Reutersأسدل الستار على حقبة المدرب الإسباني بيب جوارديولا مع بايرن ميونيخ الألماني أمس السبت، بعدما قاد الفريق لتحقيق الثنائية باقتناص لقب الكأس على حساب بوروسيا دورتموند بركلات الترجيح (4-3)، ليترك الفريق محققا نجاحا كبيرا لم ينقصه سوى الفوز بلقب دوري الأبطال.
وتمكن جوارديولا، خلال الثلاثة مواسم التي جلس فيها على مقعد المدير الفني لملعب "أليانز أرينا"، من قيادة الفريق البافاري لحصد سبعة ألقاب، ثلاثة في الدوري أعوام 2014 و2015 و2016، ولقبين في الكأس عامي (2014 و2016)، ولقب في كأس السوبر الأوروبي عام 2013، ومثله في مونديال الأندية في نفس العام.
ولكن على المستوى الشخصي، كانت النقطة السلبية هي دخوله في صدام مستمر مع الطاقم الطبي للنادي وإقالة الطبيب التاريخي في الفريق والمنتخب الألماني، هانز فيلهلم مولر فولفار.
وخلال مراسم الاحتفال بلقب البوندسليجا الرابع على التوالي "رقم قياسي" والثالث في حقبة جوارديولا، ذكرت الصحف أن جوارديولا لم يكن بطل المشهد خلال تواجده في شرفة مبنى مجلس المدينة مع باقي لاعبي الفريق، ولم تهتف الجماهير باسمه كما كانت تفعل مع أسلافه.
ودافعت جريدة "بيلد" الألمانية عن جوارديولا مؤكدة أنه كان يحظى باحترام وإعجاب الجميع، ولكنه لم يتمكن من أن يصبح أحد أبناء مدينة ميونيخ.
وخلال حفل الاحتفال بلقب الكأس أمس ولقب البونسديليجا الأسبوع الماضي، كان جليا للجميع أن جوارديولا كان يريد أن ينهي أي خلاف حدث مع أي لاعب في الفريق.
وكان العناق الكبير مع توماس مولر أحد أكثر اللحظات المعبرة عن هذا الأمر، لاسيما أن الثنائي دخلا في صدام شديد لبعض الوقت بعد إبداء مولر ضيقه من تغييره في إحدى المباريات.
ولكن يبدو أن هذه المشكلة كان لها أثر إيجابي على مولر نفسه الذي تطور مستواه ونضج بشكل كبير لاسيما وأنه كان يحظى بمكانة كبيرة بين كل المدربين الذين أشرفوا على تدريب الفريق البافاري.
وخلال مباراة الأمس، وبعد تسجيل البرازيلي دوجلاس كوستا لركلة الترجيح الأخيرة التي أعلنت عن تتويج الفريق باللقب، التقطت عدسات الكامير المدرب الكتالوني والدموع تنهمر من عينيه.
وفسر جوارديولا السبب في هذا الأمر خلال المؤتمر الصحفي، حيث قال إن "الشهور الأخيرة كانت صعبة للغاية والكثير من الناس اعتقدت أن عملي لم يكن على نفس المستوى بعد إعلان رحيلي لمانشستر سيتي. ولكن الأمر لم يكن هكذا. كنت أفكر دائما في المباراة المقبلة حتى بعد تأكد رحيلي".
وخلال مراسم التكريم، أعطى قائد الفريق، فيليب لام، الكأس لجوارديولا من أجل رفعها، وهو ما استجاب له المدرب بعد إصرار شديد من لام.
وقال جوارديولا: "علاقتي بلام كانت أحد أهم الأشياء التي حدثت لي خلال تجربتي في ألمانيا".
وخلال مسيرته التدريبية الناجحة خلال سبع سنوات حتى الآن مع برشلونة الإسباني والبايرن، حصد بيب 21 لقبا حتى الآن.
وقال مدرب مانشستر سيتي في الموسم المقبل حول هذا الأمر: "نعم، 21 لقبا خلال سبعة أعوام، بمعدل ثلاثة ألقاب في العام، ليس أمرا سيئا".
وأضاف: "ببساطة الحظ كان بجانبي لتدريبي فريقين استثنائيين مثل بايرن ميونيخ ومن قبله برشلونة، حيث يوجد العديد من اللاعبين الكبار الذين يساعدون أي مدرب".
ويرى جوارديولا أن الفريق البافاري سيكون في "أيد أمينة" نظرا لما يمتلكه من لاعبين كبار الذين تعلم منهم الكثير وبإمكانهم تقديم المساعدة لأي مدرب.
ولم تقتصر كلمات المديح على المنتمين للبايرن فقط، بل أن مدرب بوروسيا دورتموند، توماس توخيل، تحدث أيضا عن حقبة المدرب الإسباني مع البايرن.
وقال: "كما يحدث في أوقات كثيرة، سيتسنى للكثيرين معرفة ما ساهم به جوارديولا بعد رحيله. من خلال ماكنت اقرأه في الصحف، أعتقد أن كثيرين لم يفهموه".
وخلال هذا المؤتمر الصحفي، حدثت واقعة طريفة عندما قاطع أحد الصحفيين المؤتمر الصحفي ولم يوجه أي سؤال للمدربين مكتفيا بتوجيه رسالة: "بما أن هذا هو المؤتمر الأخير لك، أردت أن أشكرك على ما قدمته للكرة الألمانية وأتمنى لك رحلة سعيدة".
ورد عليه جوارديولا: "سنلتقي مجددا".
وسيحط جوارديولا الرحال في الموسم المقبل للبريميير ليج من أجل تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي، خلفا للتشيلي مانويل بيليجريني.
وتعد هذه هي الثنائية المحلية الثانية التي يتوج بها المدرب الكتالوني، والـ11 في تاريخ النادي، في مسيرته التدريبية داخل الملاعب الألمانية بعدما قاد الفريق لحصد لقبي البوندسليجا والكأس في أول مواسمه.



