
ربما تكون سارانسك المدينة الأصغر، من حيث عدد السكان، بين 11 مدينة روسية، تستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم، ولن تقام بها أي مباريات في أدوار خروج المهزوم، لكن عاصمة إقليم موردوفيا بذلت قصارى جهدها، لتضع نفسها على الخريطة العالمية.
ويبلغ عدد سكان سارانسك، التي تقع في وسط روسيا، 307 آلاف نسمة فقط، ولن تشهد من الفرق الكبرى في البطولة سوى البرتغال، خلال أربع مباريات تستضيفها بدور المجموعات، في استاد موردوفيا.
ويبرز الاستاد البيضاوي البرتقالي الجديد، الذي تبلغ سعته 44 ألف متفرج، بين كل البناء المعماري في سارانسك، واستضاف أول مباراة قبل شهرين بين ناديين محليين.
وبينما بدأ مشجعون من بيرو والدنمارك، في التوافد على سارانسك، من أجل مباراة السبت، تنشغل المدينة بوضع اللمسات الأخيرة لاستعداداتها من أجل استقبالهم.
ويخطط حوالي 3500 من السكان لمسيرة، في شوارع المدينة المؤدية للاستاد، للاحتفال بالحدث.
وينشغل الناس، من الأطفال إلى الكبار، بتجربة رقصة على أغنيات روسية ودولية شهيرة، من أجل مسيرة السبت، حيث من المتوقع أن ينضم المزيد من السكان والمشجعين الزائرين.
وحظيت بنايات المدينة بطلاء جديد، وتم تجديد بعضها، بينما امتلأت الشوارع بلافتات تقول "مرحبا بكم في سارانسك"، بجانب شعار كأس العالم وتميمة البطولة.
ومن الصعب العثور على بقع من الغبار، في شوارع المدينة المحاطة برجال شرطة، لكن لم يكن صعبا إيجاد متطوعين، عندما دعاهم المنظمون للانضمام للاحتفالات، التي ستصاحب أول مباراة في كأس العالم بالمدينة.
وقالت أولجا فارليتس، وهي مدرسة موسيقى تبلغ من العمر 62 عاما "في البداية، كرة القدم توحد كل الناس".
وأضافت "كرة القدم ترمز للسلام والصداقة، وانظر إلى كيف تطورت مدينتنا، وكيف تم تشييد البنية التحتية".
وتابعت "الناس تتحلى بكرم الضيافة والمدينة جميلة، وبالتأكيد هو شرف لنا ومسؤولية كبيرة.. أعتقد أن كل شيء سيكون على ما يرام".
وقال فلاديمير شارابوف، مدير الحدث، إن الهدف الأساسي هو الترحيب بحشود الجماهير، القادمة من دول مختلفة إلى سارانسك، حتى يشعروا وكأنهم في ديارهم.
وقال شارابوف، وهو أيضا مدير مسرح موسيقي محلي، بعد تجربة لعرض السبت "الهدف الأساسي من الحدث هو الوحدة، والتعرف على أصدقاء... كرة القدم توحد كل الناس".
وأضاف "نريد أن يشترك ضيوفنا في العرض. نرغب أن يشعروا بتقاليدنا وثقافتنا، ونريد بالتأكيد أن يروا ثقافتنا".
* اختيار مفاجئ
وستستضيف المدينة أيضا مباريات كولومبيا ضد اليابان، وإيران ضد البرتغال، وبنما ضد تونس.
وكانت سارانسك اختيارا مفاجئا لاستضافة كأس العالم، بسبب عدد سكانها الضئيل، وافتقارها للفنادق ومطارها الصغير.
لكن الإدارة المحلية حاولت التعامل مع المشاكل، ببناء ثلاثة فنادق جديدة، من أجل سد احتياجات الفرق المشاركة، والاتحاد الدولي (الفيفا)، كما قامت بتحديث المطار.
ورغم أن هناك عجز حتى الآن في الفنادق، بالنسبة للجماهير الزائرة، تم تدبير أماكن إعاشة في مخيمات، أو شقق سكنية حديثة قريبة من الاستاد، وخضع المطار أيضا لعملية تطوير.
وقالت تاتيانا كليوفا "سارانسك مستعدة لاستضافة كل المنافسات.. أصبحت المدينة مفعمة بالحيوية بفضل هذه الاحتفالات، إنها تتطور ويمكن رؤية كيف أصبحت جميلة".
قد يعجبك أيضاً



