
وسط تطور تكنولوجي متسارع يعيش العالم طفرات على مستوى الاستثمار في مجالات عدة من بينها الرياضة، يتقاطع فيها جموح الشغف مع البحث عن التَفرُّد.
في العام الماضي قررت لاعبة التنس الكرواتية الشابة أوليكساندرا أولينيكوفا أن تحول جزءا من جسدها إلى رمز رقمي فريد من نوعه NFT.
وفقا لموقع بليتشر ريبورت أعلنت أولينيكوفا عن بيع المساحة من كتفها إلى ذراعها (الأيمن) كأصل رقمي لدعم مسيرتها الرياضية ماليا.
قالت أولينيكوفا في إعلانها "سأحمل معي رسالتك إلى كل ملعب أنافس فيه. عمري 20 عاما ومستقبلي الرياضي مُبشر" لكنها حظرت وضع أي شيء على ذراعها يتعلق بالقمار أو المراهنات أو التطرف لتعارضها مع قوانين التنس.
بعد عرضها لاحقا في مزاد بيعت المساحة الإعلانية على ذراع أولينيكوفا بـ 3 إيثيريوم (عملة رقمية مشفرة) أي بما يزيد على 5 آلاف دولار بقليل.
فما هي NFT ولماذا اكتسبت سمعة عالمية سريعا؟
NFT هي اختصار لـ "Non-fungible token" وتعني الرموز الرقمية المشفرة غير القابلة للاستبدال.
ذكرت مجلة فوربس أنها عبارة عن أصول أو مقتنيات رقمية حقيقية أو افتراضية يتم شراؤها وبيعها على الإنترنت عن طريق منصة إيثيريوم الخاصة بالعملة الرقمية التي تحمل الاسم نفسه، والمبنية جميعها على تقنية بلوك تشين.
وتعد NFT غير قابلة للاستبدال أو الاستنساخ فهي أصول فريدة يملكها شخص واحد عن طريق عقود ذكية رقمية، ويمكنه وحده بيع أو نقل ملكيتها لاحقا في بيئة بلوك تشين "غير المركزية".
ويصلح كل شيء يمكن تحويله إلى نسخة رقمية لأن يصبح NFT على غرار اللوحات الفنية الرقمية ومقاطع الموسيقي والفيديو أو حتى تغريدات تويتر ومنشورات فيسبوك.
ويمكن تشبيه المهتمين باقتناء رموز NFT بهواة جمع الطوابع التاريخية أو اللوحات الفنية النادرة وغيرها، وبالتالي فقيمتها المالية تخضع للتقييم الشخصي وعامل الندرة.
النموذج الأنجح
يعد دوري السلة الأمريكي NBA النموذج الرياضي الأمثل في عالم NFT.
في 2019 بالتعاون بين رابطة NBA ورابطة اللاعبين المحترفين NBPA وشركة دابر لابس المختصة في تطبيقات بلوك تشين أُطلقت منصة NBA Top Shot الخاصة بالرموز الرقمية لدوري السلة الأمريكي، وعليها يتم تداول الرموز الرقمية النادرة لأعظم اللقطات في تاريخ البطولة، والمهارات الفريدة، وبطاقات النجوم المفضلين وغيرها.
ووفقا لموقع NBA الرسمي حققت منصة الرموز الرقمية المميزة NBA Top Shot منذ تدشينها في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 حتى مارس 2021 مبيعات بقيمة 500 مليون دولار، مع تسجيل 800 ألف حساب جديد.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 نقلت شبكة سي بي إس الأمريكية أن تحليلات مجموعة جيفريز المالية تتوقع نمو القيمة السوقية للرموز الرقمية من 14 مليار دولار (العام الماضي) إلى 75 مليار دولار بحلول عام 2025، في الأسواق الخارجية.
أما مجموعة ماكنزي المختصة في تحليل أداء الشركات فقالت في الفترة نفسها من العام الماضي إن مبيعات الرموز الرقمية الرياضية NFT بلغت 138 مليون دولار أسبوعيا في الولايات المتحدة.
بعد خسائر كورونا سارعت عدة أندية عالمية لكرة القدم لتجربة هذا المجال مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وآرسنال وليفربول ولاتسيو وبورتو وسانتوس وميلان وطرابزون سبور.
ونجح آرسنال في يومه الأول لطرح رموزه الرقمية في جني 5.5 مليون دولار بينما لم يكسب ليفربول عند طرحه مجموعته الخاصة من NFT لأول مرة في أبريل/ نيسان 2022 سوى مليون و400 ألف دولار تقريبا.
ويعد مانشستر سيتي أول ناد إنجليزي يتقدم لهذا المجال وقد أصبحت رموزه الرقمية من بين الأكثر قيمة سوقية بإجمالي 56 مليون دولار مع حجم تداول يومي 15 مليون دولار وفقا لما نقلته بلومبرج، عن موقع كوين ماركت كاب المختص في البيانات الرقمية، وذلك في أبريل 2020.
وأطلق باريس سان جيرمان رمزه المميز PSG Fan Token في يونيو/ حزيران 2020.
وأعلن سان جيرمان فور توقيعه مع ميسي أن الأخير حصل على دفعة من رموز النادي المشفرة ضمن مكافأة التوقيع وصلت قيمتها بحسب رويترز ما بين 25 و30 مليون يورو.
وأسهم قدوم ميسي في رفع قيمة الرمز الرقمي للنادي الفرنسي، فوصل سعره في أغسطس/ آب 2021 إلى 40 دولارا، لكنه انخفض إلى نحو 7 دولارات تقريبا حاليا.
ويعد هذا التفاوت أكثر ما يزيد مخاوف الأندية من تقلبات الأسعار في هذا المجال.
ويكشف درو كريسب النائب الأول للتسويق الرقمي في ليفربول عن ندرة معلومات الأندية الكبرى عن هذا السوق الجديد فقال "بالطريقة نفسها التي نفعلها مع كل مشاريعنا أو خدماتنا الجديدة، سنراقب هذا المجال لنتأكد من فهمنا له من كل زاوية".
وقال "لا أعتقد أن عدم اليقين بشأن الأسواق الجديدة قد يدفعنا لتجنب اختبارها. إذا أردنا أن نكون من الأندية المتقدمة فعلينا أن نخوض في مناطق جديدة للبقاء في القمة تجاريا".
قد يعجبك أيضاً



