Reutersهناك لقطة لخصت ما يمر به برشلونة من تخبط فني واضح هذا الموسم، أحرز ليجانيس هدف التعادل في الدقيقة 71 عبر أوناي لوبيز، وتحدث المدرب لويس إنريكي إلى مساعده المخلص إنزوي محاولا تفسير ما يحدث، فما كان من المساعد إلا أن يفتح عينيه ويهز كتفيه بطريقة استفزازية.
التعادل بنتيجة 1-1 لم يستمر حتى النهاية، فقد سجل النجم ليونيل ميسي هدفه الثاني في المباراة من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة، مانحا فريقه فوز أعاد الفارق بين برشلونة والمتصدر ريال مدريد إلى نقطة واحدة، علما بأن الأخير يملك مباراتين مؤجلتين.
أداء الفريق الكتالوني في هذه المباراة أكد غرقه في مشاكل فنية أدت لتدهور ونتائجه وانخفاض ثقته بنفسه هذا الموسم، خصوصا بعد الخسارة مساء الثلاثاء أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 0-4 في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
بين معارض ومؤيد لبقاء إنريكي، جلس جمهور برشلونة على مدرجات "كامب نو" وهو يفتقد للمتعة المعتادة، لكن الأهم كان اقترابه من افتقاد النتيجة المرجوة، ليظهر واضحا أن اللاعبين لم يستفيقوا بعد من سباتهم، ولم يتحرروا من آلام الخروج الوشيك من دوري الأبطال، كما ظهرت قلة حيلتهم في إيجاد حلول متنوعة في ظل انكشاف طريقة لعبهم الحالية.
تجلت خلال المباراة حقيقة لا يمكن إنكارها، فمهما غير إنريكي من تشكيلته في خط الوسط، يبقى الرهان دائما على الثلاثي ميسي ونيمار ولويس سواريز، جميع هجمات برشلونة مرت من خلال هذا الثلاثي، أما الباقي فوقف متفرجا وعاجزا عن ترك بصمته سواء في الهجوم أو الدفاع.
هذه الحقيقة تأكدت في لقطة الهدف الأول لبرشلونة، قطع المدافع صامويل أومتيتي الكرة ومررها إلى نيمار الذي بدوره نقلها في الجهة اليسرى إلى سواريز، والأخير أرسل كرة طويلة نحو المرمى أودعها ميسي من مسافة قريبة في الشباك.
لم يقدم إيفان راكيتيش ذلك المستوى الذي عودنا على تقديمه، رغم أن إشراكه أساسيا في المباراة كان بمثابة فرصة لإعادة اكتشاف نفسه بعد فترة طويلة على مقاعد البدلاء، وتحرك رافينيا ألكانتارا كثيرا دون أن يساند المثلث الهجومي بشكل واضح، أما أندري جوميز، فبرهن مجددا على ضياعه في تشكيلة الـ"بلاوجرانا"، علما بأنه تولى لاعب الارتكاز أمام المدافعين في ظل غياب سيرجيو بوسكيتس، دون أن يفيد التشكيلة في شيء.
من ناحية ثانية، تخبط دفاع برشلونة وظهرت معاناته من المشكلة نفسها التي عانى منها طوال الموسم، فكانت المساحات الكبيرة بين قلبي الدفاع أومتيتي وجيريمي ماثيو سببا في منح الفريق الكتالوني صداعا عند لجوء الخصم للهجمات المرتدة، على الرغم من بطء ليجانيس في تنفيذ هذه الهجمات.
أمر آخر يستحق الذكر، جلوس القائد أندريس إنييستا على مقاعد البدلاء إلى جانب جيرارد بيكيه، ربما يرمز بشكل أو بآخر إلى انزعاج إنريكي من إبداء لاعبيه قلقهم على الفريق من الناحية الخططية، فقد ألمح إنييستا بعد مباراة سان جيرمان إلى أن برشلونة فقير من الناحية الفنية هذا الموسم، وللأمانة فهو محق في قاله.
كما يجب التنويه إلى مواصلة إشراك سيرجي روبرتو رغم كثرة أخطائه في الآونة الأخيرة بمركز الظهير الأيمن، فعاد أمام ليجانيس ليتسبب في تلقي مرماه هدف التعادل بعد تردده في تشتيت الكرة.
والأمر الذي يصعب على النقاد، وربما مدربي الفرق الأخرى فهمه، هو مبالغة لاعبي برشلونة في التقدم نحو المواقع الأمامية رغم تقدمهم في النتيجة، وهو الأمر الذي كاد يفقدهم نفطتين أمام ليجانيس على أقل تقدير، وربما آن الأوان للتخلي عن فكرة الضغط المستمر على مرمى الخصم عن طريق الاستحواذ لأطول فترة ممكنة، والاستعانة بحلول أكثر منطقية مثل سحب الفريق الخصم إلى منطقته والانقضاض على عليه بالارتداد الهجومي السريع، خصوصا وأن خط الوسط لم يقم بدوره منذ بداية الموسم.



