Getty Imagesقبل أن تمتلئ الملاعب السعودية اليوم بألمع النجوم العالميين، وقبل أن تصبح المملكة وجهة كروية فاخرة يقصدها كبار اللاعبين من جميع القارات، كانت الحكاية مختلفة تمامًا من قبل.
في أواخر السبعينيات، لم يكن الاحتراف الأجنبي في السعودية معروفًا، ولم يتخيل أحد أن يرى لاعبًا عالميًا يرتدي قميص نادٍ سعودي.
لكن عام 1978 شهد لحظة مفصلية غيّرت تاريخ كرة القدم السعودية، عندما وطأت أقدام نجم برازيلي استثنائي أرض المملكة، ليصبح أول لاعب عالمي يفتتح أبواب الاحتراف أمام الأجانب، ويزرع البذرة الأولى لرحلة النجوم التي نراها اليوم.
وكان يمتلك موهبة ساحرة، وتسديدة صاروخية، وشاربًا مميزًا أصبح علامة يعرفه بها الجميع، حتى صار لقبه الأشهر في الشارع الرياضي السعودي "أبو شنب".. هو النجم البرازيلي الكبير ريفيلينو، أحد أساطير الكرة في عصرها الذهبي، وبطل القصة التي نرويها اليوم.
"قصة سعودية".. سلسلة يقدمها كووورة أسبوعيًا، عن أبرز القصص والمواقف والحكايات التي تعيشها الكرة السعودية.. ونستعرض هذا الأسبوع حكاية ريفيلينو، أول برازيلي محترف في المملكة.
البداية من ساوباولو
وُلد روبيرتو ريفيلينو في مدينة ساوباولو البرازيلية، يوم 1 يناير/كانون الثاني 1946، المدينة التي تُعد منبعًا لأبرز أساطير كرة القدم في البرازيل.
وكأي طفل برازيلي مغرم باللعبة، كان "ريفو" يقضي طفولته بين أزقة وشوارع المدينة يركل الكرة بحب وشغف، حتى بدأ مشواره الاحترافي عام 1965.
ولم يبدأ ريفيلينو من فريق مغمور، بل انطلق من أحد أعرق الأندية البرازيلية على الإطلاق، كورينثيانز، حيث لعب له من 1965 حتى 1974، قبل أن ينتقل إلى فلومينينسي ويستمر معه حتى عام 1978.
الأجنبي الأول في السعودية
عام 1978، دوّن ريفيلينو اسمه بحروف ذهبية في تاريخ كرة القدم السعودية، بعدما أصبح أحد أوائل المحترفين الأجانب في الدوري، وأول نجم عالمي بهذا الحجم يحط رحاله في المملكة.
وفجر نادي الهلال السعودي مفاجأة من العيار الثقيل بالتعاقد مع قائد منتخب البرازيل وأحد أبرز نجوم مونديال 1970، الذي زامل الأسطورة بيليه.
وكانت الصفقة نقلة نوعية وغير معهودة، حيث لعب ريفيلينو ثلاثة مواسم بقميص الهلال (1978–1981)، حقق خلالها الدوري السعودي، وكأس الملك، وخاض 57 مباراة سجل فيها 23 هدفًا.
الشنب وتسديداته القوية
اشتهر ريفيلينو بين الجماهير السعودية بلقب "أبو شنب"، بفضل شاربه الكثيف الذي أصبح علامة مميزة له، لكن ما زاد من شعبيته هي تسديداته القوية، التي جعلت كل خطأ يُحتسب للهلال وكأنه ضربة جزاء، بعدما هز الشباك مرارًا بتسديدات صاروخية لا تُصد.
إلى جانب سجله المحلي، كان ريفيلينو يحمل في جعبته بطولة كأس العالم 1970، وثلاث مشاركات مونديالية كان آخرها عام 1978، قبل أن يختتم مشواره الكروي في الملاعب السعودية.
تأثيره على الهلال
تجربة "ريفو" مع الهلال لم تكن مجرد فترة احتراف، بل كانت بداية لحقبة استثمار النادي في المواهب البرازيلية. فقد واصل الهلال بعدها استقطاب أبرز نجوم "السامبا" ومدربيهم، حتى وصل العدد إلى 37 لاعبًا برازيليًا و20 مدربًا، بحسب موقع فيفا الرسمي.
ريفيلينو نفسه أكد أنه ظل يشعر وكأنه لاعب من النخبة، بل وكاد أن ينضم إلى قائمة البرازيل في مونديال 1982، لولا اعتزاله.
طبع حاد ومشهد لا يُنسى
رغم شعبيته الكبيرة، كان ريفيلينو معروفًا بحدة طباعه. أشهر مواقفه المثيرة كانت في موسم 1981-1982 أمام الاتحاد، حين دخل في مشادة عنيفة مع سعد بريك بعد سلسلة تدخلات خشنة.
المشهد انتهى بطرده وإيقافه 3 أشهر، لكنه بقي في ذاكرة الجماهير كأحد أكثر المواقف سخونة في تاريخ الدوري السعودي.
قد يعجبك أيضاً



