تقرير: فان غال و "شجاعة" تصعيد ابرز المواهب

تعتبر مرحلة تدريب المدير الفني الهولندي لويس فان غال في مانشستر يونايتد أكثر فريق حاز لقب الدوري الانجليزي لكرة القدم سلبية من ناحية النتائج، الهولندي قد يعيش موسمه الاخير مع الشياطين الحمر في ظل الشائعات التي تضع البرتغالي جوزيه مورينيو كخليفة له على مقاعد بدلاء "اولد ترافورد"، وفي حالة رحيله فبإمكاننا القول ان فترته مع احد اعرق الاندية الانجليزية كانت فاشلة.

ولا يزال فان غال يأمل في ان يصل الى المربع الذهبي لكأس انجلترا في ويمبلي، الشياطين الحمر سيلعبون مبارة اعادة امام وست هام بعد التعادل في "اولد ترافورد" الاسبوع الماضي، وهو الامل الوحيد المتبقي ليخرج فان غال بلقب مع الشياطين الحمر.

كان مانشستر يونايتد ثاني الاندية الانجليزية الاكثر انفاقا في سوق الانتقالات الصيفية الماضية بعد جاره السيتي، لاعبين امثال ممفيس ديبار، وشنايدرلين ودارميان وشفاينشتايجر ومارسيال وروميرو كلفوا خزائن النادي حوالي 181 مليون يورو. 

ومع الخروج من دوري الابطال وكأس الاتحاد الانجليزي وتقريبا توديع لقب البريميير ليج، يأمل الهولندي على الاقل قيادة الفريق الى المركز الرابع في الدوري للتأهل الى دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل ويعول في ذلك الاعتماد على لاعبين شباب، ومع متوسط اعمار في التشكيلة الاساسية يصل الى 25 عاما.

ربما لن يترك الهولندي بصمة كبيرة في مانشستر يونايتد من ناحية الالقاب، ولكن من ناحية اخرى فمع مرور السنوات سيدرك البعض "الارث" الذي سيتركه الهولندي على ملعب "اولد ترافورد" كما كان الحال في اياكس امستردام وبرشلونة وبايرن ميونيخ.

وخلال الآونة الاخيرة اثارت مشاركة ماركوس راشفورد ذو الـ18 ربيعا حديث كل الاوساط الانجليزية، اللاعب الشاب قاد الفريق للاطاحة بالجار اللدود مانشستر سيتي في عقر داره، واختاره فان غال ليحل محل المصاب واين روني وفي مباراة مهمة مثل ديربي مانشستر.

اعتماد فان غال على المواهب الشابة ليس جديد، واثبت ذلك في العديد من الاندية التي دربها وكل تلك المواهب التي اعطاها فرصة وصلت الى القمة في كرة القدم وتعتبر حاليا من الافضل في مراكزها.

- 14 ناشئ تم تصعيدهم مع مانشستر يونايتد وراشفورد الابرز

خلال موسمين مع الشياطين الحمر اعطى فان غال الفرصة للعديد من اللاعبين الشباب، 6 في موسمه الاول و8 في موسمه الثاني، وبعضهم ينتظره مستقبل كبير مثل لينغارد واندرياس بيريرا وفاريلا او المتألق راشفورد.. وسيترك الهولندي الطريق مفتوح لخليفته والذي سيجد لاعبين جاهزين من كل النواحي سواء الفنية والذهنية او التكتيكية.

- ابناء النادي صنعوا امجاد فان غال مع اياكس

خلال العام 1991 تم تعيين لويس فان غال لتدريب اياكس امستردام، الهولندي كان مساعدا لبينهاكر في موسمين (1989-1990 و1990-1991)، وتمكن انذاك رفقة بينهاكر من ايقاف هيمنة ايندهوفن مع المدرب غوس هيدينك ونجم الفريق روماريو اذ تمكن "بي اس في" من تحقيق 4 القاب دوري بشكل متتالي.

وبعد رحيل بينهاكر لتدريب ريال مدريد، فضل النادي الابقاء على مساعده وهو لويس فان غال، وانذاك خرج تون هونسون رئيس النادي بتصريح مثير قائلا: "لقد وقعنا مع فان غال لأننا نحب الأشخاص المتعجرفين، واياكس ايضا ناد متعجرف قليلا".

وخلال موسمه الاول قاد اياكس لتحقيق كأس الاتحاد الاوروبي، وفي ذلك الموسم كان فان غال يدير فريق معدل اعماره يصل الى 22 عاما، ووجد في الفريق لاعبين كانوا قد أثبتوا انفسهم من قبل (داني بليند وجوني فانت شيب ودينيس بيركامب) ولكن الاغلبية كانوا بحاجة الى التطوير، وابرزهم فرانك دي بوير ومايكل ريزيجر وادوين فان دير سار.

وفي تجربته الاولى كمدرب رئيسي، اظهر فان غال انه ليس فقط من افضل المدربين تكتيكيا بل ايضا في تصعيد المواهب، واعطى الفرصة في اياكس لكلارينس سيدورف وايدجار دافيدز بالاضافة الى باتريك كلويفرت، الاخير قاد اياكس لتحقيق دوري ابطال اوروبا العام 1995 في النهائي ضد ميلان بتسجيله هدف الفوز وهو في سن الـ18 فقط.

ولم يبرز فان غال فقط في تصعيد الشباب بل ايضا في تطوير آخرين الذين لم ينشأوا في اياكس، مثل النيجيري فينيدي ومواطنه نوانكو كانو او الفنلندي ليتمانين.

- فان غال وضع الحجر الاساس لابرز مواهب لاماسيا

خلال فترته مع برشلونة بين 1997 و 2000، المدرب الهولندي وصل الى الكامب نو لقيادة برشلونة لتحقيق لقبه الثاني في دوري الابطال، وخلال تقديمه شدد على اهمية تحقيق اللقب الاوروبي ولكن مع لاعبين نشأوا في النادي.

وبالفعل تمكن فان غال في 3 مواسم من تصعيد مواهب عديدة مثل كارليس بويول وتشافي هيرنانديز وفيكتور فالديز، وايضا حينما آخذ زمام الفريق في موسم 2002-2003 قام بتصعيد اندريس انييستا ولاعبين آخرين بارزين مثل تياجو موتا وبيبي رينا.

ورغم ان فان غال تلقى انتقادات لاذعة من وسائل الاعلام الاسبانية حيث لم يتمكن من تحقيق اللقب الاوروبي، الا انه ترك بصمة كبيرة في النادي الكتالوني ونفس اللاعبين الذين قام بتصعيدهم قادوا البلوجرانا لتحقيق دوري الابطال في 4 مناسبات (2006 و2009 و2011) علما بأن انييستا أضاف اللقب الشخصي الرابع له الموسم الماضي.

- فان غال انهى فترة الجفاف في البايرن واعاد الحياة للاكاديمية

درب لويس فان غال عملاق المانيا بايرن ميونيخ بين عامي 2009 و2011، وبالفعل الهولندي حقق لقب البوندسليجا والكأس وكان على بعد خطوة واحدة من تحقيق ثلاثية تاريخية لو لا تألق "انتر مورينيو" في 2010 وخطف لقب دوري ابطال اوروبا في نهائي العاصمة الاسبانية مدريد.

في فترته مع البايرن عاد فان غال ليظهر شجاعة كبيرة بإعطاء الفرصة للناشئين وهو امر افتقده النادي البافاري قبل وصول المدرب الهولندي، ومع فان غال تم تصعيد توماس مولر وبادشتوبر، بالاضافة الى توني كروس (تمت اعارته بعدها لباير ليفركوزن)، وايضا كان الهولندي احد اسباب تألق دافيد الابا والذي منحه فرصة اللعب مع البايرن وهو في سن الـ17 عاما.

وقد تمكن فان غال من صناعة فريق كبير في البايرن، ليس فقط من ناحية اعطاء الفرصة للشباب بل ايضا لتطوير ابرز اللاعبين، الهولندي كانت له بصمة كبيرة في مسيره باستيان شفاينشتايجر اذ قام بتغيير مركزه من جناح الى لاعب خط وسط ارتكاز، ونفس الشيء مع الابا الذي كان لاعب خط وسط وغيره الى ظهير ايسر.

وفي الاخير، فربما قد يكون اسلوب فان غال التدريبي اصبح قديما، وهو ما يؤدي الى عدم تحقيقه نجاح كبير من ناحية الالقاب مقارنة بمدربين آخرين مثل جوزيه مورينيو او بيب جوارديولا، ولكن ما هو مؤكد فإن الهولندي يثبت في كل مكان يمر فيه انه احد افضل المدربين على مر التاريخ في اعطاء الفرصة للاعبين الشباب وتطويرهم.