إعلان
إعلان

فالفيردي وشركاه

د.محمد مطاوع
08 نوفمبر 201903:55
mutawe 2019

نعم..بات برشلونة على شفير الانهيار في عهد مدربه الحالي ارنستو فالفيردي، في موسم بدأ صعبا للغاية، حيث لم يكن أحد يتخيل أن يخسر حامل لقب الليجا 3 مباريات ويتعادل في أخرى خلال 11 مباراة فقط من بداية المشوار، رغم أنه لم يلعب الكلاسيكو ولم يواجه اتلتيكو مدريد حتى الآن.

أيضا في أوروبا لم يكن الحال بشكل أفضل، فالفريق خسر 4 نقاط بتعادلين، ورغم صدارته المجموعة، إلا أن وضعه لا يزال خطيرا بعد المستوى الهزيل الذي قدمه أمام سلافيا براغ في مباراة الإياب، وقد تكون العواقب وخيمة أمام الانتر ودورتموند، بعد المستوى الرهيب الذي قدماه في مواجهتما الأخيرة بذات المجموعة.

فالفيردي باعتباره المدير الفني يتحمل معظم المسؤولية، بضعف قدرته على اختيار التشكيل المناسب، وإدارته للفريق خلال المباراة، إلى جانب عدم الاستخدام السليم لسلاح التبديلات الذي لا يحقق ما يتمناه الجمهور الكتالوني بتغيير في الشكل والأداء والنتيجة.

لكن هناك أمور يجب أن يسلط الضوء عليها، قد يكون لفالفيردي جانب من المسؤولية فيها، ولكن يبدو أن ذلك يعود إما لضعف شخصيته، أو تفضيله الابتعاد عن صراعات بعيدة عن النواحي الفنية.

لنبدأ من النهاية..فالخلاف واضح بين ميسي وسواريز من ناحية، وجريزمان من ناحية أخرى، وخطة الثنائي لا يمكن إغفالها بإفشال النجم الفرنسي الذي رحل إلى القلعة الكتالونية وهو مفعهم بالأمل لتسطير تاريخ جديد، بعد سنوات ذهبية قضاها مع اتلتيكو مدريد، ورفعه لكأس العالم مع الديوك الفرنسية.

على الأرض بات جريزمان غريبا أمام إصرار ميسي وسواريز على تجاهله، والبحث كلاهما عن الآخر في كل هجمة، وتفضيل الإطاحة بالكرة على التمرير لهذا (العدو) الذي لم تغفر خطيئته بنشر الفيديو الشهير الذي اعتذر فيه عن الانضمام لبرشلونة في الموسم الماضي رغم نداءات لاعبيه الكبار.

فالفيردي لو كان قوي الشخصية، لتدخل بقوة في سبيل دفع الجميع للعب لمصلحة الفريق بعيدا عن الخلافات الشخصية، وعدم الاكتفاء بالنظر للفرص الضائعة والكرات المهدرة، لا لشيء وإنما لمنع جريزمان من التسجيل، والعكس أيضا صحيح ببدء جريزمان بالرد على هذه الحملة برد الإساءة بمثلها وعدم التمرير لهذا الثنائي، أو على الأقل ميسي عندما غاب سواريز أمام سلافيا براغ.

المتهم الأخير في هذه المأساة البرشلونية، هو رئيس النادي ومعه إدارته ومدير التعاقدات، فمن غير المعقول التخلي عن لاعبين يحتاجهم الفريق بشدة مثل البرازيلي مالكوم والإسباني باكو ألكاسير، وكذلك المدافع ياري مينا، فقط لتصديق كذبة أن أسلوبهم لا يتناسب مع البارسا، حيث بينت التجارب التالية أن برشلونة ما زال بحاجة لمدافع يدعم بيكيه ولينجلينت مع تكرار إصابات أومتيتي، وكذلك لمهاجم صريح مع تراجع مستوى سواريز الواضح.

كما أن الأخطاء ما زالت مستمرة، بالتحرك بالعاطفة على الأرض، حيث عاد فيدال خيارا رئيسيا بعد إعلانه أنه غاضب من جلوسه على مقاعد البدلاء، في الوقت الذي يقتل به راكيتيتش بصمت، رغم أنه من أفضل لاعبي البارسا في المواسم الأربعة الأخيرة.

كما أن أمر انفلات عثمان ديبملي وعدم القدرة على ضبطة وتسبب ذلك في تعرضه للإصابات، وضعف إدارة موهبة فاتي الذي يجب أن يأخذ مكانه في تشكيلة الفريق بعد المستوى الرائع الذي يقدمه ومنحه دقائق لعب أكثر، من المسؤوليات التي يتشارك فيها الجميع.

إدارة البارسا تدافع عن فالفيردي وتقول إن الفريق متصدر محليا وأوروبيا، وهي تعلم أنها صدارة هشة، قد تنتهي إلى كارثة ما لم يتغير الوضع، والفريق بحاجة لدراسة شاملة من جميع الأطراف لتغيير الواقع، وليس مجرد تحميل فالفيردي المسؤولية كاملة، والاكتفاء بإصدار قرار بإقالته دون إصلاح الخلل في باقي الثقوب الكتالونية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان