Reutersالمباريات المهمة أمام الفرق الصعبة تكون دائما مقياسا واضحا لمدى نجاح المنظومة، وبناء عليه سيتعين على جولين لوبيتيجي، المدير الفني لريال مدريد، بذل جهد مضاعف عن الفترة الماضية، لعلاج سلبيات فريقه في لقاء أمس أمام أتلتيكو مدريد.
لم يقدم ريال مدريد مباراة سيئة على الإطلاق، بل لفترات كثيرة فرض الفريق طريقته في الميدان، واستحوذ على الكرة ووصل إلى مرمى الخصم بعدد لا بأس به من الهجمات، وعدد تصويبات وصل لـ 14 تسديدة، ولكن كما يعلم الفريق الملكي جيدا بأن المباريات النهائية تُحسم بتفاصيل مهمة ودقيقة.
وانهار حلم ريال مدريد، في الفوز بلقب السوبر للمرة الثالثة على التوالي منذ الدقيقة 65 تسيد أتلتيكو زمام المباراة حتى أحرز هدف التعادل، الذي تزامن مع تراجع الريال للخلف، ليأتي الوقت الإضافي ليقضي على أمل لوبيتيجي في أول مواجهاته الرسمية، ويكشف عن سلبيات عديدة قبل 3 أيام من انطلاق الموسم.
حاجة ماسة
بات يقينا الآن ضرورة التعاقد مع نجم كبير يقوم بالأدوار التي كان يؤديها كريستيانو رونالدو، كما اعترف كاسيميرو وكروس بالأمس بهذا الأمر، بافتقادهما للنجم البرتغالي في مثل تلك المباريات، بالإضافة لكونه مهاجم كان يضمن للفريق 50 هدفا في الموسم.
قدم الثلاثي الأمامي مستوى جيد، واستطاع تهديد مرمى أوبلاك بأكثر من فرصة خاصة في الشوط الأول، ولكن افتقد الفريق لنجم في مثل تلك المباريات يصنع الفارق فرديا، بجانب العمل الجماعي المميز للوبيتيجي.
لم يظهر إيسكو بمستواه المعهود خلال الفترة التي لعبها، كما أتت تغييرات المدرب غريبة بعض الشيء بإخراج أسينسيو صانع الخطورة على مرمى المنافس مبكرا، وإشراك مودريتش مما أفقد الفريق حلقة مهمة في الخط الأمامي، بالإضافة لاضطراره لإشراك سيبايوس بدلا من كاسيميرو، الأمر الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
أبرم ريال مدريد 4 صفقات هذا الموسم لم يستعن بهم لوبيتيجي في المباراة، وبنظرة أعمق للدكة سنجد أن الفريق خسر كثيرا رونالدو ومن بعده كوفاسيتش، الذي كان من المفترض أن يكون بديلا مناسبا لكاسيميرو أمس لسرعته وقدرته على الاختراق والتمرير الجيد.
بهذه القائمة من اللاعبين قد يضمن ريال مدريد الفوز على الفرق متوسطة الجدول، ولكن في المباريات الكبيرة قد يعاني الملكي كثيرا، كما أنه عند المقارنة بين القائمة الحالية للريال وقائمة أتلتيكو مدريد أو برشلونة، فستميل الكفة تماما للأخيرين، مما يقلص فرص الأول في المنافسة على الألقاب.
جرس إنذار
كان من السهل العثور على سبب خسارة ريال مدريد أمس في السوبر، حيث أن الأداء الكارثي لخط الدفاع كان جليا أمام الجميع، والذي كان السبب الرئيسي في انهيار الفريق بالنهاية.
استقبل الفريق الأبيض 4 أهداف وهي نتيجة لم تحدث طوال 3 سنوات تحت قيادة زين الدين زيدان، ومع وصول دييجو كوستا لقمة فورمته، ظهرت عيوب الرباعي الدفاعي من سوء التمركز والرقابة والارتداد، وهي مشاكل كانت موجودة في الموسم الماضي مع المدرب الفرنسي ولكن الفوز بالألقاب كان يغطي عليها.
ظهر راموس وفاران في حالة سيئة وتسببا بصفة أساسية في هدفين، كما واصل مارسيلو مسلسل عدم الالتزام الدفاعي والانطلاق للهجوم، بالإضافة للرعونة الشديدة في آخر كرة من الوقت الأصلي للمباراة، التي أراد إحرازها بطريقة استعراضية، ليضيع على الفريق اللقب.
العمل الدفاعي سيتطلب الكثير من لوبيتيجي في الفترة المقبلة، لتنفيذ سياسته التي تعتمد على الضغط العالي، وتنظيم خطوطه الخلفية في حالة فقدان الكرة، كما أن تواجد ناتشو فقط على دكة البدلاء مع كثرة إصابات فاييخو أمر لن يسعف المدرب في استكمال الموسم بنفس الكيفية في الخط الخلفي لقلة البدلاء الجيدين.
قرار بيريز
إذا أراد رئيس النادي الملكي تعزيز فرص فريقه في المنافسة هذا الموسم، وإعطاء خيارات أكثر لمدربه الجديد، فعليه أن يستعيد ذكريات صفقاته الكبيرة ويفتح خزائنه للتوقيع مع جالاكتيكوس جديد يخلف كريستيانو رونالدو.
قام بيريز بتدعيم الفريق هذا الصيف بألفارو أودريوزولا والحارسين أندريه لونين وتيبو كورتوا، بالإضافة لفينيسيوس جونيور، وهي بكل تأكيد صفقات للمستقبل ولن يكون لها اليد العليا في تحقيق الألقاب.
ومع اقتراب غلق سوق الانتقالات الصيفية في أوروبا سيكون أمام بيريز مجموعة من المهاجمين المميزين المتاحين في السوق مثل إيدين هازارد وروبرت ليفاندوفسكي وماورو إيكاردي، بجانب البحث عن مدافع جيد.
قد يعجبك أيضاً



