تورام: تتويج فرنسا بكأس العالم ساهم في محاربة العنصرية

قال ليليان تورام، مدافع منتخب فرنسا السابق، إن التتويج بكأس العالم لكرة القدم مرتين، في 1998 و2018، والذي يرجع الفضل فيه لمجموعة من اللاعبين منحدرين من أصول مختلفة، ساعد في تقليص حدة التوترات العرقية في البلاد، وفي تغيير طريقة التعامل مع المهاجرين.

وأوضح تورام خلال مقابلة، جرت في ملعب كامب نو، معقل برشلونة "النجاح والتتويج كان مفيدا جدا، فعندما فازت فرنسا لمس الناس التنوع في الفريق، وهو ما كان يتعارض مع ما كان يقال عن الهجرة".

وتابع "من خلال كرة القدم، يمكن أن يرى الناس أن كثيرا من أفضل لاعبي كرة القدم، بدأوا حياتهم أطفالا فقراء.. كان العديد منهم ينتمون لأسر مهاجرة، لهذا فإن فوز فرنسا بالبطولة مهم للغاية، من أجل تحسين صورتها وصورة المهاجرين في الوقت ذاته".

وأضاف "بعد أن فاز المنتخب بالبطولة، أصبح النقاش عن الهجرة أكثر سهولة".

* "لحظة مهمة"

وواصل تورام "بالطبع لا يمكن لانتصار واحد أن يغير كل شيء، ويقضي على هذه الأمور (العنصرية).. لكن التتويج في 1998 كان لحظة مهمة للغاية، وساعد على إضفاء شرعية على المهاجرين، أصبح من السهل حاليا الحديث عن هذه القضايا، عما كان عليه الحال في السابق".

وأردف "كرة القدم تمنح الناس فرصة للتطور، واكتساب المزيد من القوة، لكن العنصرية لا تزال موجودة في المجتمع.. الفوز بكأس العالم كان تطورا مهما لمحاربة العنصرية، لكن القضاء عليها لا يكون بكرة القدم وحدها، فكرة القدم لا تستطيع تغيير كل شيء رغم تأثيرها".

وشارك تورام (46 عاما) بعد اعتزال كرة القدم، في حملة لمكافحة العنصرية، من خلال مؤسسة تحمل اسمه.

كما يعمل تورام مع مؤسسة برشلونة، لتقديم الدعم والمساندة للاجئين، الذين فروا من سوريا التي مزقتها الحرب، ويقيمون في مخيمات باليونان وإيطاليا ولبنان.

وقال "يظن الناس أن اللاجئين ليسوا على نفس المستوى مثلنا، وأنهم غير شرعيين.. أعمل مع اللاجئين للتخلص من هذه الفكرة، ولجعل الناس يدركون أن أحدا لا يتمتع بشرعية أكثر من الآخر".

وأضاف "حققنا تقدما على صعيد العلاقات بين الأعراق، والتمييز على أساس الجنس، ولكن علينا مواصلة العمل لتغيير ما رسخ في أذهان الناس من اعتقاد".

وأردف "أنا واثق أن الناس بعد 50 عاما، سيتعجبون من إمكانية ترك أناس يغرقون في البحر المتوسط، لمجرد أنهم كانوا لاجئين".