
تحدثت في هذه الزاوية يوم الجمعة الماضي، عن قدرة رئيس الاتحاد الكاميروني صاموئيل إيتو، على تنفيذ ما أشيع أنه هدد به، من تقليل الاحترام لرئيس الفيفا جياني إنفانتينو، وتقديم أساطير إفريقيا في حفل الافتتاح، كمقدمة لفرض كلمة إفريقيا على الاتحاد الدولي والكرة العالمية.
ومنذ افتتاح البطولة قبل أسبوع من الآن، والعالم منشغل بإفريقيا، ليس لمتابعة نجومها الكبار، ولا مستوى الكرة في هذه القارة العريقة، وإنما لكم المهازل التي حدثت منذ أول أيام البطولة.
إيتو وجه الدعوة إلى العالم بأسره للقدوم إلى الكاميرون، والاستمتاع ببطولة استثنائية، ولكنه لم يضمن للضيوف السلامة والمتعة، وواتقاء شر مهازل التنظيم وكوارث التحكيم.
فقبل انطلاق البطولة، كان اللصوص يسطون على البعثة الإعلامية الجزائرية، ويسلبون كل ما يحملون معهم، وفي مباراة مصر ونيجيريا توقفت المباراة أكثر من 3 مرات، واللاعبون يشتكون من خفة وزن الكرات وعدم تعبئتها بالهواء بشكل مناسب، وهو أمر يندر أن نشاهده في دورات ودية، بأن تكون معظم الكرات في الملعب غير صالحة.
ونأتي إلى الأربعاء العظيم، الذي تجلت فيه الفضائح واحدة تلو الأخرى، فمباراة تونس ومالي تدخل التاريخ، باعتبارها المباراة الأولى التي تنتهني 3 مرات، حيث أنهى الحكم المباراة في الدقيقة 85، ثم 89، وعاد طاقم التحكيم بدون الحكم الرئيسي ليعلن نهايتها بعد حوالي نصف ساعة من خروج اللاعبين من الملعب للمرة الثالثة، ووضح أن الحكم الزامبي لم يكن بحالة طبيعية، ولم يتدخل أحد من الكاف للتأكد من سلامته بعد قراراته الغريبة وعدم استماعه لغرفة الفار ومعاندتها حسب ما رشح بعد المباراة.
وتتأخر المباراة التي تليها 45 دقيقة، ويتم عزف النشيد الوطني الموريتاني بشكل خاطئ 3 مرات قبل أن تنشده حناجر بعض اللاعبين والجهاز الفني بشكل أثار استياء البعثة الموريتانية، فهذا الأمر تم تجاوزه منذ زمن بعيد، حيث حلت الوسائل الرقمية في حفظ البيانات بدلا من الأشرطة التي كانت تدخل ضمن حسابات الخطأ والصواب.
وبعد المباراة أُبلغ المنتخب التونسي بضرورة عدم مغادرة الفندق بسبب أعمال عنف في المدينة التي يقيمون فيها، وفي مكان آخر بعيد، كان لاعبوا منتخب الجزائر يستقلون السيارات الصغيرة والميكروباص، لمغادرة الفندق نحو ملعب التدريب، بسبب اختفاء الحافلة الخاصة بالمنتخب،وتكوّم اللاعبون في مشهد غريب، لا يمكن أن يكون في القرن الحادي والعشرين.
الكاميرون كان يفترض بها أن تنظم نسخة 2019، ولكن ضعف الجاهزية جعل الاتحاد الإفريقي ينقلها لمصر، التي نظمت بطولة مثالية وبشكل رائع، والكاميرون بعد 3 سنوات من الموعد المحدد، تبين أنها لم تكن جاهزة بشكل كامل، ودليل ذلك تأخر أعمال الصيانة في عديد الملاعب، التي بدت بعضها بأرضيات سيئة، رغم أخذها كل الوقت لتحسين ملاعبها.
كنت أتمنى على إيتو، أن ينظر تحت قدميه، قبل أن يتحدى العالم، ويصر على إقامة البطولة رغم كل السلبيات في هذا الموعد بالذات، والذي لا يتناسب مع دخول المنافسات الأوروبية لمرحلة الحسم، ولا مع مشاركة الأهلي المصري بطل القارة وممثلها في مونديال الأندية، وإذا كانت بعض الدول فقط قادرة على التنظيم مثل مصر والمغرب وجنوب إفريقيا، فإن ذلك يدعو لإعادة النظر فيها، خاصة في مسألتين: مد المسافة بين البطولتين إلى 3 أو 4 سنوات بحيث تمنح الدولة المستضيفة الوقت الكافي لترتيب أولويتها، والتفكير بطريقة تبعدها عن الدوريات الكبرى..والعربية منها، حيث يفترض إقامتها في وقت إجازة الكرة، بشكل يجعل المتعة كاملة بها، دون الانشغال بغيرها، وعدم تأثيرها على البطولات الأخرى، وهو الحال الذيب يحدث في بطولات أوروبا وآسيا وكوبا أمريكا وغيرها.
كلمة أخيرة: قبل أن تتحدى العالم..يجب أن تنتصر على نفسك.



