
"قمت بزيارة الناديين للتعرف على مشاريعهما، حيث رغب برشلونة في دفع أموال أكثر، لكننا اخترنا المشروع الأفضل" كلمات رواها اللاعب الشاب فينيسيوس عن أولى خطواته نحو عالم الشهرة واختياره ما بين مدرستين يفترض بأنهما حلما يراود نجوم الكرة في العالم.
لكن فتى لم يتجاوز الـ 17 من العمر، كيف له أن يحكم على مشروعي الناديين العظيمين، وهو يفتقد حتى لوكيل أعمال أو مستشار، ويسير في ظل والده الذي يعشق ناديا برازيليا بعيدا عن صراعات الملكي والبارسا؟ وكيف لنا أن نصدق أن لاعبا بمثل ضحالة خبرته يختار (مشروع) ريال مدريد ويضحي بـ (أموال) برشلونة الأكثر؟.
الثقة بالنفس شيء جميل، ولكن أن تحدد متى ستحمل الكرة الذهبية أيضا أمر يحتاج لإعادة النظر، فنيمار بكل ما قيل عنه وما فعله مع برشلونة وحاليا مع سان جيرمان، لم يقترب بعد من ملامسة الكرة الذهبية، التي تأبى إلا أن تمنح لمن يقدم حياته كلها لكرة القدم، ويبذل أقصى ما في وسعه لمساعدة الفرق التي يرتدي قميصها سواء في النادي أو المنتخب، لتحقيق الألقاب.
لمسة الغرور تجلت في إجابة اللاعب الشاب على سؤال الأفضل في العالم، بالقول: لا أعلم، واكتفى بذكر زميله في المنتخب نيمار، متجاهلا نجومية ميسي وإنجازات رونالدو، ولعل في ذلك تعاليا لا ينبغي أن يكون في لاعب بهذا العمر اليافع، وكأن لسان حاله يقول: أنا الأفضل..
فينيسيوس يبدو أنه لم يشاهد أبدا حديثا للاعب كبير بحجم ميسي على سبيل المثال، والذي لم يقل في يوم من الأيام أنه الأفضل، بل ويشيد دوما بمنافسيه، وكلمات النجم الأرجنتيني الأخيرة عن منافسه السابق في الليجا كريسيتانو رونالدو تستحق التوقف عندها، عندما قال عنه أنه يقوم بأشياء مذهلة.
اللاعب الشاب لم يحقق شيئا بعد سواء مع ناديه ريال مدريد الذي خرج مبكرا من المنافسة على جميع البطولات، ولا البرازيل التي لم يرتدي قميصها بشكل رسمي بعد، ورغم كل ذلك يتحدث وكأنه جمع إنجازات العالم أجمع بين ذراعيه.
وحتى من الناحية الفنية، فهناك العديد من الملاحظات على أدائه الذي يمثل أمواج البحر، فحينا يهيج بمهارة عالية، وحينا ينحسر ليتحول إلى لاعب شبه عادي، وما زالت لديه مشكلة التعامل مع الكرة أمام المرمى، والأمر موهبة قد لا ينجح التدريب في تطويرها حتى ولو بعد 10 سنوات.
قد يكون لوبيتيجي على حق عندما بعث بفينيسيوس إلى الكاستيا، عله يصعد درجة في سلم التواضع، ويلعب مع شباب مثله ليتعلم منهم، ويقوي الحافز لديه للصعود نحو الأعلى من جديد، فمثل هذه التصريحات تخفي كثيرا من التعقيدات النفسية، التي يجب معالجتها، كي يتمكن هذا اللاعب من السير بخطى واثقة في عالم النجومية، قبل أن ينهار سريعا كما حدث مع كثير من نجوم البرازيل قبله، ولعل روبينيو في مقدمتهم، حيث تحول إلى عدم.. بعدما تربع على قمة الشهرة.



