Reutersأظهر المنتخب السعودي مستوى مميزًا خلال مواجهته الودية أمام إيطاليا، اليوم الإثنين، في سويسرا، ضمن معسكره الإعدادي للمشاركة في مونديال روسيا، رغم الهزيمة بهدفين مقابل هدف.
وتمكن يحيى الشهري من تسجيل هدف مستحق لـ"الأخضر" في الشوط الثاني، بعد أن تقدمت إيطاليا بهدفين عن طريق ماريو بالوتيلي وأندريا بيلوتي.
مرونة تكتيكية
لعب المنتخب السعودي في مباراة اليوم بخطتين مختلفتين على مدار الشوطين، وهو ما يظهر المرونة التكتيكية الكبيرة للمدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، المدير الفني للصقور الخضر.
وبدأ بيتزي المباراة، بالخطة التقليدية المعتمدة على رأس حربة صريح في الأمام هو مهند عسيري، كما أضاف محمد كنو كلاعب ارتكاز ثالث، إلى جوار الثنائي عبد الله عطيف وسلمان الفرج على دائرة المنتصف.
ومن خلال هذه الطريقة ظهر المنتخب السعودي بطيئًا للغاية، إذ اعتمد على الثلاثي عسيري ومن خلفه يحيى الشهري وتيسير الجاسم، لنقل الكرة في ملعب الخصم، لكن الثلاثي افتقد للإيقاع السريع المطلوب لضرب دفاعات إيطاليا المتقدمة، وبالتالي لم يكن هناك شكل واضح للأخضر طيلة الـ45 دقيقة الأولى.
ما حدث في الشوط الأول ليس جديدًا، فهذه الخطة فشلت باستمرار في إظهار قدرات المنتخب السعودي، الذي بدا عاجزًا عن بناء الهجمة والصعود لنصف ملعب إيطاليا.
وسقط عسيري في أحضان بونوتشي ورومانيولي، وقطعت الكرة منه باستمرار وكذلك زملائه، ولم يسددوا أي كرة تقريبًا على مرمى جيانلويجي دوناروما في الشوط الأول.
في الشوط الثاني غيّر بيتزي شكل المنتخب السعودي، ليطبق الخطة التي ينوي اتباعها في المونديال، عندما أخرج مهند عسيري ومحمد كنو، ودفع بفهد المولد وسالم الدوسري، ليلعب الأخضر دون رأس حربة تقليدي.
بهذين التغييرين تحول إيقاع المنتخب السعودي تمامًا، وبدا أكثر سرعة ومباغتة لدفاعات إيطاليا، وشكل الثنائي سالم وفهد خطورة بالغة من خلال الهجمات المرتدة، التي سجل من إحداها الشهري هدفًا بصناعة الدوسري، وكان بإمكان المولد أن يضيف الثاني لولا دوناروما.
سلبيتان للسعودية
لا شك أن المنتخب السعودي تطور كثيرًا خلال الوديات الأخيرة، نتيجة العمل في التدريبات، كما أوضح قائده أسامة هوساوي في تصريحاته عقب المباراة، مع ذلك لا يمكن إغفال نقطتين سلبيتين، ينبغي على بيتزي أن يعمل على علاجهما خلال الفترة المتبقية قبل انطلاق كأس العالم.
النقطة السلبية الأولى التي ظهرت بشكل كبير خلال الشوط الأول، هي عدم وجود عمق دفاعي في وسط الملعب، بسبب خروج لاعب الارتكاز عبد الله عطيف للأمام في أوقات كثيرة، وترك الدفاع السعودي دون غطاء كاف، وهو ما استغله بالوتيلي في كرة الهدف الأول.
وحل هذه النقطة، إما بتثبيت عطيف كلاعب وسط مدافع فقط، وعدم السماح له بلعب أدوار هجومية، أو إضافة عبد الملك الخيبري إلى جواره بدلًا من سلمان الفرج، لا سيما في المواجهات الصعبة التي تتطلب عملًا دفاعيًا أكبر.
أما النقطة السلبية الثانية فتتمثل في المشكلة الأزلية للكرة السعودية وهي العرضيات داخل منطقة الجزاء، والتي سجل منها بيلوتي الهدف الثاني، وكانت سببًا في أكثر من فرصة خطيرة على مرمى العويس
هذه المشكلة قتلت تحليلًا طيلة السنوات الماضية، ويتعين على بيتزي رفع تركيز لاعبيه أثناء العرضيات، خلال التدريبات في الأيام المتبقية من المعسكر، مع إعطاء حراس المرمى تعليمات بالخروج من مرماهم لالتقاطها أو إبعادها.



