%20(1)kooora.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=1400)
لولا موزمبيق ما كنا هنا، لولا إصرار لاعبيها على تحقيق "ريمونتادا" شبه إعجازية لما واصل الفراعنة مشوارهم في كأس أمم أفريقيا، لكنه بصراحة تأهل مخزٍ، لا يليق بتاريخ المنتخب الأكثر تتويجًا باللقب.
شكرًا منتخب موزمبيق الذي طبّق الـ"فير بلاي" كما يجب ولعب حتى الثانية الأخيرة لينتزع تعادلًا قاتلًا من غانا، صحيح أنه لم يغيّر مصيره في البطولة، لكنه تعادل قد يبقى عالقًا في الأذهان حال تمكن المنتخب المصري من التتويج في النهاية.
3 مباريات دون انتصار مع استقبال 6 أهداف في دور المجموعات، هي أرقام تعيدنا 34 عامًا إلى الوراء، عندما ودّعنا نسخة 1990 بلا نقاط.
لكن التأهل - بأي طريقة - لا يمكن أن ينسينا أخطاء الجهاز الفني للمنتخب، أو كوارث المدافعين، أو حتى رعونة المهاجمين أمام المرمى، وهي كلها أمور رسمت ملامح الأداء المصري في 3 مباريات للنسيان، باستثناء لقطات مضيئة نتيجة اجتهادات فردية من بعض اللاعبين.
أخطأ روي فيتوريا كثيرًا في المباريات الثلاث، لكن القدر منحه فرصة جديدة، ومع ذلك فمواصلة العناد في الأدوار الإقصائية سيعني حتمًا توديع البطولة.
فمثلًا ماذا يرى المدرب البرتغالي في محمد حمدي كي يصر على الدفع به في أول مباراتين أساسيًا، ثم إشراكه كبديل في شوط كامل بالمباراة الثالثة حينما كنا بحاجة للعودة في النتيجة، وهل قدم أحمد فتوح أداءً أسوأ منه في الشوط الذي لعبه ضد الرأس الأخضر؟.
حمدي مثّل ثغرة واضحة في دفاع الفراعنة، واستقبل الفريق أهدافًا من جبهته اليسرى، آخرها تعادل الرأس الأخضر القاتل، كما أنه يسهل مراوغته، ما ظهر في أكثر من لقطة، وإلى جانب ذلك لم يقدم إسهامات هجومية تُذكر.
أتصور أن أحمد فتوح، في أسوأ مستوياته، سيكون أفضل من حمدي، الذي يفتقد خبرة المباريات الدولية، علمًا بأنه يقدم أداءً مميزًا مع بيراميدز في الدوري.
كذلك الإصرار على الدفع بمحمد النني في أول مباراتين كلّف الفريق الكثير، خصوصًا أنه يمكن وصفه بـ"اللاعب الموظف"، لا يحاول الإبداع، ويكتفي فقط باستلام الكرة وتمريرها، وهذه التمريرات إما تكون خاطئة، أو إلى الخلف، ما دفع أحمد حجازي لأن يطلب منه اللعب إلى الأمام في إحدى لقطات مباراة غانا.
وظهر جليًا تأثير مروان عطية عندما شارك بدلًا من النني في مباراة الرأس الأخضر، حيث وصلت دقة تمريراته إلى 98%، كما لعب 7 كرات طولية صحيحة من أصل 8، ليتغير شكل وسط الملعب، وبالتالي أداء الفريق ككل.
فيتوريا أخطأ التقدير أيضًا حين رفض البدء بمحمود حسن "تريزيجيه" في مباراتي غانا والرأس الأخضر، وهو لاعب لا يمكن أن يجلس بديلًا، مع الاحترام لجهود عمر مرموش، الذي جاء تألقه مع فريقه آينتراخت فرانكفورت هذا الموسم في مركز رأس الحربة، وليس الجناح الأيسر.
تريزيجيه أنقذ المنتخب من الخسارة في المباراتين بتسجيله هدفًا وصناعته اثنين، ليبقي على آماله في البطولة. نجم طرابزون، المهدور حقه إعلاميًا، أحدث تأثيرًا ملحوظًا على أداء الفراعنة، ونصّب نفسه نجمًا للفريق في دور المجموعات.
أعتقد أن تريزيجيه ضمن من الآن موقعه في تشكيل المنتخب لمباراة دور الـ16، كونه يحمل آمال الفريق مع غياب محمد صلاح، وأي شيء غير ذلك سيزيد علامات الاستفهام حول فيتوريا.
كذلك لم تكن تغييرات فيتوريا في معظم الأوقات مناسبة، وتكفي الإشارة إلى الدفع بمصطفى فتحي بدلًا من صلاح عند استبداله للإصابة أمام غانا، وتجاهل أحمد مصطفى "زيزو"، أفضل لاعب في مصر، بشكل غريب.
فإذا سألت أي مشجع لمنتخب مصر عن أفضل بديل لصلاح في مركز الجناح الأيمن، لن يتردد أحد في اختيار زيزو، بل إن مدربي الفراعنة حاولوا إيجاد مركز جديد لنجم الزمالك في وسط الملعب للاستفادة من انطلاقاته وتسديداته.
ومن الواضح أن فيتوريا يعاني من مشكلة في اختيار اللاعبين، ففي البداية استبعد ياسر إبراهيم أحد أفضل المدافعين المصريين في الوقت الحالي، قبل أن يضطر لاستدعائه بسبب إصابة أسامة جلال، ومع ذلك لم يدفع المدرب بمدافع الأهلي في أي دقيقة، كي لا يُتهم بالرضوخ للضغط الإعلامي، خصوصًا أن اللاعب كان خارج حساباته من البداية.
وبالحديث عن خط الدفاع، الذي أثار جدلًا حتى قبل بداية البطولة، لا يمكن إغفال تصريح فيتوريا في أحد المؤتمرات الصحفية حين قال إنه استدعى أحمد سامي لأنه "مثل الساعة السويسرية"، لكن الغريب أن مدافع بيراميدز لم يدخل قائمة أي مباراة حتى الآن، ربما اكتشف المدرب لاحقًا أن الساعة "فرز تاني"!.
فيتوريا لا يجب أن يتحمل وحده مسؤولية الظهور بهذا المستوى، فاللاعبون أنفسهم صعّبوا المهمة بالاستهتار بعد التقدم على موزمبيق في المباراة الافتتاحية، ليفرطوا في فوز سهل، كاد يغير مسار المجموعة.
كما أن هناك نجوم يمرون بأسوأ فتراتهم الفنية، وفي مقدمتهم الحارس محمد الشناوي، وثنائي قلب الدفاع أحمد حجازي، ومحمد عبدالمنعم، والثلاثي يمثل أحد أهم أسباب الظهور الباهت للفراعنة حتى الآن.
شعرت بأنه حين قرر المنافسون التسجيل في شباك مصر، سجلوا بسهولة، هذا الأمر تكرر في المباريات الثلاث بسبب الدفاع المصري الهش، الذي عانى من سوء تمركز واضح.
لا أتذكر تصديًا مميزًا للشناوي في المباريات الثلاث، وإصابته أمام الرأس الأخضر فرصة لتألق محمد أبوجبل في سيناريو مكرر من النسخة السابقة، حيث إن حارس البنك الأهلي لن يكون أسوأ مما رأيناه في دور المجموعات.
ويبدو أن أحمد حجازي، الذي يعاني من بطء شديد، لم يستعد لياقته بشكل كامل بعد تعافيه من إصابة الرباط الصليبي، كما أن عامل السن له دور، فهذا ليس نفس المدافع الذي تألق في نسخة 2017 مثلًا.
أما عبدالمنعم فعليه التخلي عن ثقته الزائدة، كي يعود للمستوى المبهر الذي قدمه في بداية مسيرته الدولية مع كارلوس كيروش، وبقميص الأهلي بعد ذلك.
على أية حال، نقطة ومن أول السطر.. المنتخب وصل إلى دور الـ16، وينتظر وصيف المجموعة السادسة، التي تضم المغرب، والكونغو الديمقراطية، وزامبيا، وتنزانيا، لكن المؤكد أن المباراة ستكون صعبة بغض النظر عن هوية المنافس، ولنا في مباراتي موزمبيق والرأس الأخضر عبرة.
قد يعجبك أيضاً



