EPAيتذكر عشّاق ريال مدريد كيف ساهمت سياسة المداورة، التي اتبعها زين الدين زيدان، في فوز الفريق بلقب الدوري الإسباني الموسم الماضي، حيث حصل معظم اللاعبين على فرصة إبراز قدراتهم سواء كأساسيين أو بدلاء، ليساعدوا الميرينجي على تقديم واحد من أفضل مواسمه في السنوات العشر الأخيرة.
واصل زيدان اللجوء لمبدأ المداورة هذا الموسم، بيد أن النتائج لم تكن بالصورة المطلوبة، حيث يبتعد الفريق الملكي حاليًا عن المتصدر برشلونة بفارق 11 نقطة، علمًا بأنه يملك مباراة مؤجلة.
ما الذي تغير عن الموسم الماضي؟ أمور عديدة، فالتشكيلة لم تعد عامرة بالأسماء اللامعة على مقاعد البدلاء، ما أثر على جودتها وقدرتها على مساندة التشكيلة الأساسية.
ويتحمّل زيدان جزءً كبيرًا من مسؤولية هذا الأمر، لأنه لم يضغط على إدارة النادي للحصول على تعزيزات إضافية، رغم التعاقد مع الظهير الأيسر الفرنسي ثيو هرنانديز، ولاعب الوسط الإسباني الشاب داني سيبايوس.
فقد ريال مدريد خدمات 6 لاعبين يحملون من الخبرة والمهارة ما يجعلهم قادرين على تغيير مجرى المباريات، أولهم المدافع البرتغالي بيبي الذي اختار النادي عدم تجديد تعاقده معه لينتقل إلى بشيكتاش التركي، وتخلى النادي عن ظهيره الأيمن البرازيلي دانيلو الذي انتقل إلى مانشستر سيتي.
وأعار ريال مدريد ظهيره الأيسر فابيو كوينتراو إلى سبورتنج لشبونة، وشعر لاعب الوسط الكولومبي خاميس رودريجيز بأنه لا يحظى بثقة زيدان، فأعير لمدة موسمين إلى بايرن ميونخ، وفي خط الهجوم حصل ريال مدريد على 80 مليون يورو مقابل بيع ألفارو موراتا إلى تشيلسي، كما تخلى عن المهاجم الواعد ماريانو دياز لأولمبيك ليون.
في المقابل، أراد ريال الاستفادة من عودة 3 من لاعبيه المعارين الشبان، أبرزهم المدافع خيسوس فاييخو الذي قدم أداءً جيدًا في المباريات القليلة التي شارك فيها هذا الموسم، إضافة إلى لاعب الوسط ماركوس يورنتي والمهاجم بورخا مايورال، كما عوّض زيدان رحيل دانيلو من خلال تصعيد المغربي أشرف حكيمي للفريق الأول.
اعتبر زيدان أن هرنانديز وتصعيد حكيمي، لاعبان أكثر جودة من كوينتراو ودانيلو، كما يتفهّم الجمهور رغبته في منح فاييخو الفرصة في عمق الدفاع، ويعتبر سيبايوس بديلا لا بأس به لرودريجيز في وسط الملعب، خصوصًا على المدى البعيد، إلا أن خيارات المدرب في خط الهجوم لم تنل إعجاب الكثيرين، في الوقت الذي أحرز ماريانو دياز 13 هدفًا في الدوري الفرنسي.
الإصابات أثّرت على الفريق منذ بداية الموسم، حيث أن غياب ماتيو كوفاسيتش، قلّص من خيارات زيدان في خط الوسط، والحال أيضًا ينطبق على الجناحين في ظل الإصابات المتكررة للويلزي جاريث بيل، كما تعرض الظهير الأيمن الأساسي داني كارفاخال لمتاعب صحية، في وقت كان يحتاج فيه حكيمي لفترة أطول لمعايشة اللاعبين والانسجام معهم.
لكن زيدان، لا يبدو مقتنعا حتى الآن بأداء سيبايوس، الذي شارك في 6 مباريات فقط بالدوري، اثنتان منها كأساسي، وينطبق الأمر على يورنتي الذي خاض العدد نفسه من المباريات، ما زاد الحمل على الثلاثي لوكا مودريتش وتوني كروس وكاسيميرو.
ويعتبر بورخا مايورال البديل الوحيد لكريم بنزيما في خط الهجوم، ورغم ذلك شارك في 8 مباريات بالدوري، واحدة منها كأساسي، علمًا بأن بنزيما أحرز هدفين فقط في 12 مباراة لعبها في الدوري، أما خيسوس فاييخو، فجاء إلى ريال مصابًا، ولم يظهر حتى تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فخاض 3 مباريات حتى هذه اللحظة.
من المؤكد أن الاعتماد على المداورة بين اللاعبين يحتاج لتشكيلة متكاملة، ولاعبين بدلاء لا يقلوا جودة عن الأساسيين، ولهذا السبب، فشل زيدان حتى الآن في تكرار نجاح الموسم الماضي، علمًا بأن المداورة في نظر أنصار الفريق، تقتصر على إشراك لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو، على الجناحين لتغطية غياب بيل العائد مؤخرًا من الإصابة.
قد يعجبك أيضاً



