تسببت انتصارات إسبانيا وأسلوب لعبها الممتع في تحولها تلقائيا لأحد المرشحين للفوز بلقب أمم أوروبا، بعد تحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات.
ولعل قطار إسبانيا يصطدم بحلم جورجيا، الحصان الأسود في البطولة، الذي سينافس دون أدنى شعور بالضغط في ثمن نهائي اليورو، غدا الأحد.
وعلى الورق، تبدو المواجهة غير متكافئة، فالحاضر القريب شهد 10 أهداف إسبانية في شباك جورجيا خلال تصفيات التأهل لأمم أوروبا، أما تاريخ لقاءات الفريقين فقد شهد فوز إسبانيا في 6 مباريات رسمية.
لكن صعوبة المباراة بالنسبة لإسبانيا، تكمن في أن أمم أوروبا تمر حاليا بفترة ظهور منتخبات كبرى، ومجموعات من اللاعبين يعرفون كيفية المنافسة، والنجوم الذي يحسمون المباريات المهمة.
وكل هذه العوامل تمثل ساحة جديدة بالنسبة للمجموعة التي يقودها المدرب لويس دي لا فوينتي، على أن الأخير بعث بإشارات مضيئة أثناء أول بطولة كبرى خاضها، دوري الأمم الأوروبية.
ولا يعتمد المنتخب الإسباني على المهارات الفردية، بل الأسلوب الجماعي بين عناصر فريق جديد، لكن روح الأسرة فيما بينهم ربما تكون أهم إنجازات لويس دي لا فوينتي، لدرجة أن لاعبين مثل ناتشو وخوسيلو، أعلنا خلال وجودهما مع معسكر منتخب إسبانيا، رحيلهما عن ريال مدريد إلى فرق أخرى لخوض مغامرات جديدة، دون أن يحدث ذلك أي ضجة أو يؤثر على مستواهم.
وأصبح ناتشو، قادرا على اللعب مرة أخرى بعد أن غاب عن مباراتي إيطاليا وألبانيا، كما ارتفعت فرص جريمالدو في اللعب بعد أن قدم مستوى رفيعا، وكذلك داني أولمو.
وحصل الماتادور على قسط وافر من الراحة، بزيادة يومين عن منافسه، فضلا عن أن العناصر الأساسية حصلت على راحة خلال لقاء ألبانيا بعد حسم التأهل.
وبعد جورجيا، قد يصطدم أبناء لويس دي لا فوينتي حال فوزهم في ثمن النهائي، بمنتخبات مثل ألمانيا صاحبة الأرض أو فرنسا أو البرتغال، إلا أن هناك حالة من الصمت تجاه هذه الفكرة.
ويسير المنتخب الإسباني، بعقلية كل مباراة على حدة تجنبا للإفراط في الثقة أو التهاون، فضلا عن عودة أوناي سيمون لحراسة مرمى المنتخب الذي لم تستقبل شباكه سوى هدف وحيد.
ويلعب داني كارفاخال وروبن لونورمان تحت تهديد الإيقاف في ربع النهائي إذا حصلا على بطاقة صفراء، في خط دفاع يكمل عقده لابورت وكوكوريلا.
هذا بجانب لامين يامال ونيكو ويليامز مع رودري في القيادة، وفابيان رويز، ويلعب بيدري في مركز خط الوسط المهاجم أمامه ألفارو موراتا.
وعلى الجانب الآخر، يطمح الحصان الأسود في يورو 2024 إلى الذهاب لأبعد مدى ممكن بعد وصوله إلى ثمن النهائي في أول مشاركة له في هذه البطولة الكبيرة.
ورغم إدراكه بأوجه الضعف لديه، لن يتوانى الفريق عن لعب كرة القدم، فليس لديه ما يخسره "وهذا شيء جيد" مثلما قال مدربه ويلي سانيول مهندس هذا المشروع الذي يضم جورجي مامارداشفيلي حارس فالنسيا، وخفيتشا كفاراتسخليا مهاجم نابولي، وكذلك الصاعد جورجيس ميكوتادزه لاعب ميتز وهداف البطولة بواقع 3 أهداف.
ويلعب المنتخب الجورجي بدفاع من 5 لاعبين مدمج بشدة مع خط الوسط، مما يصعب عملية تناقل الكرة بين الخطوط.
ومع وقوف مامارداشفيلي بين الخشبات الثلاث، أفضل حارس مرمى حتى الآن في البطولة، بفضل التصديات العديدة التي نفذها بنجاح (20)، ستحاول جورجيا إيقاف الموجات الهجومية الهادرة التي يعد لها لويس دي لا فوينتي.
ومثلما فعلت أمام البرتغال، تستعد جورجيا بسلاح الهجمات المرتدة، ولديها عامل الجودة ممثلا في كوشوراشفيلي بخط الوسط أمامه الثنائي الخطير كفاراتسخليا وميكوتادزه.
وتعيش جورجيا حلما سعيدا بوصولها لثمن النهائي، لكنها لن تكون لقمة سائغة لإسبانيا، خاصة وأن ذكرى الهزيمة الثقيلة التي مني بها الجورجيون على يد الإسبان 1-7 لا تزال حاضرة في الأذهان منذ سبتمبر/أيلول الماضي في مرحلة التصفيات.
قد يعجبك أيضاً



