Reutersانتهت مغامرة أوناي إيمري المدير الفني لباريس سان جيرمان سريعا مع الفريق الفرنسي بعد موسمين فقط من توليه المسؤولية، ليترك منصبا يسيل له لعاب الكثير من مدربي القارة العجوز.
وبقدوم إيمري إلى القلعة الباريسية، كانت هناك آمال كبيرة معقودة عليه لنقل تفوق الفريق على المستوى المحلي إلى الصعود على منصات التتويج الأوروبية مثلما نجح في قيادة إشبيلية لحصد لقب الدوري الأوروبي 3 مرات.
إلا أن الصدمات توالت على رأس المدرب الباسكي داخل جدران النادي الباريسي، حيث يستعرض "كووورة" في هذا التقرير العوامل التي عجلت برحيل أوناي إيمري عن صفوف سان جيرمان عقب نهاية الموسم الجاري.
مفاجأة موناكو
حضر أوناي إيمري إلى باريس، والفريق يحتكر كل البطولات المحلية تحت قيادة كارلو أنشيلوتي ثم لوران بلان، إلا أن المدرب الباسكي بدأ موسمه الأول بصدمة محلية، حيث فقد بي إس جي البطولة الأهم، ليدخل المدرب دائرة الضغوط في وقت مبكر للغاية.
وفاجأ موناكو الكثيرين، وكسر شوكة الفريق العاصمي حيث انتزع لقب الدوري للمرة الثامنة في تاريخه والأولى له بعد غياب دام 17 عاما بفريق شاب كونه المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم، وأنعش خزينة فريق الإمارة بما يقرب من نصف مليار يورو في صيف 2017 نظير بيع بينامين ميندي، برناردو سيلفا، فالير جيرمان، تيموي باكايوكو وكيليان مبابي.
صداع نيمار
اكتفى إيمري بلقبي كأس الرابطة وكأس فرنسا، لتدعمه إدارة النادي الباريسي بصفقات من العيار الثقيل، أبرزها داني ألفيس، ثم الثنائي نيمار جونيور وكيليان مبابي اللذين كلفا خزينة بي إس جي أكثر من 400 مليون يورو، سعيا لتحقيق الحلم الأكبر بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
كون نيمار ومبابي مع إدينسون كافاني ثلاثيا هجوميا ناريا ابتلع الخصوم في البطولات المحلية، إلا أن نجم برشلونة السابق كان بمثابة الصداع في رأس أوناي إيمري، حيث أثار أكثر من مشكلة داخل صفوف الفريق.
وكانت أبرز مشكلاته التصارع مع كافاني على تسديد ركلات الجزاء، مما هز صورة إيمري أمام وسائل الإعلام التي بدأت تتحدث عن ضعف شخصية المدرب وعدم قدرته على التعامل مع نجوم الفريق وإظهار العين الحمراء تفاديا لمثل هذه النوعية من الأزمات.
كابوس دوري الأبطال
قال أوناي إيمري في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه رحيله عن قيادة الفريق الباريسي، إن التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا هو الهدف الأكبر لمشروع رئيس النادي ناصر الخليفي ومديره الرياضي أنتيرو هنريكي.
وطوال توليه مسؤولية سان جيرمان، قاد الفريق في 109 مباريات، فاز في 86 وتعادل 12 وخسر 11 مرة، منها 3 مباريات بمثابة الكابوس الذي لن يفارق ذكريات أوناي إيمري في باريس.
ففي الموسم الماضي، فجر سان جيرمان مفاجأة مدوية بالفوز على برشلونة 4-0 في حديقة الأمراء، إلا أنه كان ضحية "ريمونتادا" تاريخية للفريق الكتالوني الذي رد بالفوز 6-1 في كامب نو، لتتصدر مشاهد حسرة الخليفي وانكسار أوناي إيمري ولاعبيه مختلف وسائل الإعلام في العالم، بعد الخروج من دور الـ16.
وفي نفس المرحلة هذا الموسم، كانت الطموحات أكبر رغم اصطدام بي إس جي بريال مدريد حامل لقب دوري الأبطال في الموسمين الماضيين، مع وجود ثلاثي هجومي ناري وفريق اكتسح كل من واجهه حتى فبراير/شباط الماضي.
لكن الصدمة كانت أكبر، والإخفاق أكثر ألما من الموسم الماضي، حيث خسر إيمري ولاعبوه ذهابا وإيابا، ليخرج العملاق الباريسي غير مأسوف عليه، ويكتفي مدربه بحفنة ألقاب محلية لم تكف لإنقاذ رقبته من حبل المشنقة في عاصمة النور.



