
قدّم المنتخب السعودي أداء متباينًا أمام ضيفه البوليفي، على مدار شوطي وديتهما اليوم، وفرط في تقدمه بهدفين نظيفين، مكتفيًا بالتعادل (2-2).
ورغم هذ التراجع، يمكن اعتبار التجربة مفيدة إجمالًا بالنسبة لفريق المدرب خوان أنطونيو بيتزي، قبل حوالي 4 أشهر من خوض بطولة كأس أمم آسيا في الإمارات.
سرعة وفاعلية
كان تركيز بيتزي طيلة الفترة الماضية على اللعب السريع، والاستحواذ على الكرة، وتناقلها بلمسات قصيرة متتابعة، وهو ما حدث في بداية المباراة بشكل مثالي.
وشارك خماسي الوسط في إحكام السيطرة على منطقة المناورات، وتناقلوا الكرة فيما بينهم بشكل سريع، كما تحرك الجناحان سالم الدوسري يسارًا، وفهد المولد يمينًا، مستغلين المساحات الواسعة أمامهما.
وصنع المنتخب السعودي الخطورة بهذه الطريقة، من خلال سرعة التمرير، وإرسال الكرات على الطرفين، وكاد أن يسجل من الدقيقة الثانية عن طريق المولد.
تألق كنو والشهري
وسمح بيتزي للظهيرين سعيد المولد وياسر الشهراني، بالتقدم في حالة الهجوم، عندما يسحب الدوسري وفهد المولد الظهيرين البوليفيين لعمق الملعب، وبالفعل نجح المولد في صناعة الهدف الأول.
وظهر اعتماد بيتزي على كنو كلاعب ارتكاز دفاعي، مستندًا إلى قوته البدنية، وطوله الفارع، في التفوق على منافسيه بالكرات العالية، بينما نال الشهري حريته في العمق، وسانده المقهوي على فترات.
وشهدت المباراة تألقًا لافتًا للشهري، لا سيما في توزيع الكرات على الجانبين، وعلى طرفي منطقة جزاء بوليفيا للمولد والدوسري، وهي اللعبة التي اعتمد عليها المنتخب السعودي بشكل كبير.
في المقابل كان هارون موسى أقل من المستوى المأمول في أولى مبارياته الدولية، وبدا أنه لا يزال بحاجة إلى الانسجام مع المجموعة، لكنه أبدى قدرة على الانطلاق من الخلف.
تراخي الأخضر
وبطبيعة الحال يمكن تفهم أسباب انخفاض مستوى المنتخب السعودي في الشوط الثاني، بعد أن أجرى بيتزي 6 تغييرات، بغية الاستفادة من المباراة الودية، بتجربة أكبر عدد من اللاعبين.
وجرّب بيتزي في الشوط الثاني أن يلعب دون مهاجم صريح، عندما أدخل هتان باهبري بدلًا من هارون موسى، ورغم أن الأول بدا متألقًا كعادته، إلا أن "الأخضر" اتضح افتقاده إلى لاعب داخل منطقة الجزاء.
ما يعاب على الأداء السعودي خلال الشوط الثاني، تراخي اللاعبين، وكذلك الاندفاع المبالغ فيه إلى الأمام من جانب ظهيري الجنب، وضعف الارتداد من لاعبي الوسط، مما أدى إلى خلق الجانب البوليفي خطورة على فترات خلال أحداث الشوط الثاني، حتى نجح في إحراز هدف التعادل.
لذلك سيتمثل تحدي بيتزي خلال المرحلة المقبلة، في حل مشكلة الوسط الدفاعي، إلى جانب رأس الحربة، وكذلك أن يلتزم اللاعبون لا سيما ظهيري الجنب، بالواجبات الدفاعية.



