جريزمان يتوهج في دور جديد مع "الديوك"

في حين يسرق كيليان مبابي الأضواء ويتصدّر العناوين، يلعب أنطوان جريزمان دوراً جديداً في خط وسط منتخب فرنسا، وبات قطعة رئيسة لحامل اللقب في مشواره إلى ربع نهائي مونديال قطر حيث يواجه إنجلترا السبت.

اختبر "جريزو" بداية موسم صعبة مع أتلتيكو مدريد، فيما ما زال صائماً عن تسجيل الأهداف في قطر، ليتخلى عن المهمة لمبابي، متصدر ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف، وأوليفييه جيرو محطم الرقم القياسي لعدد الأهداف مع المنتخب الفرنسي والذي كان بحوزة تييري هنري.

تبدو كأس أوروبا 2016 ذكرى بعيدة لجريزمان، هداف البطولة القارية (6)، حين وصلت فرنسا الدولة المضيفة إلى المباراة النهائية لتخسر أمام البرتغال (0--1) بعد التمديد.

نظر عشاق الكرة المستديرة إلى هذه الحقبة على أنها مجرد بداية لمنتخب منافس عُرف باسم "جيل جريزمان"، قبل ظهور مبابي الذي ساهم بفضل سرعته ومراوغاته وأهدافه، في تقدمه خطوة إلى الأمام والفوز بمونديال روسيا 2018.

تكيّف جريزمان واضطلع بدور مساند للنجم الصاعد في فرنسا وباريس سان جرمان، لكن هذا المهاجم الفتاك والذي يسجل هدفاً في كل مباراتين بألوان أتلتيكو، بات جزءاً من خط وسط ثلاثي على المستوى الدولي.

هي حالة ضرورية فُرضت على المدرب ديدييه ديشامب عقب إصابة ثنائي خط الوسط بول بوجبا ونجولو كانتي واضطرارهما لعدم المشاركة في العرس الكروي العالمي، قبل أن يتلقى "الديوك" صفعة أخرى بإعلان المهاجم كريم بنزيما مغادرته للمعسكر في قطر بسبب الإصابة.

اعتمد ديدييه خطة (4-3-3) في نهائيات كأس العالم، حيث يحيط عثمان ديمبيليه ومبابي بجيرو في الهجوم، بينما يتموضع جريزمان في خط وسط يتألف من أوريليان تشواميني وأدريان رابيو.

وقال جريزمان، صاحب 42 هدفاً بقميص منتخب بلاده، ولكن من دون أن ينجح في هز الشباك في مبارياته الـ13 الأخيرة، وتحديدا منذ تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي: "دوري حرّ.. مع وجود 3 لاعبين أمامي لديّ مزيد من الاحتمالات والخيارات".

وأضاف: "ربما لست قريباً من منطقة جزاء المنافس. لن أحصل على 50 تسديدة على المرمى في المباراة الواحدة ولكني لست قلقاً من تسجيل الأهداف.. أعتقد أن المنتخب يحتاجني أكثر في قلب الحركة. نحن بحاجة إلى هذا التوازن".

حاضر أكثر من أي وقت مضى

يمكن لجريزمان، ابن الـ31 عاما، أن يتباهى الآن بنوعية تمريراته وقدرته على خلق الفرص من خط الوسط، بينما يشكّل أيضاً تهديداً فتاكاً بتسديداته من الكرات الثابتة.

قال جي ستيفان مساعد المدرب: "أنطوان لديه مدى مذهل في لعبته. لديه تقنية رائعة ودقة في التمرير ويعمل بجد من أجل زملائه في المنتخب، والدور الجديد يناسبه. ما عليك سوى رؤية الابتسامة على وجهه".

لعب جريزمان حتى الآن 71 مباراة متتالية مع فرنسا، محطماً بفارق كبير الرقم القياسي الوطني السابق للفائز بكأس العالم 1998 باتريك فييرا الذي خاض 44 مباراة توالياً.

لم يساور ديشامب أي شكوك حول جاهزية جريزمان، على الرغم من بدايته الصعب مع أتلتيكو هذا الموسم بعدما تم تقليص وقته داخل المستطيل الأخضر حتى الدقائق الـ30 الأخيرة، ليشارك في كل مرة كبديل في تشكيلة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني.

حينها، حاول النادي الهروب من دفع رسوم إلزامية تبلغ 40 مليون يورو (42 مليون دولار) لبرشلونة إذا لعب في عدد معين من المباريات. قبل أن يقدم "روخيبلانكوس" على التعاقد معه نهائياً في تشرين الأول/أكتوبر بعد التفاوض على صفقة جديدة.

وكان جريزمان قد بدأ ما مجموعه 12 مباراة قبل أن يتوجه إلى قطر، وسجل 6 أهداف، ويسدّد أنطوان دين الثقة لديشامب الذي كان منحه في عام 2014 شرف ارتداء قميص فرنسا للمرة الأولى في مسيرته في سن الـ 22 عاماً.

وقال اللاعب الذي ينحدر من منطقة ماكون بالقرب من ليون لكنه أمضى كامل مسيرته في إسبانيا عن مدربه "أنا مدين له كثيراً. لقد كان هو من اتصل بي ونحن معاً منذ ذلك الحين".

وتابع "أبذل كل شيء من أجل هذا القميص، لفرنسا وأيضاً من أجله. أحاول أن أفعل كل شيء لضمان استمرار ثقته بي.. كل مباراة وكل عمل أبذله يوحي وكأني أقول له شكراً".