
تحول حلم الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، خلال السنوات العشر الأخيرة، إلى سباق يحتكره الثنائي كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، نجمي ريال مدريد وبرشلونة.
تقاسم ميسي ورونالدو الجائزة 5 مرات لكل منهما، وراح ضحيتهما في هذا السباق عدة نجوم مثل لويس سواريز، وأندريس إنييستا، وأنطوان جريزمان، وويسلي شنايدر ونيمار جونيور، وفرناندو توريس، وتشافي ومانويل نوير.
وظهر في العام الجاري 2018، مرشحا جديدا لنجمي الريال والبارسا، يشكل تهديدًا حقيقيًا لهما على الجائزة، بل حقق أرقاما أفضل نسبيًا منهما، وهو محمد صلاح نجم ليفربول، والفائز بأكثر من 30 جائزة فردية طوال الموسم الجاري، أبرزها أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي بكل الاستفتاءات سواء الجماهير أو النقاد أو اللاعبين، والحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي برصيد 32 هدفا.
كسر صلاح كل التوقعات في أول مواسمه مع الليفر وقاد الفريق لملاقاة ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال، حيث سجل 11 هدفا في 14 مباراة بمشوار فريقه الأوروبي بدءًا من الدور التمهيدي، وإجمالا سجل 44 هدفا وصنع 16 لزملائه في 51 مباراة بكل البطولات.
كل هذه الأرقام دفعت مجلة "فرانس فوتبول"، للتأكيد أن النجم المصري بات مرشحا قويا للمنافسة على الجائزة.
ويتشابه محمد صلاح مع كريستيانو رونالدو في هذا السباق، بأن كل منهما يحاول إنقاذ مشوار فريقه من الخروج خالي الوفاض هذا الموسم، حيث يتصدر الدون لائحة هدافي دوري الأبطال برصيد 15 هدفا في 12 مباراة، وكان ضلعا رئيسيا في وصول الميرينجي للمباراة النهائية في كييف، ويتطلع لحصد البطولة للمرة الثالثة على التوالي، والرابعة بقميص الميرينجي، والخامسة في تاريخه.
وإجمالا سجل رونالدو 44 هدفا وصنع 8 لزملائه في 43 مباراة بكل البطولات، ولكنه غاب عن عدة مباريات هذا الموسم سواء للإيقاف أو إراحته بقرار من زين الدين زيدان.
لكن كل هذه الأرقام المميزة لرونالدو لم تشفع له في الحفاظ على لقب الليجا، الذي عاد مجددا إلى أحضان برشلونة، كما ودع الملكي كأس إسبانيا مبكرا، واكتفى بحصد بطولات كأس السوبر المحلي والأوروبي وكأس العالم للأندية في النصف الأول من الموسم.
أما ليونيل ميسي فحصد جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية للمرة الخامسة بتسجيله 34 هدفا في الليجا، كما قاد البارسا لحصد الثنائية المحلية، وإجمالا سجل 45 هدفا وصنع 18 لزملائه في 54 مباراة بكل البطولات.
إلا أن أحلام ميسي في دوري الأبطال تلقت طعنة قوية في ملعب الأولمبيكو، الذي شهد تتويجه بالكأس ذات الأذنين عام 2009، ولكنه جر أذيال الخيبة هذا العام بالخسارة أمام روما 0-3 وتوديع دوري الأبطال من دور الثمانية، مكتفيا بتسجيل 6 أهداف فقط في 10 مباريات.
ويتوقع الكثيرون أن الفائز بدوري الأبطال في كييف، سيكون الأوفر حظا في انتزاع الكرة الذهبية، إلا أن هناك جولة أخرى في الصيف، حيث يترقب الجميع منافسات كأس العالم، وإمكانية اقتحام مرشح رابع للسباق.
إنه البرازيلي نيمار جونيور، الذي حصد مع فريقه باريس سان جيرمان ثلاثية محلية، ويرشحه الكثيرون لقيادة السامبا لرفع كأس العالم للمرة السادسة مع ترشيحات لا تبدو قوية لمنتخب الأرجنتين، وبعيدة لرونالدو مع منتخب البرتغال.
أما محمد صلاح فيحتاج لتحقيق معجزة مع منتخب مصر في المونديال الروسي، وقد يكون التأهل لدور الثمانية إنجازا كافيا، فهل يحسم صراع الكرة الذهبية في كييف أم سينتظر جولة جديدة في موسكو؟


