تقرير كووورة: إبراهيموفيتش.. قنبلة موقوتة في ميركاتو ميلان

ما بين التأكيد والنفي تدور الشائعات حول ميركاتو ميلان، والتي تربط الروسونيري بالتعاقد مع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم لوس أنجلوس جلاكسي، في يناير/كانون الثاني المقبل.

ورغم أن مينو رايولا، وكيل إبرهيموفيتش، خرج ليتحدث عن أنه لا توجد مفاوضات حالية بشأن عودة اللاعب إلى ميلان، إلا أن تصريحات مدرب الروسونيري جينارو جاتوزو، ومدير التطوير الإستراتيجي باولو مالديني تشير إلى وجود اهتمام بالنجم السويدي خلال الميركاتو الشتوي.

تاريخ وقدرات إبراهيموفيتش، قيمة ثابتة لا يمكن المساس بها، ولكنها لا تعني أن اللاعب السويدي سيكون الصفقة المثالية لميلان هذا الموسم، إنما على العكس قد يكون ضرر التعاقد معه أكبر من المكسب، وهو ما نستعرضه في التقرير التالي:

خطة جاتوزو

التعاقد مع لاعب مهم في الشتاء أمر يكون هدفه الأول خدمة خطة المدير الفني للفريق، ومنحه قطعة مفقودة في التشكيل، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على ارتباط إبراهيموفيتش بميلان.

خطة جاتوزو الأساسية منذ انطلاقته مع ميلان في الموسم الماضي كانت مبنية على اللعب بمهاجم واحد في أكثر من 90% من المباريات، وهو الأمر الذي استمر في الموسم الحالي، ولم يفكر المدرب في تغييره عندما يصبح المهاجم البديل (باتريك كوتروني) في قمة توهجه.

يلجأ جاتوزو إلى اللعب بمهاجمين فقط عندما يكون متأخرًا في النتيجة خلال الشوط الثاني من أي مباراة، ويحول طريقة لعبه إلى الاعتماد المباشر على الكرات العرضية، وبالتالي يحتاج إلى تواجد مهاجمين معًا داخل منطقة الجزاء لمدة 15 أو 20 دقيقة.

ثنائية صعبة

إذا فكر جاتوزو في تغيير طريقة اللعب إلى الدفع بمهاجمين سواء بالتحول إلى 4-4-2 أو 3-5-2 أو 4-3-1-2، فمن الصعب أن تكون ثنائية هجوم ميلان مكونة من جونزالو هيجواين وإبراهيموفيتش، وذلك لعدة أسباب.

في البداية عامل السن سيكون العائق الأكبر، حيث سيجد جاتوزو صعوبة في منح أحد المهاجمين مهامًا دفاعية، سواء بالضغط على دفاع المنافس أو العودة إلى وسط ملعب الروسونيري للتغطية أمام أحد الظهيرين، كما يحدث مع الشاب كوتروني.

العقبة الثانية تتمثل في تشابه القدرات بين إبراهيموفيتش وهيجواين فكليهما تبرز خطورته أكثر داخل منطقة الجزاء، وبالتالي من الصعب أن يتم منح أحدهما دور المهاجم الثاني الذي يعود أكثر إلى الخلف لتسلم وتسليم الكرة، وأحيانًا قد تبدأ من عنده الخطورة في الهجمات المرتدة، عن طريق الانطلاق بالكرة.

 دور الرجل الثاني

منذ سطوع شمس إبراهيموفيتش في القارة الأوروبية، وهو يرفض دور الرجل الثاني، فهو النجم الأول لهجوم فريقه دائمًا، ولا تتوافق شخصيته مع الجلوس على مقاعد البدلاء في انتظار الحصول على فرصة للمشاركة.

وعندما وجد إبراهيموفيتش نفسه في دور الرجل الثاني ضمن كتيبة جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد خلال الموسم الماضي، قرر الرحيل فورًا إلى الدوري الأمريكي، ولم يقبل بالجلوس احتياطيًا للبلجيكي روميلو لوكاكو.

تألق "البيبيتا" والمقابل الكبير الذي يدفعه ميلان للاعب من الصعب أن يجعلا جاتوزو يفكر في وضعه على مقاعد البدلاء، وبالتالي سيكون ميلان مجبرًا على منح النجم السويدي الدور الذي يكرهه طوال مسيرته (الرجل الثاني).

قتل طموح كوتروني

من أكثر المخاطر التي تهدد ميلان في حالة إتمام التعاقد مع إبراهيموفيتش، هي قتل طموح المهاجم الشاب باتريك كوتروني الذي اقتنع بأداء دور الرجل الثاني خلف هيجواين، وبالتالي فهو ينتظر بشغف الدقائق القليلة التي يحصل عليها، من أجل التألق وإحراز الأهداف.

وجود هيجواين وإبراهيموفيتش معًا في قائمة ميلان يعني أن كوتروني سيتحول إلى المهاجم الثالث، وبالتالي فإن فرصه في الحصول على مساحة كافية للتألق ستكون محدودة للغاية.