EPAحقق ريال مدريد ما خطط له مدربه زين الدين زيدان، وتجاوز مالاجا بهدفين مقابل هدف، وتوج بذلك بطلا للشتاء في الليجا الإسبانية، مع بقاء مباراة مؤجلة له مع فريق فالنسيا.
ريال مدريد حاليا ابتعد في صدارة الليجا برصيد 43 نقطة وبفارق 4 نقاط عن إشبيلية الذي سيلعب مع أوساسونا غدا، و5 نقاط عن برشلونة الثالث الذي يلاقي إيبار غدا أيضا.
المباراة شهدت سيلا من الفرص لريال مدريد لم ينجح سوى في مناسبتين فيها خلال الشوط الأول، ولكن السحر انقلب على الساحر في الشوط الثاني، وكاد مالاجا أن يعود للمباراة بعد أن سجل هدفا وأضاع أكثر من فرصة حقيقية للتسجيل.
فيما يلي نسرد بعض التفاصل التي ساهمت في تحقيق الفوز الصعب، رغم مواجهة فريق يعاني في الليجا، وخاصة بعد تغيير مدربه الذي قاده للمباراة الثالثة فقط.
السلاح الإنجليزي
قد تكون من المرات النادرة التي يعتمد فيها زين الدين زيدان على الكرات العرضية وبشكل متواصل طيلة المباراة، معتمدا على توني كروس في رفع الكرات من الميسرة وأحيانا كريستيانو رونالدو، ولوكاس فاسكيز من الميمنة، ووضح أن هذه الكرات كانت تكتيكا تدرب عليه اللاعبون جيدا ما قبل هذه المواجهة.
زيدان أراد من هذه الخطة اصطياد أكثر من حجر في ذات الوقت، الاول: التخلص من التكتل الدفاعي المتوقع لمالاجا والذي لم يغب فيه 6 لاعبين بشكل دائم عن خط منطقة الجزاء، والثاني: تجنب الاحتكاك المباشر مع لاعبي الخصم، للحفاظ على اللاعبين ومنع حدوث أي إصابة جديدة تزيد من معاناة الفريق، وهو يحارب على 3 جبهات في الليجا وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا، وقد يفسر ذلك ندرة استخدام اللاعبين مهاراتهم الفردية والاكتفاء بالتمرير الطويل، سواء على الأطراف بشكل مباشر، أو في العمق خلال بعض فترات المباراة.
سلاح زيدان الإنجليزي أثمر هدفين عن طريق سيرجي راموس الذي لم ينتظر الدقيقة 92 ليوقع على نتيجة المباراة، حيث سجل من الفرصة الثانية بكرة مرفوعة من الميمنة ورأسية ساحرة، ثم عاد وسجل الهدف الثاني بقدمه هذه المرة رغم شكوك وجوده في موقف تسلل، وفي المحصلة سجل هدفين من 4 محاولات فقط.
راموس غطى على المهاجمين
خطوة راموس وتسجيله هدفين، جاءت على حساب غياب كل من كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة المهاجمان الصريحان في المباراة، وقد يكون رونالدو أكثر انشغالا في عمليات صناعة الهجمات من المسيرة، لكن بنزيمة فشل في اختباره الأول بالعرضية التي رفعها ولكاس فاسكيز فوضعها فوق العارضة وهو في موقف مناسب، وغاب طيلة فترات وجوده في الملعب قبل استبداله بموراتا في الدقيقة 82
كريستيانو وضح أنه متأثر بما يقال عن تراجع مستواه، فأضاع هدفا محققا بتمريرة ساحرة من توني كروس أفضل لاعبي المباراة، لكنه لم يحسن وضع الكرة في مكان مناسب لحظة خروج حارس المرمى كارلوس كافيني، ليتمكن من صدها وتحويل الخطر، كما رد القائم كرتان ووجد منافسة غريبة مع الحارس كارلوس الذي تصدى لأكثر من 3 كرات أخرى مفوتا على الدون فرصة تسجيل ولو هدف وحيد.
مارسيلو شذ عن قاعدة زيدان
إصابة مارسيلو في وقت مبكر من المباراة، أدهشت زيدان الذي يبدو أنه قدم تعليمات بعدم الاحتكاك المباشر، واضطر للزج بإيسكو في مكانه ليستخدمه كسلاح مزدوح في الإسناد الهجومي والتراجع للتغطية الدفاعية، ورغم نجاحه في المهمة الأولى، إلا أنه ساهم في الانكشاف الدفاعي في الثانية، وهو ما زاد العبء على كاسيميرو صاحب الواجب الدفاعي في المنتصف، ويضاف له تقدم راموس المتكرر، ليتحول كارسيميرو إلى مدافع صريح مع فاران، وقد يكون لهذا الوضع السبب المباشر في الهدف الوحيد الذي تلقاه مرمى الميرينجي.
خوف زيدان على عناصر القوة في الفريق جعله يسحب لوكا مودريتش في ربع الساعة الأخير، وأدخل مكانه اللاعب كوفاسيتش.
نافاس يرد على منتقديه
تعملق كيلور نافاس، وأنقذ مرماه من 3 أهداف حقيقية على الأقل، وذلك بعد حالة الإرهاق التي أصابت ناتشو وكاسيمييرو في الميمنة وايسكو وتوني كروس في المسيرة، والأمر جعل من أجنحة مالاجا تعبد طريقا سهلا نحو مرمى نافاس، الذي رد على جميع منتقديه، وكان السبب المباشر في الخروج بنقاط المباراة الثلاث.
ماذ بعد؟
معاناة ريال مدريد أمام فريق مثل مالاجا، قد يفتح ملفات فنية كثيرة، ويصوب الكثير من سهام النقد نحو المدرب زيدان، الذي حاول الحفاظ على فريقه بالمخاطرة بطريقة لعب أرهقت الأطراف، ولم تظهر قوة الفريق الحقيقية في العمق، وقد تكشف هذه الطريقة ظهر الفريق في المباريات المقبلة وتضاعف من صعوبة موقفه بتحقيق الفوز حتى النهاية.




