إعلان
إعلان

فونسيكا.. نهاية سريعة لقبضة حديدية فاشلة

efe
30 ديسمبر 202408:04
باولو فونسيكاAFP

استغرقت حقبة باولو فونسيكا في ميلان 6 أشهر تقريبا حدث خلالها كل شيء؛ اشتباكات مع نجوم الفريق وانتصارات مدوية في لحظات عصيبة وشكوك وتخبط حول مشروع كروي لم يكن مقنعا في أي لحظة.

عندما وقع فونسيكا مع ميلان في يونيو/حزيران الماضي عقدا يمتد حتى 2027، لم يكن حتى الخيار الأول للنادي من أجل هذا المنصب خلفا لستيفانو بيولي مهندس الميلان بطل السكوديتو في 2022.

كان الإسباني جولين لوبيتيجي هو الاسم المفضل لإدارة النادي، لكن الجمهور أطلق حملة للحيلولة دون مجيء المدرب الباسكي، ما مهد الطريق أمام وصول فونسيكا.

جدل مع هرنانديز ولياو

منذ اليوم الأول له في ميلان، كانت البداية معقدة، فلم يحقق أي فوز حتى الجولة الرابعة، بعدها تعادل مع تورينو ولاتسيو ثم خسر أمام روما، تولّدت أولى الشكوك بسبب هذه الانطلاقة.

عاد غياب الثقة يخيم على الأجواء مرة أخرى في خضم أول جدل حاد، تحديدا عندما قرر فونسيكا معاقبة ثيو هرنانديز ورافائيل لياو ووضعهما على مقاعد البدلاء بسبب انخفاض مستواهما، لتظهر بوادر أعراض غياب الانسجام مع المجموعة.

كانت تلك الحادثة إعلان نوايا واضح للغاية، وبدا أنه يستهدف تأكيد قيادته.

لكن القائد أهين في سان سيرو على يد ضيفه ليفربول 1-3 في دوري الأبطال، ليصبح فونسيكا في موقف لا يحسد عليه، إلا أن مواجهة إنتر، جاءت طوق نجاة.

لم يتوقع الكثيرون أن يفعل الروسونيري شيئا أمام جاره اللدود البطل، وخلافا للمتوقع، أدخل فونسيكا تعديلات على خطته وباغت غريمه بفوز مفاجئ للجميع 1-2 استعرض خلاله الميلان أفضليته، وتجددت ثقة الإدارة والجمهور في المدرب البرتغالي.

على أن هذه الأجواء الإيجابية كانت قصيرة الأجل، فبعد ثلاث مباريات فحسب وأمام فيورنتينا، أطل الجدل برأسه مجددا ومع ثيو هرنانديز تحديدا مرة أخرى.

فقد قرر قائد الفريق الذي يخضع للمتابعة الدقيقة بسبب تراجع أداءه، أن يتحدى تعليمات مدربه ونفذ ركلة جزاء كان يجدر بزميله بوليسيتش لعبها.

أخفق هرنانديز، وتسبب في احتساب ركلة جزاء على الميلان، وانتهى الأمر به خارج الملعب مطرودا بسبب الاحتجاج على الحكم.

?i=mhmed_aziz%2fno_logo%2fpaulo+fonseca+rafael+leao

جاءت ردة فعل فونسيكا مفرطة العنف، وفتح النار على اللاعب علانية، واختبر الميلان في تلك المرحلة أدنى مستوى له وانعكس ذلك في سقوطه أمام نابولي، ليضيق الخناق على المدرب البرتغالي مجددا.

في الليلة الكبرى في سانتياجو برنابيو، كانت هذه الأجواء هي السابقة على لقاء ريال مدريد في التشامبيونز، ما مثل تحديا جديدا للميلان في مواجهة بطل أوروبا بعد 14 عاما.

ورغم الهيبة التاريخية التي لا يمكن المساس بها، راود مشجعو الروسونيري شعورا غائبا عنهم منذ أعوام، يتمثل في كونهم تحت الأنظار أوروبيا، حتى مع الخوف من المجهول الذي قد يحدث.

ومرة أخرى، لم يكن أشد المتفائلين يتنبأ بفوز الميلان، إلا أن فونسيكا عاد ونهض من رماده محققا انتصارا ساحقا 1-3 في سانتياجو برنابيو، ما خلق حالة عارمة من البهجة وإحساس بإمكانية استعادة الدفة في موسم كارثي.

ومجددا جاء السقوط سريعا بتعادلين، وظهر بجلاء أن العمل الذي يقوم به فونسيكا لن يأتي بالنتائج المرجوة، وتأكد هذا في ديسمبر/كانون ثان الجاري بسلسلة من النتائج المخيبة التي ألقت بالفوز على الإنتر والريال إلى غياهب النسيان.

حقق ميلان تحت إمرة فونسيكا في آخر 5 أسابيع من الـ(سيري آ) تعادلين؛ مع روما وجنوى، وهزيمة على يد أتلانتا، فيما بلغت الحصيلة الإجمالية 12 انتصارا وستة تعادلات وست هزائم في جميع البطولات على مدار الموسم.

ومع الوصول للنهاية، لم يعد أحد يتذكر الانتصار على النيراتزوري ولا الميرينجي.

ووسط كل ذلك، اشتبك فونسيكا مع هرنانديز بعد أن قرر عدم البدء به أساسيا في عدة مباريات، مانحا الإسباني أليكس خيمينيز ابن أكاديمية ريال مدريد ولاعب الميلان الرديف، أفضلية عليه.

سعى باولو فونسيكا وراء السيطرة بقبضة حديدية على الفريق، ولم يتوان عن مقارعة اثنين من الكبار؛ لياو وتيو، إلا أن ذلك لم يعد عليه بأي مكسب داخل الملعب، كما باءت محاولته لتطوير الميلان منذ بداية موسم بالفشل الذريع.

استغرقت مرحلة فونسيكا ستة أشهر بالكاد، سيتذكرها الجميع بالتذبذب في المستوى أكثر من الفوز على إنتر وريال مدريد.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان