تركة جوارديولا تدعم فرص نجاح أنشيلوتي في بايرن ميونيخ

دخل كارلو أنشيلوتي المدير الفني الجديد لبايرن ميونيخ، إلى مكتبه داخل مقر البافاري في اليوم الأول له، ليجد رسالة من سلفه بيب جوارديولا، كتب فيها "أتمنى لك النجاح يا كارلو".

وهي الرسالة التي تسببت في طرح تساؤل آخر، "هل ترك جوارديولا لأنشيلوتي ما يضمن له النجاح مع بايرن ميونيخ؟"

قائمة لاعبين تقدر قيمتها بـ610 مليون يورو، و4 صفقات جديدة، وفريق مرعب نفسيا لخصومه حصل على 7 ألقاب في الثلاث سنوات الأخيرة والتي قضاها مع جوارديولا، هي تركة أنشيلوتي الجديدة، والقادرة على خدمة فكره وطموحه دون أدنى شك.

استراتيجية مفضلة

أنشيلوتي أعلن فور توليه القيادة الفنية لبطل الدوري الألماني، عن رغبته في الاستمرار على النهج الهجومي الذي سار عليه جوارديولا مع بايرن، لمواصلة حصد البطولات.

ولذلك، بات واضحا أن أنشيلوتي سيعتمد على خطته الهجومية المفضلة "الجوهرة".

طريقة لعب 4-1-2-1-2، اعتمد عليها أنشيلوتي مع كل الفرق التي دربها بلا استثناء، بل أنه اعتمد عليها لصنع فريق مرعب لميلان خلال الفترة من 2001 إلى 2009.

ما الذي يحتاجه أنشيلوتي ليعتمد على طريقة لعبه المفضلة؟

أولا، يحتاج للاعب متميز قادر على إمداد خط الهجوم المكون من ثنائي ناري هو روبرت ليفاندوفسكي وتوماس مولر بالكرات، ويمتلك قدر من المهارة تجعله مراوغ جيد يستطيع دائما الهروب من الرقابة اللصيقة، هل يتوفر هذا اللاعب في بايرن ميونيخ؟، نعم وليس واحدا فقط بل 4.

أولهم هو ريناتو سانشيز، الصفقة البرتغالية الجديد للبافاري، والذي فاز منذ أيام مع منتخب بلاده بكأس أمم أوروبا، في ظل مساهمة فعالة منه، لاعب قال عنه وتد الوسط الإسباني تشابي ألونسو: "أريد التعلم منه".

مجهود بدني خارق، وسرعة كبيرة، مع مهارات متوفرة، تجعل من ريناتو سانشيز أحد أهم الأسلحة المستقبلية للبافاري.

ثانيهم هو ماريو جوتزة، الذي قد يعيد أنشيلوتي اكتشافه بعد سنوات من الجلوس على مقاعد البدلاء مع جوارديولا، وثالثهم أرتورو فيدال الذي أجاد في هذا المركز مع منتخب تشيلي خلال كوبا أمريكا الأخيرة، ورابعهم الموهبة الإسبانية تياجو ألكانتارا.

ثانيا، تعتمد طريقة اللعب تلك في الأساس على قدرات محاور الارتكاز العالية، والقدرات الدفاعية العالية للجناحين المطالبين دائما بالضم على وسط الملعب لفرض "كماشة" على الخصم في حالة فقدان الكرة.

قائمة بايرن ميونيخ متخمة بمحاور الارتكاز بداية من تشابي ألونسو مرورا بجوشوا كيميتش وخابي مارتينيز والصاعد بقوة في هذا المركز نيكلاس دوريتش، نهاية بالجوكر فيدال الذي يجيد في الأساس بهذا المركز.

أما عن الجناحين، فمع عودة دوجلاس كوستا من الإصابة مع وجود أريين روبن وفرانك ريبيري والقادم من يوفنتوس بقوته البدنية الهائلة على سبيل الإعارة، كينجسلي كومان، سيجد أنشيلوتي من الأجنحة ما يمكنه من اللعب بخطته التي يفضلها.

ثالثا، في خطة أنشيلوتي، يكون ظهيري الجنب مطالبين دائما بالهجوم، لمنح الفريق التوازن المطلوب بين الهجوم على الأطراف ومن العمق.

ومع وجود فيليب لام بعرضياته المتقنة، وديفيد ألابا بميوله الهجومية الطاغية على فكره الدفاعي، لن يجد أنشيلوتي أي صعوبة في توفير الظهيرين المناسبين لخطته.

الصفقة الفارقة

تحدثنا عن 3 صفقات من أصل 4، أبرمهم جوارديولا، قادرة على دعم فكر وخطط أنشيلوتي، ولكن ماذا عن الصفقة الرابعة والفارقة في تركة جوارديولا التي ورثها كارلو، والتي تعد حلا سحريًا رائعًا للبافاري.

فرغم القائمة المتخمة بالنجوم، ظل مركز قلب الدفاع صداعًا في رأس جوارديولا مع البافاري، تارة يعالجه بالاعتماد على ثلاثي في خط الدفاع، وتارة أخرى بإشراك مارتينيز أو فيدال بجانب جيروم بواتنيج.

بواتينج ظل لسنوات يحمل مسؤولية دفاع بايرن ميونيخ على كاهله في ظل انخفاض مستوى بادشتوبر، وبدون شك هو الآن سعيدا بانضمام ماتس هوميلز من بوروسيا دورتموند.

وجود بواتينج بمستواه المبهر الذي قدمه مع ألمانيا في يورو 2016، مع هوميلز الذي يعد من أفضل مدافعي العالم في الوقت الحالي، سيشكل حائط صد منيع، أمام العملاق مانويل نوير، ما يضمن قوة دفاعية رهيبة للبافاري.