
لا تبدو العداوة بين نجم برشلونة جيرارد بيكيه وريال مدريد أمرا مستغربا، فقد اعتاد مدافع البلوجرانا ألا يفوت فرصة للسخرية من غريمه اللدود، على مدار 12 عاما.
وعلى خلاف غالبية نجوم الفريقين، لا يهادن بيكيه في أمر انتقاد ريال مدريد، بل وفي أحيان كثيرة يقوم بدور البطولة في إشعال فتيل الأزمات وجر نجوم الأبيض لسجالات بلا نهاية.
منشأ العداء
بعد رحلة قصيرة مع مانشستر يونايتد، تلت تكوينه في "لاماسيا" عاد بيكيه إلى برشلونة مع بداية عهد جوارديولا الذهبي (2008-2009) ليعاصر حقبة التفوق والنتائح الكبيرة على الغريم التقليدي.
وربما يكون لسجل انتصاراته الكبيرة في تلك الفترة الأثر الأكبر في غرور مدافع البارسا، أمام غريمه، دون إغفال أصوله، ومواقفه السياسية بشأن استقلال إقليم كتالونيا، التي تفسر جانبا مهما من تلك القصة.
لعب بيكيه ضد ريال مدريد 37 كلاسيكو، حتى الآن، بإجمالي 18 انتصارا، بينما خسر 10 لقاءات، وتعادل 9.
كما مثّل اللاعب ريال سرقسطة في مباراتين ضد الريال (خسر مرة وتعادل أخرى) بموسم 2006-2007، خلال إعارته من مانشستر يونايتد.
وكان أول كلاسيكو يشارك فيه بيكيه أساسيا ضد الريال في 2 مايو/ أيار 2009، وحينها فاز البارسا 6-2، في سانتياجو برنابيو.
فتيل الحرب
يتطوع بيكيه دائما بالهجوم على ريال مدريد ونجومه، وقد كان صاحب البداية في هذا الجدل، عندما سخر من الريال في احتفال برشلونة بالثلاثية نهاية موسم 2008-2009.
لاحقا تزايدت حدة تلك المواجهات، حين استلم سيرجيو راموس، نجم الريال، الدفة، وسخر من بيكيه في مؤتمر صحفي لمنتخب إسبانيا (أكتوبر/ تشرين الأول 2010).
واستغل راموس في المؤتمر سؤالا وجهه أحد الصحفيين لبيكيه باللغة الكتالونية، فسارع للسخرية من لاعب برشلونة، وقال: "رُد عليه بالأندلسية"، في إهانة واضحة للكتالونيين.
"لا مانيتا".. إشارة الإذلال!
يبقى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، تاريخا غير منسيّ، إذ اجتمع فيه موعد الكلاسيكو مع الذكرى 111 لتأسيس النادي الكتالوني، وكان أيضا أول كلاسيكو لجوزيه مورينيو مدرب الريال الأسبق.
في النهاية خطف بيكيه كل الأضواء وفوق ذلك غضب جماهير الريال، بعد إشارته الشهيرة بأصابعه الخمسة، المعروفة باسم اليد الصغيرة أو "لا مانيتا"، بعد فوز برشلونة 5-0.
ودائما ما اعتبرت تلك الواقعة مرجعا أساسيا لكراهية جماهير الملكي للاعب، علما بأنه كررها عام 2018، حين فاز برشلونة 5-1.
كلمات لاذعة
لا يتوقف بيكيه عن إطلاق الكلمات اللاذعة نكاية في لاعبي الريال وجماهيره، وأبرز مثال لذلك، ما فعله قبل 6 أعوام، حين استضافة نجم الريال السابق كريستيانو رونالدو المغني الكولومبي الشهير كيفين رولدان، في عيد ميلاده.
وتزامن حفل رونالدو آنذاك مع هزيمة الميرنجي في ديربي مدريد 4-0.
وعقب تتويج برشلونة بالدوري (2014-2015)، غرد بيكيه: "شكرا لك كيفين رولدان، فقد بدأ كل شيء معك".
وكرر بيكيه الأمر مع راموس وأربيلوا وجوتي وغيرهم، في أخذ ورد لم ينقطع لسنوات.
أما آخر فصول هذا الصدام فتمثّل في سخريته من تتويج الريال بدوري الموسم الماضي، ملمحا إلى أمر التحكيم الذي يشير له دائما في حديثه عن انتصارات الريال.
ففي 2 فبراير/شباط الماضي، احتفل بيكيه بعيد ميلاده 34، وغرد بنشر هذا الرقم فقط.
لاحقا رد عليه حساب برنامج "La Resistencia" على تويتر، بصورة احتفال الريال بلقب الدوري 34 (2019-2020)، قائلا: "ماذا تفعل يا بيكيه".
فرد مدافع برشلونة: "لم أكن أعرف أن الهدايا قد تحتسب بطولات للدوري".
والآن، لم تتحدد بعد إمكانية مشاركة العدو اللدود للريال، الذي يصادف أن اسم جده "برنابيو"، في الكلاسيكو المقبل، بعد تعافيه قبل أيام من الإصابة، لكن بلا شك ربما لن ينقطع هجوم بيكيه على المدريديين حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.



