EPAبرعاية
في مباراة إيقاعها أشبه بنبض القلب المتوتر صعودا وهبوطا، امتدت ما يزيد عن 100 دقيقة، تفوق مانشستر يونايتد بنصف قوته على باريس سان جيرمان، في معقله "حديقة الإمراء"، بنتيجة (3-1)، ليتأهل الشياطين الحمر إلى دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا من الباب الكبير.
ولم يستسلم أولي جونار سولسكاير، مدرب المانيو لأزمة الغيابات التي ضربت صفوف فريقه في كل الخطوط، بينما دفع نظيره الألماني توماس توخيل فاتورة الأخطاء الكارثية لخط الدفاع الباريسي، وحارس مرماه المخضرم جيانلويجي بوفون.
ويستعرض كووورة في هذا التقرير أبرز الملامح الفنية التي رسمت التأهل التاريخي للشياطين الحمر.
أهل الثقة
حافظ توخيل على نفس الخطة والتشكيل الأساسي الذي خاض به مباراة الذهاب، بالاعتماد على بوفون في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي تيلو كيرير يمينا وخوان بيرنات يسارا وفي قلب الدفاع تياجو سيلفا وكيمبيمبي، أمامهم ثنائي الارتكاز ماركينيوس وفيراتي، ثم الثلاثي دي ماريا ودراكسلر وداني ألفيس خلف رأس الحربة الوحيد كيليان مبابي.
تفوق الفريق الباريسي في الاستحواذ وصناعة الفرص، ولم يتأثر بصدمة الهدف المبكر الذي سكن مرماه بعد دقيقتين فقط.
إلا أن فاعلية بي إس جي تراجعت كثيرا في الشوط الثاني في ظل التكتل الدفاعي الذي فرضه أولي جونار سولسكاير، كما تأثر الفريق الفرنسي بخروج صانع ألعابه الألماني جوليان دراكسلر، للإصابة.
السكين والدبابة
اعتمد سولسكاير على خطة 4-4-2 بتواجد دي خيا في حراسة المرمى مع استحداث توظيف إيريك بيلي في الجبهة اليمنى بجوار سمولينج ولينديلوف في قلب الدفاع ويسارا لوك شو، وفي الوسط الرباعي أشلي يونج وماكتوميناي وبيريرا وفريد، أمامهم رأسي الحربة روميلو لوكاكو وماركوس راشفورد.
دفاعيا، أتقن المدرب النرويجي إغلاق الجبهة اليمنى بوضع يونج بجوار بيلي للحد من انطلاقات دي ماريا، كما خلق كثافة عددية في العمق ليجد مبابي نفسه محاصرًا بعدد كبير من المدافعين، وتتراجع خطورته على مرمى دي خيا.
بدا سولسكاير أيضا مرنًا في تحويل خطته إلى 5-3-2، كما أعاد أشلي يونج إلى مركز الظهير الأيمن بعد استبدال إيريك بيلي للإصابة في الدقيقة 35، وكان ديوجو دالوت سلاحًا أكثر فاعلية في الانطلاقات الهجومية من يونج.
أما هجوميا، كانت المحاولات الإنجليزية شحيحة للغاية، إلا أن راشفورد كان بمثابة السكين الذي كلما تقدم للأمام تسبب في جرح غائر للدفاع الباريسي، حيث تسبب في الهدف الثاني، وأربك كيرير كثيرًا في الجبهة اليمنى، قبل أن يسجل هدف التأهل في الوقت القاتل من ركلة جزاء ليأتي تتويجا لمجهوده الوفير.
كذلك كان لوكاكو بمثابة الدبابة التي يتحرك عليها المانيو للأمام في ظل ندرة الحلول بخط الوسط، وأجاد الضغط على عمق الدفاع الباريسي، وبذل جهدًا بدنيًا جبارًا.
أخطاء قاتلة
وقدم باريس سان جيرمان، مباراة متميزة فنيا وتكتيكيا، إلا أن الفريق ومدربه الألماني ارتكبوا أخطاءً كارثية، كان بطلها العناصر التي وثق بها توماس توخيل كثيرا.
ففي الهدف الأول، قدم تيلو كيرير إحدى صفقات توماس توخيل الصيفية هدية ثمينة استغلها لوكاكو، بينما كان بوفون الحارس الأساسي لبي إس جي في دوري الأبطال السبب في الهدف الثاني بسبب ارتداد الكرة من أحضانه أمام أقدام لوكاكو.
كما أخطأ توماس توخيل نفسه في تقدير سيناريو اللقاء بعد إصابة دراكسلر، فكان الأولى به أن يدفع بإدينسون كافاني في مركز رأس الحربة، مع استغلال سرعة مبابي في الأطراف مع تراجع الحالة البدنية للفريق الإنجليزي، وقلة الخبرة الواضح على البديلين تشونج وجرينوود.
لكن بعدما زاد الطين بلة بتقدم مانشستر يونايتد بهدف ثالث في الدقيقة 94، أشرك توخيل، الأوروجوياني كافاني، ولكن بعد فوات الأوان.




