوا مهلة للوقوف على كيفية إبرام الصفقة.
كريستيانو: سيوافقون، وسأتحدث معهم فور أن يأتيك الرد منهم، ولن نبلغ بيريز بأي شيء حتى نهاية الموسم.
مينديز: ولم لا نبلغه الآن؟
كريستيانو: حينما يغدرك بك شخص ما، عليك أن تصيبه بسلاحه، سأرد إليه الصفعة في الوقت المناسب.
مينديز: أخشى من تهورك واختيار لوقت غير مناسب.
كريستيانو: لا، بل سيكون أنسب وقت ممكن للرد على خيانة العهد.
مشهد (3)
الزمان: مايو 2018
المكان: كييف
بعد تتويج ريال مدريد بطلا لدوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول، كريستيانو رونالدو يفاجئ الجميع على الهواء مباشرة بتصريح يمهد فيه لنهاية رحلته مع الفريق الملكي.
فوجئ بيريز بتصريحات رونالدو في ذلك التوقيت الحساس، خاصة أنها جاءت بعد دقائق معدودة على التتويج.
وبعد أسابيع معدودة، أعلن ريال مدريد في بيان رسمي موافقته على طلب رونالدو الرحيل والانتقال إلى يوفنتوس في صفقة بلغت 112 مليون يورو.
*سيناريو تخيلي مستوحى من وقائع حدثت في الكواليس دفعت رونالدو لاتخاذ قرار الانتقال إلى يوفنتوس مع بداية عام 2018



