EPAيُعد كلاسيكو قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، أحد أهم المواجهات التي جذبت الجماهير من جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، إن لم تكن الأهم على الإطلاق.
وبخلاف الندية بين اللاعبين على أرض الملعب، يوجد صراع سياسي، حيث يُمثل ريال مدريد القومية الإسبانية، بينما برشلونة يُمثل إقليم كتالونيا والذي سعى مرارا وتكرارا للانفصال عن الدولة الإسبانية.
وأقيمت 244 مواجهة رسمية بين الفريقين في مختلف المسابقات، حقق الريال 96 انتصارا، وهو نفس عدد انتصارات البارسا، وحسم التعادل 52 مواجهة، في دليل واضح على قوة الصراع بينهما.
ويعتلي الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم وقائد برشلونة صدارة الهدافين لمباريات الكلاسيكو بـ18 هدفا.
ويرصد كووورة في السطور التالية تاريخ العداء الطويل بين عملاقي الكرة الإسبانية وأسبابه الحقيقية.
عداء سياسي
في بداية الثلاثينيات، ومع تطور برشلونة كرمز للهوية الكتالونية، أصبح النادي مُعارضا لفرانسيسكو فرانكو الذي قام بانقلاب على الجمهورية الإسبانية الثانية الديموقراطية، وتم القبض على رئيس البارسا وقتها جوسيب سونيول وتم إعدامه دون محاكمة.
ومنذ ذلك الحين أصبح برشلونة على رأس قائمة المنظمات التي يسعى فرانكو لتطهيرها، ولذلك أطلق النادي شعاره (أكثر من مجرد نادٍ).
وبالنسبة لمعظم الكتالونيين، فإن ريال مدريد هو نادي الدولة، على الرغم من أن رئيس الميرنجي رافائيل سانشيز جويرا قد عانى أيضًا على يد أنصار فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية.
إهانة تاريخية
من أبرز المباريات في تاريخ الكلاسيكو، مواجهة نصف نهائي كأس الجنرال (كأس الملك حاليًا)، موسم 1942-1943 والتي فاز بها الميرنجي بنتيجة (11-1).
وكان برشلونة قد فاز بثلاثية نظيفة في الذهاب، قبل أن يخسر بنتيجة ثقيلة في الإياب، بقرار من الجنرال فرانكو المُتعصب لريال مدريد، والذي تدخل بين شوطي المباراة، حيث أرسل قوات من الشرطة لغرفة برشلونة لتهديد اللاعبين بالسجن لهم ولعائلاتهم حال التأهل وفقًا للصحف الكتالونية.
وأيضًا من ضمن الآراء الكتالونية، صحيفة "موندو ديبورتيفو" التي أفادت أنها هزيمة فنية وليست سياسية، وأن دفاع البارسا انهار تماما في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، رغم أن البعض أكد أن الإعلام الكتالوني وقتها كان يخشى بطش الجنرال.
وفي الرواية المدريدية، فإن جماهير برشلونة بحثت عن المبررات لهذه النتيجة الثقيلة، وأنه طالما تدخل الجنرال في نصف النهائي، فلماذا لم يتدخل في النهائي ليحصل الريال على اللقب والذي خسره أمام أتلتيك بيلباو؟
ويوجد نتائج أخرى عريضة، منها انتصار الريال (8-2) عام 1935، وفوز البارسا (7-2) عام 1950، وآخر انتصار عريض في تلك المواجهات كان عام 2010 حين فاز البلوجرانا بخماسية نظيفة.
صراع الصفقات
اشتعل التنافس في الخمسينات، وخاصًة بعدما تعاقد ريال مدريد مع ألفريدو دي ستيفانو بعد أزمة كبيرة مع برشلونة، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من النجاح الذي حققه الميرنجي، حيث سجل هدفين في أول كلاسيكو له ضد برشلونة.
وقاد دي ستيفانو ريال مدريد لتحقيق أول 5 ألقاب أوروبية في تاريخهم، ليكون ضمه إلى الملكي ضربة موجعة للغريم الكتالوني.
ومع بداية الألفية، وجه المرشح الرئاسي فلورينتينو بيريز ضربة جديدة لبرشلونة، بضم نجم البارسا آنذاك لويس فيجو، ليحظى بدعم المدريديين في الانتخابات للفوز بمقعد الرئاسة، وهو ما حدث بالفعل، وقام بعدها بصفقات أطلق عليها "جالاكتيكوس".
لحظات نادرة
رغم الندية التي يشتهر بها الكلاسيكو، لكن يوجد لحظات تظل عالقة في أذهان الجماهير، وأبرزها تصفيق جماهير برشلونة للوري كانينجهام لاعب ريال مدريد عام 1980.
أما جماهير الريال فصفقت لـ3 لاعبين من برشلونة وهم دييجو مارادونا عام 1983 في إياب نهائي الكأس، ورونادينيو في 2005 بعدما سجل هدفين في الانتصار بثلاثية نظيفة، وأخيرًا إنييستا عام 2015، خلال الفوز برباعية نظيفة.




