
أيام قليلة تفصل عشاق كرة القدم عن الصدام الأكبر مع نهاية موسم (2022-2023)، حينما يلتقي مانشستر سيتي بنظيره إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ومن المقرر أن تقام المباراة النهائية على ملعب أتاتورك الأولمبي بمدينة إسطنبول التركية، التي كانت ستحتضن النهائي في أكثر من مناسبة سابقة، لولا جائحة كورونا.
وبالتزامن مع كل نهائي للبطولة الأوروبية الكبرى، يستعيد البعض ذكريات الفضيحة المدوية التي أعقبت نهائي موسم (1992-1993).
وفي ذلك الموسم، توج مارسيليا بطلا لأوروبا بفوزه على ميلان (1-0)، مانحا فرنسا لقبها الوحيد في التشامبيونز ليج.
لكن بعد التتويج، ظهرت بعض الشبهات حول تتويج مارسيليا باللقب، وهو ما يستعرضه "كووورة" في السطور التالية.
رشوة على هامش النهائي
قبل الصدام مع ميلان في نهائي دوري الأبطال، كان مارسيليا مضطرا لمواجهة ثمينة أيضا في الدوري الفرنسي ضد فالينسيان.
وكان مارسيليا آنذاك ينافس على الجبهتين، حيث كان يريد النادي التتويج بطلا للدوري والتشامبيونز ليج على حد سواء.
لكن خشية فقدان أي من اللاعبين البارزين في نهائي الأبطال، سار مسؤولي النادي الفرنسي في طريق غير مشروع من أجل ضمان الوصول للمباراة النهائية بسلام.
وقرر رئيس مارسيليا برنارد تابي والمدير العام جان بيير بيرن، عرض رشوة على بعض لاعبي فالنسيان، من أجل التساهل في المباراة، لضمان عدم إجبار الفريق على خوض لقاء بنسق عالٍ قبل نهائي التشامبيونز ليج.
وقبل الثنائي خورخي بوروتشاجا وكريستوف روبرت الرشوة من مارسيليا، لكن اللاعب جاك جلاسمان كان حجر عثرة في طريقهم، ورفض الأمر برُمته قبل أن يكشف بنفسه عن الفضيحة لاحقا، خاصة بعد خسارة فريقه.
ونال جلاسمان بعدها جائزة الفيفا للعب النظيف بعد عامين بسبب تلك الواقعة، بينما لم يسلم مارسيليا من العواقب إثر تلك الفضيحة.
وخاض مارسيليا النهائي وتغلب على الروسونيري بالفعل، وتوج بطلا قبل أن يكشف النقاب عن الفضيحة المدوية.
لم تكن فضيحة الرشوة الوحيدة التي أعقبت نهائي دوري أبطال أوروبا 1993، بل ظهرت مزاعم أخرى حول حقن بعض لاعبي مارسيليا بالمنشطات قبلها، لكن لم يكشف عنها سوى بعد سنوات.
عواقب الفضيحة
تعرض مارسيليا لمقصلة من العقوبات، حيث جُرد من لقب الدوري الفرنسي، ودخلت القضية ساحة المحاكم، ليُقضى بسجن رئيس مارسيليا والمدير العام.
وجاء ذلك بعد مداهمة الشرطة لمنازل المتورطين في الرشوة، وعثروا بالفعل على مبالغ طائلة، قبل أن يعترف لاعبو فالنسيان المتورطين في القضية بالأمر.
ورغم عدم تجريد مارسيليا من لقب دوري الأبطال، إلا أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" حرمه من المشاركة في النسخة التالية من البطولة، وكذلك كأس السوبر وكأس الإنتركونتيننتال.
وتعرض مارسيليا أيضا للهبوط للدرجة الثانية بسبب الرشوة، وبعد عامين أعلن إفلاسه واضطر للاستمرار لموسم آخر في الدرجة الأدنى.


