تقرير كووورة: بيل وخاميس وجهان لعملة واحدة

دخلت العلاقة بين بين زين الدين زيدان، وجاريث بيل منعرجا حادا في الفترة الأخيرة، إذ فقد الجناح الويلزي ثقله ودوره المهم في الفريق بعد أن أصبح الورقة الثانية أو الثالثة التي يفكر فيها المدرب عند اختيار التشكيلة.

يتهرب المدرب الفرنسي دائما عند سؤاله عن موقف بيل داخل فريقه، خاصة بعد جلوسه على دكة البدلاء في مباراة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، فتارة يتحدث عن أهميته وإمكانياته الكبيرة، وتارة أخرى يطالبه بمواصلة العمل، ولكن الواقع الملموس هو أن اللاعب ابتعد عن اهتمامات المدرب.

مما لا شك فيه أن كثرة إصابات لاعب توتنهام السابق كانت عاملا رئيسيا في ظهور عناصر جديدة في قائمة اهتمامات زيدان في الموسمين الماضيين، مثل لوكاس فاسكيز وإيسكو وأسينسيو، الذين تولوا مهمة سد فراغ بيل، وهو الأمر الذي تطور مؤخرا ليبحث الويلزي عن دور في التشكيلة الأساسية بعد أن أثبتوا جدارتهم في الدقائق التي شاركوا بها.

تلميحات عديدة داخل ريال مدريد، تشير إلى اقتراب مسيرة الدولي الويلزي من النهاية مع الفريق، فبخلاف العديد من التقارير الصحفية التي تؤكد أن الموسم الحالي سيكون الأخير له، لكن طريقة تعامله أصبحت مشابهة إلى حد كبير للطريقة التي رحل بها خاميس رودريجيز بنهاية الموسم الماضي.

منذ أن عاد بيل من الإصابة بعد عدة انتكاسات، تغيرت السياسة التي كانت يتبعها معه زيدان مثلما كان في العامين الماضيين، فبعد أن كان واحد من ضمن ثلاثي الـ" بي بي سي" الذي لا يمس، أصبح يتمنى أن يكمل الـ 90 دقيقة كاملة للمرة الأولى في العام الجديد.

شارك بيل منذ عودته من الإصابة في 10 مباريات، لم يكمل خلالها الـ 90 في أي مباراة، إذ بدأ في التشكيلة الأساسية في 6 مواجهات، وجلس على مقاعد البدلاء في 4، وهو ما يدل على أن هناك تغيرا جديدا قد حدث في قناعات زيدان.

لم يكن الأمر فقط بسبب حرص زيدان على دخول بيل لفورمة المباريات شيئا فشيئا، فمؤخرا صرح بأن نجمه جاهز تماما للمباريات وعليه أن يواصل العمل للمشاركة في قادم المباريات، ولكن من جانبه أظهر الويلزي امتعاضه في أكثر من لقطة، فلم يحتفل مع اللاعبين بالفوز على باريس، بالإضافة لدخوله غرف خلع الملابس مباشرة بعد لقائي ريال بيتيس وليجانيس في إشارة لشعوره بالغضب بسبب موقفه في الفريق.

وتقترب نهاية بيل مع الفريق الملكي، في ظل الثقة العمياء التي أعطاها فلورنتينو بيريز لزيدان، مما جعله يتحكم في عدة قرارات من بينها الصفقات الجديدة ورحيل نجوم الفريق، على عكس ما كان يحدث في الماضي.

تجرأ أفضل مدرب في العالم الموسم الماضي وأطاح بواحد من اللاعبين المفضلين لدى الرئيس، وهو الكولومبي خاميس رودريجيز، فلم يعلن هذا الأمر على الملأ، بل أجلس نجم مونديال البرازيل على دكة البدلاء في فترات مهمة من الموسم أبرزها الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال، التي لم يشارك فيها سوى في مباراة واحدة فقط بالتشكيلة الأساسية، وتفاقمت الأزمة بعدم مشاركته في نهائي كارديف.

وقد يكون سيناريو بيل الحالي هو تكرار لما حدث مع خاميس لكي يبحث عن عروض أخرى، ولكن قد تزداد الأمور صعوبة في تلك الحالة بعدما تعاقد مانشستر يونايتد، الذي كان من أشد المهتمين ببيل، مع أليكسيس سانشيز في الشتاء، بالإضافة لقلة عدد الأندية التي قد تهتم بخدماته بسبب راتبه الضخم، فماذا سيكون مصير النجم الويلزي في ريال مدريد؟