
مواجهة جديدة فرض فيها المنتخب المصري سيطرته على شقيقه الليبي وفاز بثلاثية نظيفة مساء اليوم في الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2022.
استطاع كارلوس كيروش مدرب الفراعنة أن يخرج بالعديد من المكاسب من مواجهة اليوم أهمها بلا شك الحصول على النقاط الثلاث وتصدر المجموعة لكن ذلك جاء بفرض أسلوبه وطريقته التي ينتهجها دوما.
ظهر منتخب مصر بصبغة كيروش في لقاء اليوم بشكل كبير بعدما دفع بنفس العناصر التي لعبت في لقاء الجولة الثالثة قبل أيام قليلة لكنه عدل في التوظيف قليلا ليخرج منتخب مصر بمستوى وأداء رائعين.
4 ـ 3 ـ 3
المعروف عن كيروش في تجاربه السابقة اللعب برسم تكتيكي أقرب ل4-3-3 وهو ما ظهر في مواجهة اليوم بنفس عناصر لقاء الجولة الثالثة لكنه اعتمد على السعيد كلاعب وسط يميل لناحية اليسار وعمرو السولية وسط ناحية اليمين وفي الوسط محمد النني.
طريقة كيروش منحت منتخب مصر أفضلية على أرض الملعب بشكل كبير على المستويين الدفاعي والهجومي باستثناء الربع ساعة الأول من اللقاء الذي ضغط فيه منتخب ليبيا بشكل كبير لكنه فشل في التسجيل فضلا عن افتقاد لاعبي مصر لخبرة اللعب على النجيل الصناعي مما احتاج وقتا للتأقلم.
استطاع كيروش الاستفادة من ثلاثي الوسط بشكل مميز في مساندة الظهيرين دفاعيا وكذلك على الجانب الهجومي لعمل الزيادة العددية في كثير من المواقف، فضلا عن حرية الحركة التي منحت للثلاثي الأمامي صلاح ومصطفى محمد ومرموش.
كليمنتي بلا حلول
في المقابل لعب خافيير كليمنتي مدرب منتخب ليبيا برسم تكتيكي أقرب ل4-2-3-1 مع منح لاعبيه حرية في التقدم للأمام والضغط على المنتخب المصري لكن ذلك لم ينجح سوى في الدقائق الأولى من اللقاء ولم يترجم لأهداف.
كما فشل منتخب ليبيا في مواصلة الضغط على مصر واستغلال الارتباك في الشوط الأول والاعتماد بشكل كبير على المحاولات الفردية لزعبية واللافي والهوني.
كما ساهم تقدم مصر في الشوط الأول بهدفين في إخماد حماس ليبيا بشكل كبير، فيما صعبت تدخلات كيروش التنشيطية في الشوط الثاني للاعبي الوسط المهمة على منتخب ليبيا رغم التبديلات التي قام بها مدرب ليبيا بدخول معاذ عيسى والسنوسي عمار ومحمد منير وعمر الخوجة.
تفوق مصري
استطاع منتخب مصر أن يظهر بشكل مميز على المستوى الهجومي فظهرت حالة من التناغم كانت مفتقدة في فترات سابقة، فضلا عن عدم التركيز على قدرات محمد صلاح الهجومية وحده، فقد اعتمد كيروش على تدوير الكرة واستغلال المساحات في دفاع المنافس مثلما حدث في الأهداف التي سجلت في مباراة اليوم.
وظهر في هدف أبو الفتوح الأول تناقلا للكرة بشكل جيد والتمرير بين خطوط دفاع ليبيا حتى وصلت الكرة في مكان مناسب للتصويب أو التمرير لتنتهي بهدف، وهو ما ظهر أيضا في هدف رمضان صبحي الثالث من تمريرة صلاح لرمضان بعد استخلاص جيد للكرة في وسط الملعب، وهو الأمر الذي طبقه منتخب مصر بشكل جيد سواء في تنوع الضغط بين المتقدم والمتوسط، وتضييق المساحات على لاعبي ليبيا واسترداد الكرة بشكل سريع.
كما ظهرت أحد أبرز إمكانيات مصطفى محمد رأس الحربة في الضربات الرأسية مسجلا الهدف الثاني ببراعة كبيرة، فيما واصل مرموش تألقه بعد تسجيل هدف الفوز بالجولة الثالثة في الصناعة اليوم، كما هو حال صلاح الذي صنع الهدف الثالث وهو ما يعكس العمل الجماعي للاعبين بشكل كبير وتعليمات كيروش في كيفية الاستفادة من الجميع.
أكرم وأبو الفتوح
استفاد كيروش بشكل مثالي من قدرات ظهيري الجنب أبو الفتوح وأكرم توفيق في عمل الزيادة الأمامية بشكل كبير خصوصا فتوح الذي منح حرية كبيرة في التقدم للأمام واستغلال مهاراته وعرضياته المتقنة وهو ما ترجمه في الهدف الأول، فيما ظهر أكرم توفيق بشكل مميز على المستوى الدفاعي أيضا في استخلاص الكرات والتغطية الدفاعية.
مواجهة جديدة استطاع خلالها أكرم توفيق أن يبطل مفعول حمدو الهوني الجناح الأيسر لمنتخب ليبيا صاحب المهارات العالية حتى غادر في الدقيقة 68 من عمر اللقاء بفضل صلابته الدفاعية وصعوبة المرور منه بعدما واجهه من قبل بدوري أبطال إفريقيا.



