
قبل سبع سنوات من الآن صرح المدرب بوعلام شارف، أنه جاء إلى اتحاد الحراش الجزائري من أجل بناء فريق تنافسي قوي يحصد الألقاب، وهو الوعد الذي انتظره ولا يزال ينتظره عشاق "الصفراء" أن يتجسد أمام أعينهم، لكن الفريق منذ عودته من القسم الثاني لم يصعد فوق منصة التتويج، وظل أنصار الفريق ينتظرون تحقيق الوعود.
مشوار المدرب بوعلام شارف مع اتحاد الحراش حالة تستحق الدراسة، كثيرون فضلوا البحث عن الجوانب الإيجابية في السياسة المتبعة والغياب عن منصة التتويج، بالحديث عن اكتساب فريق شاب، بل وإن هناك فضل القول بإن الحراش عاد إلى حظيرة الكبار بعد قضاء سبع سنوات في جحيم القسم الثاني.
لكن في المقابل، هناك من يرى أن سياسة شارف التي انتهجها على مدار أربعة مواسم فاشلة، إلى أبعد الحدود وأن ما قام به في الحراش أشبه بكثير بوخز الإبرة في الماء.
تجارب في البداية ونزيف حاد في النهاية
يرى لاعبون سابقون في اتحاد الحراش أن عدد من الأسباب تعيق مسيرة الفريق الحراشي في بلوغ الهدف الأسمى، البعض منهم بلورها في شخص المدرب بوعلام شارف بأنه لم يوفق في تقديم عمل احترافي مع الفريق خلال مسيرته، خاصة في ظل السياسة التي بات ينتهجها من موسم لآخر بإقصائه أبناء الفريق، وإعطاء الفرصة لآخرين.
وأكد هؤلاء اللاعبون أن ابن "عين الدفلى" حوّل الحراش إلى حقل للتجارب مع انطلاق فترة الانتقالات الصيفية لانتقاء بعض اللاعبين المغمورين ليلفتوا الأنظار فيما بعد، لكن بعد نهاية عقودهم يرحلون، ما يسبب نزيفا حادا للفريق خلال نهاية كل موسم.
ماذا حصد شارف في أربعة مواسم؟
اقتصرت النتائج الإيجابية التي حققها اتحاد الحراش خلال السنوات الأربعة الماضية، على خسارته نهائي كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل في 2011، والسؤال الذي يطرحه بإلحاح شديد لاعبي ومحبي الفريق، هو ماذا حصد المدرب شارف منذ توليه زمام الإدارة الفنية ؟ هل بإمكانه أن يقود الحراش إلى لقب في الموسم المقبل ويطرد بؤس الانتظار؟ أسئلة ينتظر الإجابة عليها.
حيرابي شبه الحراش بدار الأيتام
يرى متتبعون أن الفريق الحراشي عاش الموسم الماضي أزمة على عدة مستويات، من أبرز تجلياتها عدم وضوح الرؤية والأهداف وغياب مخطط عمل يراعي الاهتمام بالفئات الناشئة التي تعتبر المخزون الحقيقي الذي يتزود منه الفريق.
هذا دفع اللاعب السابق أحمد حيرابي إلى تشبيه اتحاد الحراش بـ "دار الأيتام"، معتبرا أن المدرب شارف أصبح ينتشل اللاعبين المغمورين من قاع الأرض ويأتي بهم إلى الحراش لكي يصنع لهم اسما دون أن يستفيد منهم الفريق الذي يخرج صفر اليدين مع نهاية كل موسم.
ما لوحظ خلال كل مرحلة من الانتقالات حضور عدد قياسي من اللاعبين لإجراء الاختبارات في حين لا أثر لأبناء الحراش، تلك السياسة حركت قدامى اللاعبين وجعلتهم يؤكدون أن المدرب لم يحقق إلا مصلحة فئة معينة.
انتصارات ظرفية خبأت العيوب والسلبيات
بعض محبي الفريق يعتبرون أن شارف أعاد الاستقرار وأضفى على الفريق طريقة لعب جميلة بفضل حنكته، إلا أن آخرون يرون أنه ليس رجل المرحلة المقبلة، مؤكدين أن الانتصارات التي كان يحققها في المواسم الماضية ظرفية وخبأت الكثير من العيوب والسلبيات.
أيضا يرون أن الإيمان بتحقيق نتائج إيجابية في الموسم الجديد ضعيف، وسيكون ضربا من الخيال أن يستطيع الحراش المنافسة، دون عمل مضاعف وضخ أسماء جديدة، من أجل إعادة بناء صرح يعيد لمحبي "الصفراء" أيامها الزاهية، ويكفي من أصحاب القرار في البيت الحراشي وعودا من عام إلى عام وفي النهاية الخروج كالعادة من كل موسم بدون ألقاب.
الوصول إلى النهائي يعتبر لقب في نظر البعض
أصبح الاختفاء وراء النتائج الوهمية طريقة البعض من عشاق الحراش الذين ضربوا أرقاما قياسية في الصبر على فريقهم، وليس هناك كلمة معبرة تنطبق عليهم إلا "الجمهور المسكين"، بعدما أصبح يخيّل للبعض أن الوصول إلى نهائي كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل يعتبر لقبا، كما قال الرئيس السابق محمد العايب.
وفي الأخير يمكن القول أن أيام بوعلام شارف باتت معدودة على رأس الجهاز الفني لاتحاد الحراش، بعد أن طالبه الرئيس عبد القادر مانع بحزم حقيبته والرحيل فورا عن الفريق الذي تراجعت نتائجه بفضل سياسة خدمت مصالح أشخاص فقط على حساب اتحاد النادي، وكان الإقصاء أمام اتحاد تبسة القشة التي قصمت ظهر البعير.


قد يعجبك أيضاً



