AFPعبقري كرة القدم، توّج مسيرته الزاخرة بلقب بطولة العالم الذي وضعه بين مصاف العظماء، لكن الأرجنتيني ليونيل ميسي أخفق في وضع باريس سان جيرمان الفرنسي على خريطة المتوجين القاريين.
وصل نجم برشلونة السابق، إلى باريس صيف 2021 بعمر الـ34، لكن النجم الخارق بات على أبواب الرحيل من الباب الضيّق على وقع صافرات جماهير النادي الفرنسي، دون أن يمنحه شرف إحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.
صحيح أن صاحب الـ7 كرات ذهبية (رقم قياسي) قد يترك العاصمة الفرنسية مع لقبين في الدوري (ليج 1)، لكن علاقته مع الجماهير الباريسية لم تصل إلى خواتيمها السعيدة، علماً بأن عقده ينتهي في حزيران/يونيو المقبل، وسط جدل كبير حول وجهته المقبلة.
عندما سيعلن ابن مدينة روساريو اعتزاله، لن تكون فترته في سان جرمان نقطة مضيئة في سيرته الذاتية. لكنه وصل إلى المجد العالمي في مونديال قطر 2022، عندما كان يحمل ألوان النادي الباريسي، بقيادته الأرجنتين، وبمشاركته المونديالية الخامسة والأخيرة، إلى لقبها العالمي الثالث ضد فرنسا وزميله كيليان مبابي بركلات الترجيح.
ورغم الإمكانات الهائلة المتوافرة لسان جيرمان، لم ينجح الثلاثي الرهيب المؤلف من ميسي ومبابي والبرازيلي نيمار، في تجنيب فريق العاصمة من إقصائين مخيبين في ثمن نهائي دوري الأبطال.
مع العظماء
لكن اللقب العالمي في قطر وضعه في منزلة مختلفة، إلى جانب الراحلين البرازيلي بيليه ومواطنه دييجو مارادونا.
عام 2010، توقّع الأرجنتيني الراحل الذي قاد بلاده للقب مونديال 1986 "الآن، بت أعلم من اللاعب الذي سيخلفني في كرة القدم، واسمه ليونيل ميسي".
بعد اللقب المونديالي، قال ميسي "أردت ختام مسيرتي بهذا التتويج".. رسالة سبقت نصف موسمه الثاني مع سان جرمان، حيث بدا شبحاً لوهجه المعتاد.
وحقق ميسي ألقاباً أكثر من بيليه (لم يحترف في أوروبا) ومارادونا، مع برشلونة ثم سان جيرمان، بجانب كوبا أمريكا أيضاً مع منتخب بلاده الصيف الماضي في أوّل تتويج قاري لـ "راقصي التانجو" منذ عام 1993.
تخطى "البرغوث" أزمة خسارة نهائي مونديال 2014 في الوقت الممدّد أمام ألمانيا، وخيبة السقوط في نهائي كوبا أمريكا 3 مرات، ما دفعه عام 2016 إلى اعتزال عاد عنه.
ابتسمت له ركلات الترجيح في ستاد لوسيل في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مانحاً البلاد المجنونة بالمستديرة لقباً انتظرته 36 عاماً بعد لوحة مارادونا الرائعة في المكسيك.
فطرة ومهارة
وُلد ميسي بعدها بعام في روساريو شمال البلاد. عندما اكتشف العالم هذا الطفل الصغير صاحب الشعر الطويل، أذهل الجماهير بقدمه اليسرى الفتاكة.
ترك الأرجنتين بعمر الـ13 للانضمام إلى برشلونة الذي تكفّل بمعالجته من نقص في هورمونات النمو.
طرق باب الفريق الأول عام 2004، قبل أن يتركه في 2021، ليصبح اللاعب الأكثر تتويجاً وتهديفاً في تاريخ النادي.
قال عنه مدربه وملهمه السابق في برشلونة بيب جوارديولا "لا يمكن لأي نظام دفاعي إيقافه، أي مدرب. هو قوي جداً".
رغم كل شيء، لن يحظى ميسي بهالة "الفتى الذهبي" مارادونا. لكن ربما لا يبحث عنها اللاعب المتحفظ الذي واجه في إسبانيا مشكلات مع السلطات الضريبية في 2017.
تصريحاته نادرة وغير نارية. وشومه العديدة تبقى العلامات الوحيدة اللافتة لكبير عائلة متزوّج من صديقة الطفولة أنتونيلا وله منها ثلاثة أولاد: تياغو، ماتيو وسيرو.
قد يعجبك أيضاً



