Reutersخطف منتخب الجزائر بطاقة التأهل لنصف النهائي، بعد التغلب على أفيال كوت ديفوار بركلات الترجيح، في واحدة من أقل مباريات محاربي الصحراء ببطولة الأمم الأفريقية حتى الآن من الناحية الفنية.
بينما كان للمجهود البدني والقتال حتى الدقائق الأخيرة دور كبير في الحفاظ على حظوظهم حتى نهاية اللقاء.
ورغم الأداء المبهر لمنتخب الجزائر منذ انطلاق الكان، إلا أنه ظهر في نسخة ليست الأفضل له، خاصة وأنه يعد المرشح الأبرز لنيل اللقب، لكن في النهاية ابتسمت له ركلات الترجيح، ليتأهل للمربع الذهبي.
خسارة السلاح الحاسم
لعب منتخب الجزائر بطريقته المعهودة مع المدير الفني جمال بلماضي 4-3-3، معتمدًا على الرباعي مندي وبلعمري وعطال وبن سبعيني أمام الحارس رايس مبولحي، وفي الوسط فيجولي وبن ناصر وقديورة، وفي الأمام الثلاثي بغداد بونجاح و رياض محرز ويوسف البلايلي.
ولم يظهر منتخب الجزائر بمستواه المعهود في لقاء اليوم، وذلك بسبب فقدان أهم أسلحته مطلع الشوط الأول وهو يوسف عطال إلى جانب التعامل الجيد من كوت ديفوار وقوة لاعبيه رغم الخسارة.
ضغط كوت ديفوار
البداية كانت مع ضغط كوت ديفوار على الجزائر حيث نوع الإيفواريون الضغط من المناطق المتقدمة وبين وسط الملعب، وهو ما حرم الجزائر بشكل كبير من الخروج بالكرة بأريحية كبيرة خاصة وأن المنافس اعتمد على طريقة لعب أقرب لـ4-1-4-1 وهو ما منحهم زيادة عددية بشكل دائم في وسط الملعب.
عزل بغداد
منتخب كوت ديفوار ويحسب لمدربه إبراهيم كمارا، أحسن التعامل بشكل جيد مع الجزائر وضيق المساحات التي استغلها محاربو الصحراء في المباريات السابقة وتم التسجيل من خلالها.
فلم يجد بونجاح المساحة اللازمة للتحرك إلى جانب البلايلي، ولم تظهر الجمل الثنائية والثلاثية مع محرز ولاعبي الوسط كما المعتاد.
ساهمت الرقابة اللصيقة على بونجاح وعزله عن ثلاثي الوسط في إبطال مفعول سلاح الكرات العالية للجزائر، فلم يظهر بالقدر الكافي في لقاء اليوم خاصة أن بناء اللعب من الخلف للأمام والتدرج بالكرة لم يكن حاضرًا، ليبقى السلاح الثالث والأهم وهو الأطراف بن سبعيني وعطال.
ضربتان موجعتان
سلاح مهم خسره المنتخب الجزائري بإصابة يوسف عطال بعد 25 دقيقة من انطلاق اللقاء خاصة وأن بن سبعيني يميل أكثر للتحفظ الدفاعي، كما هو حال ذيفان الذي شارك بديلا بالرواق الأيمن.
كما خسر رياض محرز المساندة الهجومية المطلوبة بخروج عطال وهو ما سهل مهمة لاعبي كوت ديفوار على رقابته.
ساهم في هبوط مستوى منتخب الجزائر في اللقاء خاصة في الشوط الثاني، والأشواط الإضافية تراجع المردود البدني للاعبيه بسبب عامل الطقس الحار دون شك، وهو ما ألقى بظلاله على مردود لاعبي الوسط وفي مقدمتهم بن ناصر النشيط.
كما أن تغييرات بلماضي بسحب بونجاح واللعب بسليماني قللت الضغط على دفاع كوت ديفوار فقد نجح فيجولي في تسجيل الهدف الأول بعد ضغط بونجاح، إلى جانب محرز الذي جاء استبداله مريحًا لدفاع المنافس.
ورغم الدفع بآدم أوناس بديلًا لمحرز لكنه لم يجد الدعم الكافي بسبب هبوط المردود البدني خاصة فيجولي وقديورة وبن ناصر الذين بذلوا مجهودًا كبيرًا، وفي النهاية لعب أندي ديلور على حساب فيجولي، فلم تصنع تغييرات بلماضي الفارق.
جرس إنذار
اعتمد مدرب كوت ديفوار على تضييق المساحات على الجزائر وخطف الكرة سريعًا عن طريق المرتدات، مستغلًا سرعات الثنائي زاها وكودجيا ونجح في الوصول لمرمى مبولحي وهدده في أكثر من كرة خطيرة.
وفي هدف التعادل للأفيال، خطف زاها الكرة بوسط الملعب نتيجة للضغط المحكم ومرر مرتدة لكودجيا الذي راوغ دفاع الجزائر بسهولة وسط تمركز خاطئ وأودعها الشباك.
ظهرت مساحات كبيرة خلف ظهيري الجزائر خلال اللقاء لكن هجوم كوت ديفوار لم يكن موفقا لترجمتها وهو ما يمثل جرس إنذار كبير للخضر قبل لقاء نيجيريا المقبل وهو الذي يشبه كوت ديفوار لحد كبير.


