أكد ريال مدريد بعد مرور 16 جولة من الدوري الإسباني،
أكد ريال مدريد بعد مرور 16 جولة من الدوري الإسباني، أنه الأقرب للقب الليجا حتى الآن بلا منافس، بعد أن وسع الفارق مع أقرب منافسيه إلى ثماني نقاط، عقب عودته من معقل ريال سوسييداد بانتصار مستحق (2 ـ0).
ويأتي تفوق الريال بفضل اللياقة البدنية التي يتمتع بها لاعبوه وثبات تشكيل الفريق، فضلا عن تألق فينيسيوس، والصلابة الدفاعية، وتقديم ميليتاو لأوراق اعتماده، وتوهج لوكا يوفيتش.
وخلال السطور التالية نرصد عوامل ترجح حسم ريال مدريد للقب الليجا مبكرا.
اللياقة البدنية واستقرار التشكيل
وضع التوقف الدولي الأخير ريال مدريد في مأزق حتى نهاية العام، وأصبح مضطرا لخوض تسع مباريات في غضون 32 يوما بواقع 7 في الليجا و2 في دوري الأبطال.
وضع المدرب كارلو أنشيلوتي أولويته على المدى القريب بدون اللجوء للتدوير بين اللاعبين، خاصة وأن الفريق يعج بالدوليين الذين يشاركون مع منتخبات بلادهم بشكل أساسي ما يعني عدم حصولهم على راحة، لذا فضل منح الفرصة لمن يثبتون جدارتهم باللعب خلال التدريبات ويظهرون مستوى مرتفع من اللياقة البدنية، رغم خطر الإرهاق على المدى البعيد، وعدم حصول لاعبين مثل مارسيلو وإيسكو وإيدين هازارد وماريانو دياز على دقائق.
لكن النتائج تقف إلى صف فلسفة أنشيلوتي الذي حقق منذ ذلك الحين خمسة انتصارات متتالية، إضافة إلى ثلاثة أخرى قبل التوقف الدولي، وتأتي في توقيت مهم من الليجا خاصة مع اهتزاز مستوى المنافسين المباشرين.
وخلال المواجهات أمام إشبيلية وأتلتيك بيلباو وريال سوسييداد، لم يدخل المدرب الإيطالي أي تعديلات على القوام الرئيسي للفريق، ربما واحد أو اثنين على الأكثر من أجل هدفه الرئيسي وهو التتويج بالدوري الإسباني في ثالث محاولة له.
فينيسيوس الذي لا يمكن إيقافه
بات البرازيلي حديث الساعة في الليجا، وساعده في ذلك إصابة بنزيما التي حولته لرمانة ميزان هجوم الميرينجي.
كان فينيسيوس هو حجر الأساس في كل هجمات الريال وقد أدار الخط الأمامي باقتدار بفضل موهبته وحسه الهجومي وبراعته في استغلال المساحات للجري وخلخلة دفاعات المنافسين مهما كانت منيعة.
ومن حسن حظ فينيسيوس أنه يجد لاعبين يفكرون مثله على رأسهم يوفيتش، وهو ما ترجمه في صورة هدفه العاشر هذا الموسم في الليجا.
ولم يسبق له أن سجل هذا العدد من الأهداف في أي بطولة، وها هو قد فعلها وفي 16 جولة بالليجا، ليزداد اعتماد أنشيلوتي عليه في 18 مباراة متتالية كأساسي بكل البطولات.
يوفيتش ينهض من الرماد
لم يكن الكثيرون يتوقعون عودة المهاجم الصربي بهذا المستوى بعد دخوله ضمن قائمة "المنسيين" الخاصة بأنشيلوتي.
ومن المتوقع أن يصب غياب بنزيما في مصلحة يوفيتش الذي سيحصل على دقائق أكثر بالطبع بعد التألق في أمام سوسييداد، خاصة وأن مدربه لطالما دافع عنه في تصريحاته، وباتت الكرة في ملعب يوفيتش كي يرد على ثقة المدرب فيه.
عودة الظهيرين الأساسيين وبزوغ نجم ميليتاو
أدرك الجميع مدى أهمية داني كارفاخال وفيرلاند ميندي بعد تجاوزهما للإصابات التي تعرضا لها وعودتهما لقائمة الفريق.
كانت الإصابات في الخط الخلفي وراء معاناة أنشيلوتي مع الدفاع والذي أصبح معززا الآن. ولم يترك دفاع الريال ولو أدنى فرصة للمنافسين كي يجربوا التسديد على مرمى تيبو كورتوا، أحد مفاتيح نجاح ريال مدريد أيضا، والذي نجح في الحفاظ على نظافة شباكه للمرة الثانية على التوالي في الليجا.
ولم تستقبل شباك كورتوا سوى خمسة أهداف في آخر ثمانية انتصارات للريال.
وتزامنت هذه الصلابة الدفاعية مع تألق قلب الدفاع ميليتاو، وأثبت المدافع البرازيلي في مباراة سوسييداد أحقيته بمزاملة ديفيد ألابا على حساب ناتشو فرنانديز.
الإجادة خارج سانتياجو برنابيو
ربما يعد أنشيلوتي ولاعبوه هم أفضل فريق خارج أرضه حيث تعادل بدون أهداف مع فياريال وأوساسونا وفاز ببقية المباريات بعد ذلك حتى رغم المعاناة.
لكن الريال لا يزال ناجحا للغاية بعيدا عن سانتياجو برنابيو، وحقق الميرينجي ستة انتصارات في المباريات التي لعبها خارج قواعده بواقع 4 في الليجا و2 في التشامبيونزليج، وسجل لاعبوه 18 هدفا واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط.
إن القوة الدفاعية للريال واللعب الرأسي بهجمات مرتدة فائقة السرعة تقرب الريال بشدة من لقب الليجا إذا استمر على هذا النهج حتى نهاية العام الجاري.