
تلتصق دائما بالمنتخبات الأفريقية عادات وتقاليد مثيرة وطريفة عرفتها أحراش القارة السمراء، من سلوكيات ورقصات وكرنفالات احتفالية للاعبين عند إحراز الأهداف، أو الجماهير التي لا تتوقف عن الهتاف والغناء في المدرجات، بصرف النظر عن نتيجة اللقاء.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل أيضا إلى نوع الوجبات التي تتناولها منتخبات أفريقيا، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى أن لكل دولة مطبخها الخاص والمميز، والذي لا يمكن أن تجده في دولة أخرى.
لذا شهدت منافسات كأس العالم التي استضافتها ألمانيا الغربية عام 1974 واقعة مثيرة بطلها منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) الذي تأهل حينها للمشاركة في المونديال للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه.
ويستعرض كووورة في هذه الحلقة من سلسلة تقارير طرائف المونديال أزمة كبيرة صاحبت وصول منتخب زائير إلى ألمانيا للمشاركة في كأس العالم.
فوجئ المسؤولون في مطار فرانكفورت بوجود كمية كبيرة من القرود المذبوحة داخل الحقائب الخاصة بلاعبي ومدربي زائير، لذا رفض مفتشو مصلحة الجمارك الألمانية دخولها إلى البلاد.
إلا أن المسؤولين عن بعثة زائير أوضحوا الموقف للألمان، وأبلغوا الجمارك بأن طبق القرود المشوي هو المفضل للفريق، وتناوله قبل كل مباراة في التصفيات المؤهلة لمونديال 1974، ولا يمكن أن يجد اللاعبون هذه الوجبة في المطاعم الألمانية.
بعد شد وجذب، تدخلت وزارة الخارجية الألمانية في الأمر، وتم حل الأزمة، واصطحبت بعثة زائير لحوم القرود التي جلبتها في رحلة سفر طويلة.
تناول لاعبو زائير وجبتهم المفضلة في ألمانيا التي تجلب لهم الحظ، وكان هذا مكسبهم الوحيد في المونديال، وودعوا البطولة بنتائج كارثية ومخيبة لآمال ممثل القارة الأفريقية.
كان أمام لاعبي زائير فرصة تاريخية لترك بصمة لا تنسى، حيث أوقعتهم القرعة في المجموعة الثانية بجوار البرازيل حامل اللقب إضافة لأسكتلندا ويوغوسلافيا.
بدأ المنتخب الأفريقي مشواره بالخسارة أمام أسكتلندا بثنائية، ثم سقط بشكل مروع أمام يوغوسلافيا بتسعة أهداف نظيفة، قبل أن يتلقى خسارة منطقية أمام راقصي السامبا بثلاثة أهداف دون رد، ليغادر ألمانيا وهو يجر أذيال الخيبة الكبيرة.



