Reutersخطف المنتخب المصري نقطة من العملاق الإسباني في مستهل مشوار الفريقين بأولمبياد طوكيو في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي ضمن منافسات دور المجموعات.
ركز شوقي غريب المدير الفني لمنتخب مصر من الدقيقة الأولى على التأمين الدفاعي بل إن اختياراته من اللاعبين الكبار فوق السن كانت لهذا الغرض بوجود قلبي الدفاع أحمد حجازي ومحمود الونش والحارس محمد الشناوي وذلك لقوة منتخب إسبانيا الذي يعج بالنجوم وفي مقدمتهم لاعبي برشلونة وريال مدريد فضلا عن وجود 6 عناصر من الذين شاركوا في اليورو الأخيرة.
لعب منتخب مصر بطريقة لعب أقرب ل5-4-1 دفاعيا تحولت في الحالة الهجومية ل3-4-3 بمنح الظهيرين فرصة للتقدم والزيادة للأمام، وذلك لعمل تكتل دفاعي أمام لاعبي إسبانيا.
فيما اعتمد المدرب المصري على الثلاثي الأمامي أحمد ريان ورمضان صبحي وطاهر محمد طاهر، وفي الخلف 5 لاعبين، من أجل التصدي للطوفان الإسباني المتوقع.
في المقابل لعب منتخب إسبانيا بقيادة مدربه لويس دي لا فوينتي بطريقة لعب أقرب ل4-3-3، معتمدا على تفوقه الفني والسيطرة على مجريات الأمور من البداية والاستحواذ على الكرة لشن الهجمات مستغلا وجود الثنائي فوق السن أسينسيو جناح الريال، وميكيل مورينو لاعب وسط ريال سوسيداد، إلى جانب سيبايوس وداني أولمو وميكيل أويارزبال في الضغط على دفاع الفراعنة.
سيناريو متوقع
كما كان متوقعا سيطر منتخب إسبانيا على مجريات اللعب وبدأ بالضغط العالي على منتخب مصر لحرمانه من الخروج بالكرة بشكل جيد ومباغتة الدفاع المصري لكنه نجح في نصف ما أراد فقط.
المنتخب الإسباني أجبر مصر على تشتيت الكرة مبكرا والاعتماد على الكرات المرسلة من الدفاع وحارس المرمى تجاه رمضان صبحي وأحمد ريان في الأمام لكنه فشل في التسجيل وهز الشباك على مدار الشوطين.
مرر منتخب إسبانيا 751 تمريرة الصحيح منها 663، في مقابل 304 لمصر الصحيح منها 223، أي ما يزيد عن الضعف وهو ما يعكس بشكل كبير سيطرة الإسبان على الكرة خلال ال90 دقيقة وفقا لموقع سوفا سكور المتخصص في الإحصائيات الذي منح المنتخب الإسباني نسبة استحواذ بلغت 71% مقابل 29 لمصر.
اكتفى منتخب إسبانيا بالسيطرة لكن دون خطورة حقيقية على المرمى حيث تركز هجومه على الاختراق من عمق الملعب وهو ما كان صعبا للغاية نظرا للزيادة العددية لمدافعي مصر وإغلاق العمق بإحكام إلا في بعض الكرات التي لم تستغل بشكل جيد.
كما ساهم خروج الظهير الأيسر مينجويزا صاحب النزعة الهجومية مبكرا في خسارة إسبانيا عنصرا كان سيسبب إزعاجا كبيرا لجبهة هجومية بالأساس يتواجد فيها رمضان صبحي وفتوح لكن خروجه أراح المصريين، فضلا عن خروج سيبايوس للإصابة أيضا.
تألق أكرم وغياب رمضان
كان أكرم توفيق أبرز لاعبي مصر في الجانب الدفاعي وتميز بالنشاط والحركة والمجهود الوفير وهو ما انعكس على قطع الكرات وإبطال هجمات إسبانيا كثيرا بجانب تألق قلب الدفاع أحمد حجازي وقيامه بدور الليبرو أو المدافع المتأخر خلف لاعبي الدفاع لتفادي الهفوات الدفاعية وخدع الهجوم الإسباني ومن خلفه الحارس محمد الشناوي الذي ظهر بشكل جيد لحد كبير اليوم.
ساهم غياب بعض اللاعبين عن مستواهم خلال اللقاء في ظهور المنتخب المصري بشكل ضعيف هجوميا، وكان في مقدمتهم رمضان صبحي الذي يفتقر للجاهزية البدنية والذهنية أيضا فكانت قراراته خاطئة ووقع في مصيدة التسلل أكثر من مرة فضلا عن فشله في إحداث أي خطورة رغم أنه يعد النجم الأول للفراعنة في الجانب الهجومي.
وظهر تأثير عمار حمدي لاعب الوسط وإبراهيم عادل بعد نزولهما في الشوط الثاني وهو ما يلقي باللوم على رمضان الذي شارك أساسيا ولم يكن له أي تأثير يذكر على مرمى المنتخب الإسباني.
تدخلات شوقي وتفوق إسبانيا
كان لشوقي غريب تدخلات ناجحة لتنشيط الهجوم في الشوط الثاني بالدفع بعدد من العناصر مثل عمار حمدي وإبراهيم عادل وصلاح محسن على حساب إمام عاشور وطاهر محمد طاهر وأحمد ريان، ثم كريم فؤاد على حساب كريم العراقي وفي اللحظات الأخيرة دفع ببيكهام للتأمين على حساب الحاضر الغائب رمضان صبحي.
وتفوق منتخب إسبانيا في الاستحواذ على الكرة بلا شك فيما سدد على المرمى 12 تسديدة منها 5 بين القائمين والعارضة في المقابل سدد منتخب مصر 3 كرات منها واحدة فقط بين القائمين والعارضة.
صنع منتخب إسبانيا فرصتين خطيرتين فيما لم يصنع منتخب مصر أي فرصة، كما سدد لاعبو إسبانيا 5 تسديدات من داخل منطقة جزاء الفراعنة في مقابل 3.
أنقذ محمد الشناوي 5 كرات لإسبانيا فيما لاحت لمصر كرة واحدة تصدى لها الحارس الإسباني أوناي سيمون.
كما تظهر الإحصائيات الدفاعية التواجد الهجومي للإسبان فكان للاعبي مصر 16 تدخلا و21 اعتراضا لكرة المنافس، و23 مرة تم تشتيت الكرة فيها، فيما كان لإسبانيا 12 تدخلا فقط أمام هجوم الفراعنة واعتراض وحيد للكرة وتم تشتيت الكرة 6 مرات فقط.
لكن بشكل عام وعلى مدار الشوطين كان المنتخب المصري بحاجة لمزيد من السرعة في نقل الهجمة لاستغلال المرتدات بشكل جيد لكن الضغط الإسباني وتضييق المساحات نجح في تفادي أي مفاجآت ليتوقف الأمر عند التعادل السلبي خصوصا مع الوصول لمرمى الشناوي في اللحظات الأخيرة وإهدار أكثر من كرة خطيرة كانت كفيلة بتحقيق الفوز.



