Getty Imagesيعلق برشلونة آمالاً كبيرة على عودة البرازيلي رافينيا، الذي بات يُنظر إليه كسلاح حاسم بيد المدرب هانز فليك لإحياء روح الفريق واستعادة شخصيته قبل الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد في البرنابيو يوم 26 أكتوبر/تشرن الأول الجاري.
بعد سلسلة من النتائج المقلقة أبرزها الخسارتان أمام باريس سان جيرمان (1-2) وإشبيلية (4-1)، يدرك الفريق الكتالوني أن استعادة النسخة الأفضل من نجمه البرازيلي قد تكون المفتاح لعودة البريق إلى مشروع فليك في موسمه الأول مع الفريق.
وفقاً لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، يرى مسؤولو برشلونة أن رافينيا يمثل عنصراً محورياً في منظومة فليك، ليس فقط بأرقامه المميزة في الموسم الماضي (34 هدفاً و23 تمريرة حاسمة)، بل أيضاً بدوره القيادي وضغطه العالي الذي يجسد فلسفة المدرب الألماني.
ويعتقد البارسا أن اللاعب يحتاج أولاً إلى استعادة توازنه الذاتي قبل أن يعود إلى التشكيلة، خاصة بعد تمديد عقده حتى عام 2028، إذ يأمل الجميع أن يستعيد دوره القيادي داخل وخارج الملعب، ويساهم في الحفاظ على الانسجام داخل غرفة الملابس بعيداً عن الأنا الفردية.
كان رافينيا أكثر من مجرد جناح مساعد لليفاندوفسكي في الموسم الماضي، إذ احتل المركز الثاني في قائمة هدافي الفريق بـ34 هدفاً خلف البولندي (42)، وتصدر قائمة صناع اللعب بـ23 تمريرة حاسمة متقدماً على لامين يامال (21).
كما كان رافينيا أكثر اللاعبين مشاركة في الدقائق (4,661 دقيقة) وثاني أكثرهم ظهوراً في المباريات الرسمية (57 لقاءً منها 53 أساسياً).
ولم يقتصر تألق رافينيا على المسابقات المحلية، بل تصدر قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا بـ13 هدفاً بالتساوي مع سيرهو جيراسي (بوروسيا دورتموند)، ليحتل المركز الخامس في ترتيب الكرة الذهبية متفوقاً على كيليان مبابي (السابع)، وربما كان بإمكانه التقدم أكثر لولا تفوق إنتر ميلان أمام برشلونة في سان سيرو، الذي حرمه من الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
الفريق الكتالوني الذي قدم موسماً استثنائياً واقترب من حصد كل الألقاب في بداية حقبة فليك، اعتمد على أعمدة صلبة أبرزها قيادة إينيجو مارتينيز في الدفاع وذكاء بيدري في الوسط وتألق ليفاندوفسكي ويامال في الهجوم.
Getty Images
ومع ذلك، فإن الأداء المميز لبرشلونة لم يكن ليتحقق دون إسهامات رافينيا التي جعلته ركناً أساسياً في كتيبة فليك. وتنتظر الجماهير عودته المحتملة أمام جيرونا السبت المقبل، في وقت يمر فيه الفريق بمرحلة دقيقة قبل المواجهات الكبرى.
غياب الحدة والضغط العالي في مباراة إشبيلية كشف حاجة برشلونة إلى طاقة رافينيا وحماسه، حيث صرح المدافع الشاب باو كوبارسي: "الفرص تبدأ من الأعلى"، في إشارة إلى أهمية الضغط الهجومي، وهو ما غاب عن ليفاندوفسكي وراشفورد وفيران وأولمو في تلك المواجهة.
ومع استمرار غياب جافي حتى فبراير/شباط أو مارس/أذار، وعودة فيرمين ورافينيا بعد التوقف الدولي، فإن لوبيز سيغطي غياب أولمو المصاب، بينما يُنتظر أن يشكل رافينيا إضافة كبيرة في الجانب الهجومي وفي روح الفريق.
ويؤكد التقرير أن ثقة برشلونة في رافينيا مطلقة، بعد تمديد عقده في مايو/أيار الماضي حتى 2028، حيث سيبلغ عامه التاسع والعشرين في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ويستعد للظهور في كأس العالم المقبلة مع منتخب البرازيل بمكانة أكبر اكتسبها من تألقه في كامب نو.
وفي غرفة ملابس دعا فليك إلى تنقيتها من الأنانية عقب التعادل مع رايو فاليكانو (1-1)، لكن تبدو شخصية رافينيا القيادية ضرورية لبث روح الالتزام والتضحية بين اللاعبين.
ويثق فليك كثيراً في قائده الرابع، الذي لا يتردد في مواجهة أي زميل مثلما كان يفعل إينيجو مارتينيز، لكن عليه أولاً أن يستعيد مستواه الحقيقي ليكون قادراً على نقل طاقته الإيجابية إلى المجموعة بأكملها.
وهكذا، تبدو عودة رافينيا بمثابة دفعة معنوية وفنية هائلة لبرشلونة في لحظة حرجة من الموسم، إذ يأمل فليك أن تكون انتفاضة نجمه البرازيلي بداية جديدة لإحياء روح الفريق قبل الصدام المرتقب مع ريال مدريد في كلاسيكو الأرض.
يذكر أن رافينيا ولد في بورتو أليجري عام 1996، وبدأ مسيرته الاحترافية في صفوف أفاي البرازيلي قبل أن يشق طريقه إلى أوروبا عبر نادي فيتوريا جيماريش البرتغالي، حيث لفت الأنظار بمهاراته وسرعته على الجناح.
انتقل رافينيا بعدها إلى سبورتينج لشبونة، ثم إلى ليدز يونايتد الإنجليزي عام 2020، حيث أصبح أحد أبرز نجوم الفريق في الدوري الممتاز بفضل تمريراته الدقيقة وقدرته على الحسم أمام المرمى.
في صيف 2022، انضم رافينيا إلى برشلونة في صفقة كبيرة قُدرت بنحو 60 مليون يورو، ليحقق حلمه باللعب للنادي الكتالوني.
خلال موسمه الأول، ساهم رافينيا بأهداف وتمريرات حاسمة ساعدت برشلونة على التتويج بالدوري الإسباني، قبل أن يواصل تألقه تحت قيادة هانز فليك.
كما أصبح من العناصر الأساسية في المنتخب البرازيلي، حيث مثّل "السيليساو" في كأس العالم 2022، مؤكداً مكانته كأحد أبرز الأجنحة في كرة القدم الحديثة.
قد يعجبك أيضاً





