تحليل كووورة.. فارق الإمكانيات يحبط طموحات الأهلي أمام ريال مدريد

خسر الأهلي فرصة التأهل لنهائي كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخه، بعد السقوط أمام ريال مدريد (4-1)، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب "مولاي عبد الله" في نصف نهائي البطولة.

وقدم وصيف إفريقيا، بقيادة مدربه السويسري كولر، أداءً جيدًا أمام بطل أوروبا خلال المباراة.. إلا أنها لم تكن كافية لتجنب الخسارة الثقيلة.

انكماش أحمر

بدأ الأهلي المباراة بتعديل خططي، بعد أن تخلى كولر عن طريقته المعتادة 4-3-3، والتي بدأ بها مباراتي أوكلاند سيتي وسياتل الأمريكي.

ولعب كولر، الليلة، 4-2-3-1، بتواجد محمد مجدي "أفشة" كصانع لعب أمام الثنائي عمرو السولية وأليو ديانج، مع عودة ثلاثي الهجوم حسين الشحات ومحمد شريف وأحمد عبد القادر للمشاركة منذ البداية.

في المقابل، ضغط الميرينجي كما هو متوقع، بكامل خطوطه، ونجح في حرمان الأحمر في الخروج بأي هجمة، باستثناء فرصة وحيدة أتيحت لمحمد شريف.

واعتمد كارلو أنشيلوتي على ثنائي هجومي متحرك يضم الثنائي البرازيلي فينسيوس جونيور ورودريجو، مع الاعتماد على تقدم مودريتش وفالفيردي المستمر إلى الثلث الهجومي، إلا أن أسلوب كولر في فرض رقابة فردية من خلال ثلاثي وسط الملعب، سواء على مودريتش من خلال ديانج.. أو كروس الذي تكفل برقابته "أفشة".

انتظار الأخطاء

وضحت نوايا كولر بعد مرور الـ 20 دقيقة الأولى، بالتمركز الدفاعي بشكل كبير في آخر 30 مترًا، وعدم الضغط على لاعبي ريال مدريد في وسط ملعبهم، وانتظار أخطاء التمركز من دفاعات ريال مدريد والتي شكل من خلالها الأهلي خطورة واضحة في الشوط الأول.

في المقابل، هيمن الملكي تمامًا على ملعب اللقاء بفضل قدرة لاعبي وسط الملعب على الفوز بكل الالتحامات واستعادة الكرة بأسرع وقت ممكن، من خلال الرباعي تشواميني وكامافينجا وتوني كروس ومودريتش، الأمر الذي حرم الأحمر من فرصة الخروج من منطقته إلا في كرات قليلة، كاد من خلالها أن يباغت دفاعات الريال.

ورغم تحسن أداء الأهلي بشكل ملحوظ خلال الـ 15 دقيقة الأخيرة من عمر الشوط، إلا أن المهارة الفردية لفينسيوس مكنته من تسجيل هدف التقدم لريال مدريد، مستغلاً خطأ المدافع محمود متولي أثناء عملية بناء الهجمة التي لعب الفريق الإسباني على استغلالها طوال أحداث الشوط.

ورطة كولر

مع بداية الشوط الثاني، وقبل أن ينجح الأهلي في تنظيم صفوفه.. ضاعف ريال مدريد تقدمه بهدف من فالفيردي المندفع دائمًا للمناطق الهجومية، ليلعب حامل لقب دوري أبطال أوروبا بهدوء أكبر، ويضع مارسيل كولر في ورطة.

منح التقدم أريحية أكبر للاعبي الريال، بينما فشل وسط ملعب الأهلي ودفاعه في السيطرة على تمريرات مودريتش الذي لعب بحرية أكبر في الشوط الثاني، مع تراجع مستوى ديانج، بجانب انطلاقات فينسيوس المستمرة في المساحة بين متولي ومحمد هاني.

وحافظ مارسيل كولر على الشكل التكتيكي حتى مع إجراء أول تبديلين بعد 60 دقيقة، بنزول حمدي فتحي وبيرسي تاو بدلاً من شريف وديانج، ليستمر الفريق بطريقة 4-2-3-1.

عودة مستحيلة

نجح حسين الشحات المتألق في الحصول على ركلة جزاء سجل منها علي معلول هدف تقليص الفارق للأهلي، لتتغير معطيات اللقاء مرة أخرى، ويتحرك هجوميًا، ويصبح أكثر شجاعة على أرضية ملعب اللقاء.

وأهدر "أفشة" فرصة محقق لتسجيل التعادل في الدقيقة 68، ترجمت عودة الأهلي القوية لأجواء اللقاء، وحالة الارتباك التي أصابت نجوم ريال مدريد.

تفطن أنشيلوتي لخطورة الأهلي بعد تسجيل هدفه الأول، ليتخلى نسبيًا عن الضغط المتقدم، مع محاولة استعادة السيطرة من خلال التمريرات القصيرة في وسط الميدان.

تغيرت الأمور في الـ 15 دقيقة الأخيرة، وحاول كولر فرض ضغط هجومي على دفاع ريال مدريد، إلا أن خبرات الميرينجي وفارق الإمكانيات الفردية لعبت الدور الأبرز في الدقائق الأخيرة التي سجل خلالها هدفين رائعين حسم به التأهل لنهائي البطولة.