EPAما هي إلا ساعات قليلة تفصل عشاق كرة القدم عن انطلاق الكلاسيكو المرتقب، والأول هذا الموسم بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، والذي سيقام غدا الأحد على ملعب سانتياجو برنابيو، معقل الفريق الملكي، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
الكلاسيكو سيكون الأول للإسباني تشابي ألونسو كمدرب لريال مدريد، لكنه خاض هذه المواجهة كلاعب خلال فترته في الفريق الملكي بين عامي 2009 و2014.
يدخل ريال مدريد المباراة وعينه على الحفاظ على صدارة الترتيب، إذ يمتلك 24 نقطة جمعها من 8 انتصارات، مقابل هزيمة وحيدة كانت في ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة (2-5).
أما برشلونة، فيسعى إلى اقتناص الصدارة من غريمه التقليدي بإسقاطه في عقر داره، إذ يحتل الفريق الكتالوني المركز الثاني بفارق نقطتين فقط عن ريال مدريد.
صراع الوسط
من أبرز العوامل التي تصنع الفارق في المباريات الكبرى، القدرة على السيطرة على منطقة الوسط وفرض أسلوب اللعب على المنافس. ففي هذه المنطقة تُصنع ملامح المباراة، ومن خلالها تُكتب تفاصيل الفوز أو الخسارة، إذ يكون لاعبو الوسط المحرك الرئيسي لنسق الفريق داخل أرض الملعب.
في ريال مدريد، يمتلك ألونسو تشكيلة غنية بالخيارات المتنوعة، يتصدرها النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، الذي أصبح القلب النابض للفريق، بفضل قدرته على الربط بين الخطوط وتسجيل الأهداف في اللحظات الحاسمة.
إلى جانبه يبرز فيدي فالفيردي بسرعته ودوره في الضغط واستعادة الكرات، لكن هناك احتمالية لمشاركته كظهير أيمن غدا.
في المقابل، يتمسك المدرب الألماني هانز فليك بفلسفة برشلونة المعتادة، وهي الاستحواذ على الكرة كهوية ثابتة للفريق، ما يجعل الاعتماد على لاعبي الوسط أمرًا لا غنى عنه لفرض هذا الأسلوب.
المعركة الحقيقية في الكلاسيكو لن تكون أمام المرمى فقط، بل في منطقة الوسط، حيث تُكسب أو تُفقد السيطرة. من يفرض إيقاعه هناك سيكون الأقرب إلى الفوز، لأن امتلاك الكرة في مثل هذه المباريات، هو الخطوة الأولى نحو كتابة التاريخ.
كيف يفوز الريال بالمعركة؟
إذا قرر ألونسو نقل فالفيردي إلى مركز الظهير، فمن المرجح أن يعتمد على الثنائي أوريلين تشواميني وجود بيلينجهام في الوسط، مع إمكانية إشراك إدواردو كامافينجا بجوارهما.
وفي حال بدأ بهذا الثلاثي في الوسط، سيضطر ألونسو إلى تعديل مراكز المهاجمين، بتحويل أردا جولر إلى الجناح الأيمن كما فعل في ديربي مدريد، مع إبقاء فرانكو ماستانتونو على دكة البدلاء، وهو ما سيتيح للثنائي الهجومي، كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، التحرر من المهام الدفاعية، والتركيز على العمل في الأمام.
كما أن وجود كامافينجا بجانب تشواميني يمنح الريال صلابة أكبر، خاصة أن الأول يتمتع بقدرة كبيرة على المساندة الدفاعية في الجهة اليسرى، وهو ما قد يكون حاسمًا في مواجهة الشاب لامين يامال.
أما بيلينجهام، فسيكون العنصر الأكثر خطورة بفضل قدرته على التقدم نحو منطقة الجزاء، والتعامل مع الكرات العرضية، في ظل افتقار مبابي للجودة في الضربات الرأسية، نظرًا لكونه جناحًا أكثر منه مهاجمًا صريحًا.
أوراق فليك
في الجهة المقابلة، يواجه فليك تحديًا كبيرًا في رسم تشكيل خط الوسط، إذ لا يعتمد برشلونة هذا الموسم على تركيبة ثابتة في هذه المنطقة. ففي بعض المباريات، يشرك فليك الثنائي بيدري وفرينكي دي يونج مع داني أولمو أمامهما، بينما في مباريات أخرى يضيف كاسادو إلى التشكيلة لتعزيز السيطرة.
والأرجح أن يلجأ المدرب الألماني إلى الحل الثاني، بالاعتماد على ثلاثي الوسط كاسادو وبيدري ودي يونج، خاصة في ظل غياب داني أولمو ورافينيا بداعي الإصابة، إلا إذا قرر فليك المغامرة بوضع فيرمين لوبيز في مركز متقدم، أمام بيدري ودي يونج، لتقديم الإضافة الهجومية ومباغتة دفاع الريال من العمق.
ومع ذلك، تبقى هناك مساحة للمفاجآت حتى اللحظة الأخيرة، خصوصًا مع غموض موقف بعض لاعبي الهجوم من المشاركة، الأمر الذي قد يدفع فليك إلى تغييرات اضطرارية، لتفادي فقدان التوازن في هذه المواجهة المصيرية.
لغز الهوية
أصبح ريال مدريد هذا الموسم لغزًا تكتيكيًا يصعب على الخصوم قراءته، إذ تتغير طريقة لعبه من مباراة لأخرى. ففي كل مواجهة، يختار ألونسو أسلوبًا مختلفًا، ما يجعل تحضير المنافسين أكثر تعقيدًا.
على سبيل المثال، أمام يوفنتوس في دوري الأبطال، ركز الدفاع الإيطالي على مراقبة مبابي، ليظهر بيلينجهام من الخلف ويسجل هدف الفوز. وعندما تُغلق الأطراف أمام فينيسيوس ومبابي، يتحول التهديد من العمق عبر بيلينجهام أو أردا جولر، أو يتقدم أحد الأظهرة لدعم الهجوم.
هذه المرونة التكتيكية جعلت من ريال مدريد فريقًا يصعب توقع أسلوبه، سواء لعب بخطة الاستحواذ 4-2-3-1، أو اعتمد على السرعة والتحولات بخطة ثلاثي الدفاع.
ويكمن سر هذا التنوع في التحضير التحليلي المكثف، الذي يشرف عليه ألونسو وفريقه الفني، حيث يقدمون مقاطع تحليلية يومية، توضح تحركات المنافس وتفاصيل الخطة.
ورغم شكوى بعض اللاعبين من طول الجلسات التحليلية، فإنها زادت من وعيهم التكتيكي، وقدرتهم على تغيير الرسم الخططي أثناء المباراة، وهو ما جعل الفريق يبدو جاهزًا لمواجهة أي سيناريو محتمل.
قد يعجبك أيضاً



