Reutersاستهل منتخب إسبانيا مشواره رسميًا مع المدرب الجديد روبرت مورينو، بانتصار صعب خارج قواعده على رومانيا بهدفين لواحد ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2020.
سجل هدفي إسبانيا كل من سرجيو راموس من ركلة جزاء وباكو ألكاسير قبل أن تقلص رومانيا الفارق بهدف لفلوران أندوني بعد مرور ساعة، وكاد طرد دييجو يورنتي قبل النهاية بعشر دقائق أن يكلف إسبانيا نقطتين لولا تألق الحارس كيبا.
وفيما يلي الأسباب التي قادت (لاروخا) للفوز تحت قيادة أولى لمورينو (41 عاما)، الذي يخلف لويس إنريكي بعد أن كان مدربا مساعدا له:
- أسلوب لعب عمودي ومكثف:
بدا الاختلاف واضحا بين مورينو وإنريكي في أسلوب اللعب، فمورينو يرغب في امتلاك الكرة لكنه يريد مزيدا من السرعة، يطالب باللعب العمودي وأن ينهي لاعبوه الكرة دائما بتسديدة.
راهن المدرب على أسلوب لعب مكثف وبضغط مستمر من أجل التفوق على مميزات رومانيا والفوز عليها للمرة الأولى على أرضها، بالاعتماد على ظهيرين يركضان الملعب بأكمله طوليًا ولاعبي وسط لا يحتفظا أبدا بالكرة ودائما ما يمرراها سريعا، إلى جانب تحركات دائمة من المهاجمين.
إسبانيا قدمت أداء رائعا خاصة في الشوط الأول الذي يعد الشيء الوحيد الذي افتقدته فيه هو إنهاء الهجمات بشكل أفضل أمام المرمى لتجنب المعاناة التي حدثت في الدقائق الأخيرة من المباراة، كما أن تألق الحارس الروماني تاتاروسانو حال دون تسجيل إسبانيا لمزيد من الأهداف.
- فابيان رويز في القيادة:
قرر مورينو الاعتماد في طريقة لعبه الجديدة على لاعب وسط تألق بأسلوبه الخاص: فابيان رويز، الذي نال إشادة المدرب طوال الأسبوع الماضي، ليؤكد أن الوقت فقط سيظهر مدى أهمية هذا اللاعب للمنتخب وما سيقدمه له.
وبالفعل فابيان يستحق هذا المديح، فهو يمتلك الكثير من المقومات رغم صغر عمره (23 عاما)، لكنه كان قائدًا بارزا في بوخارست.
دائما ما كان يطلب الكرة، ظهر مزعزعا لخطوط المنافس وظهر في كل مناطق الهجوم، ومرر كرات مميزة من خلف المدافعين، ليقدم مباراة جيدة للغاية إلى جانب داني سيبايوس، الذي راهن عليه المدرب الجديد في خط الوسط، وكلاهما كان حاسما.
ويكفي أن سيبايوس هو من تسبب في ركلة الجزاء الذي سجل منها المنتخب الإسباني الهدف الأول، كما ساهم في صناعة الهدف الثاني.
- ألكاسير يعود لهز الشباك مع إسبانيا:
بعد أكثر من عشرة أشهر دون الظهور مع المنتخب، استحق العودة بعد أدائه المميز مع بروسيا دورتموند، فقد عاد باكو ألكاسير ليقدم أفضل ما لديه، ونجح في تسجيل هدفه العاشر مع "لاروخا" في المباراة الدولية الـ16 له مع المنتخب الأول، في أفضل معدل لمهاجم إسباني.
لم يجد ألكاسير الجائزة التي كان يستحقها في الشوط الأول والمتمثلة في تسجيل هدف، بعدما سنحت له العديد من الفرص لولا تدخلات الحارس الروماني، لكنه لم ييأس وبمجرد انطلاق الشوط الثاني نجح في هز الشباك.
وستتاح للمهاجم السابق لبرشلونة الفرصة ليثبت أحقيته بأن يكون رأس الحربة الأساسي للمنتخب حال مواصلة تألقه أمام جزر فارو في المباراة القادمة من التصفيات، وهو المركز الذي لايزال التنافس عليه قائما حتى الآن.
كيبا يؤكد التغيير في حراسة المرمى:
بعد أن أكد المدرب الجديد لإسبانيا أنه لن يكون هناك حارس مرمى أساسي وأن الحراس الثلاثة لـ"لاروخا" يتمتعون بمستوى مرتفع وسيشاركون جميعا في التصفيات، ولكن عندما حان وقت الحقيقة، فالتغيير الذي طرأ على مركز حراسة المرمى خلال المباريات الأخيرة تأكد في بوخارست عندما عاد كيبا للعب كأساسي وأظهر أحقيته بذلك.
ففي الدقائق العشرة الأخيرة أمام رومانيا ومع النقص العددي، هاجم أصحاب الأرض بشراسة من أجل إدراك التعادل، واستحوذوا على الكرة وسط هتافات الجماهير، ليظهر كيبا في الوقت المناسب وينقذ مرماه من فرصتين مؤكدتين إحداهما عندما تصدى لكرة بجسده ليبعدها ركنية والأخرى عندما تصدى بقدمه لتسديدة رأسية قريبة موجهة للأسفل، لتجد إسبانيا أخيرا الحارس المنقذ بعد فترة من الشكوك في ذلك المركز والتي تفاقمت في مونديال روسيا الأخير.
- المشكلات الدفاعية.. النقطة التي تحتاج لإعادة نظر:
قال روبرت مورينو إن "المعاناة تجعلنا نتطور كفريق"، لكن مدرب المنتخب كان ليفضل بالتأكيد تجنب الدقائق الأخيرة من مباراة رومانيا التي عانى فيها الفريق دفاعيا وكاد يكلفه الكثير.
فالفريق افتقد للتركيز في الكرات الثابتة، ومثال عليها عندما ترك اللاعبون بوشكاش وحيدا أمام كيبا في الدقيقة 90 أو في آخر تسديدة للفريق الروماني على بعد أمتار قليلة من الحارس الإسباني لخطأ في المراقبة من ركلة ركنية.
فهذه كلها أخطاء قد تكلف الفريق الإقصاء حال ارتكبها في بطولة كبيرة مثل يورو 2020.
وسيتعين على مورينو مطالبة لاعبيه بالحفاظ على التركيز والكثافة الدفاعية طوال المباراة، من البداية وحتى النهاية، خاصة بعدما نجح في الاعتماد على ظهيرين يتمتعان بالركض بطول الملعب، مراهنا على خيسوس نافاس أمام داني كارباخال ومعتمدا على دييجو يورنتي للعب في مركز قلب الدفاع إلى جانب سرخيو راموس.
قد يعجبك أيضاً



