Getty Imagesلطالما استفاد الهلال السعودي، من نجومه البرازيليين على مر العصور، منذ تجربته الأولى في الاعتماد على لاعب من قارة أمريكا الجنوبية قبل 47 عاما، حينما تعاقد مع واحد من أبرز النجوم العالميين آنذاك.
وواصل الزعيم، توهجه على الساحة العالمية بجيل استثنائي، لم يخل أيضا من نجوم برازيليين من أصحاب البصمة الواضحة.
وكان الدوري السعودي يقطع خطواته الأولى، عندما أبرم الهلال، صفقة تاريخية في 1978 بالتعاقد مع أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية آنذاك، وهو ريفيلينو الذي شد الرحال إلى الرياض في خطوة اعتبرت رائدة في ذلك الوقت، بعد بضعة أشهر من مشاركته مع البرازيل في كأس العالم 1978.
وتحدث ريفيلينو لصحيفة فولها دي ساو باولو، قائلا "كانت كرة القدم هناك في بداياتها فقط، كنا جميعًا نتدرب في الملعب نفسه الذي تقام عليه المباريات، كان في المدينة 3 فرق وكنا نتدرب من الساعة السادسة حتى السابعة مساءً، ثم يتدرب فريق آخر من السابعة حتى الثامنة، وفريق ثالث من الثامنة حتى التاسعة".
الأسطورة البرازيلي الذي كان يرتدي القميص رقم 11 رفقة المنتخب البرازيلي، المتوج بكأس العالم 1970، انتقل إلى الهلال، رفقة الأسطورة ماريو زاجالو، الذي تولى مهمة تدريب الفريق آنذاك، ونجح هذا الثنائي الذهبي، في قيادة الهلال للتتويج بلقب الدوري السعودي في موسمهما الأول معًا.
وفي الوقت الذي اختار زاجالو، الذي كان يشتهر بلقب "الذئب العجوز"، العودة إلى بلاده مع نهاية ذلك الموسم، واصل ريفيلينو مسيرته في الهلال لثلاثة مواسم إضافية، ليصبح النادي، قوة كروية كبيرة فرضت حضورها في الشرق الأوسط وآسيا، ومع نهاية مشواره مع "الموج الأزرق"، أسدل الستار على مسيرة حافلة بالألقاب والإنجازات.
وفي الوقت الحالي، يتواجد 4 نجوم برازيليين في صفوف الهلال، وهم ماركوس ليوناردو ومالكوم ورينان لودي وكايو سيزار، حيث يمثلون الفريق في كأس العالم للأندية.
AFP
وسيخوض الرباعي البرازيلي، مواجهة قوية رفقة الهلال، ضد فلومينينسي البرازيلي، اليوم الجمعة في أورلاندو، ضمن أولى مباريات دور الثمانية للمونديال.
المثير أن ريفيلينو نفسه سبق وأن لعب بقميص فلومينينسي في سبعينيات القرن الماضي قبل انتقاله إلى السعودية، وقد خلد اسمه في ذاكرة النادي، بفضل التتويج بلقب بطولة ولاية ريو دي جانيرو عامي 1975 و1976، بينما كان زاجالو أيضًا جزءًا من تاريخ فلومينينسي بعدما تولى تدريبه لفترة من الزمن.
وعندما سُئل ريفيلينو، أو "ريفو" كما كان يُعرف في موطنه الجديد، عن تجربته مع الهلال، قال إنه ظل يشعر بأنه لاعب من النخبة، بل أنه حظي بفرصة الانضمام إلى التشكيلة الذهبية بقيادة تيلي سانتانا للمشاركة في كأس العالم 1982.
وأضاف مبتسمًا "كان شرفًا أن يتم ترشيحي للانضمام إلى السيليساو وأنا ألعب في السعودية، لكن في ذلك الوقت، كنت في حالة بدنية سيئة للغاية".
وترك تأثير ريفيلينو، بصمة عميقة على الهلال، الذي واصل بعده الاستثمار بكثافة في نجوم البرازيل أصحاب التاريخ اللامع.
واستقطب الهلال 37 لاعبًا برازيليًا، وتعاقد مع 20 مدربًا برازيليًا، كان أولهم باولو أمارال، الذي شغل منصب مدرب اللياقة البدنية للمنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1958، وسبق له اللعب في صفوف يوفنتوس، بحسب الموقع الرسمي للفيفا.
وكأكثر ناد نجاحا في كرة القدم الآسيوية، يدين الهلال بالكثير من نجاحاته القارية الأربعة إلى المواهب البرازيلية، مع وجود عدة روابط مع نادي فلومينينسي عبر تاريخه.
ففي عام 1991، توج الهلال بأول ألقابه في دوري أبطال آسيا تحت قيادة المدرب باولو إميليو، الذي سبق له أن توج أيضًا ببطولة ولاية ريو دي جانيرو مع ريفيلينو في فلومينينسي.
ومن أبرز الأسماء البرازيلية أيضًا، لاعب الوسط تياجو نيفيز، الذي أحرز لقب الدوري السعودي مع الهلال عامي 2009 و2010، وأضاف إليهما كأس ولي العهد، كما فاز مع فلومينينسي بالدوري البرازيلي وبطولة ولاية ريو في 2012.
وفي السنوات الأخيرة، واصل البرازيليون، كتابة التاريخ مع الهلال، ولعبوا دورا حاسما في الانتصار الكبير على مانشستر سيتي في دور 16 من كأس العالم للأندية.
وسجل مالكوم، الهدف الثاني، ليمنح الهلال، التقدم، وظل يشكل مصدر خطر دائم على دفاع الخصم بفضل انطلاقاته السريعة في الهجمات المرتدة.
وفي الشوط الثاني، تم استبداله بكايو سيزار الذي تولى مهمة مواصلة الضغط عبر التمريرات الطويلة.
أما رينان لودي، فقد تألق في الخط الخلفي وأثبت تميزه في التمرير وإرسال الكرات العرضية الدقيقة، خاصة عبر الكرات الثابتة.
لكن نجم تلك المواجهة المثيرة، التي امتدت حتى الوقت الإضافي، كان ماركوس ليوناردو، بعد أن أحرز الهدفين الأول والرابع للهلال، ليعزز بذلك حظوظه في المنافسة على جائزة هداف البطولة.
وقال ليوناردو "عندما سجلت الهدف، وبينما كنت أتحكم بالكرة، شعرت بتشنجات في ساقي، لكنني قلت لنفسي لا يمكنني التوقف الآن، الحمد لله أن الأمر نجح".
وأضاف "علي أن أشكر الفريق بأكمله على مجهودهم في هذه المباراة، كانت مباراة صعبة جدًا، لكننا نجحنا في تحقيق النتيجة. إنها لحظة تاريخية".
وتابع "سنتعامل مع البطولة مباراة بمباراة، والمباراة التالية هي دور الثمانية، لا توجد مباريات سهلة. سنواجه فريقًا عظيمًا، وبإذن الله نصل إلى نصف النهائي".
قد يعجبك أيضاً



